أثرياء يستهدفون أشجار الزيتون المعمرة لتزيين بيوتهم

– تواجه أشجار الزيتون المعمرة خطر الانقراض، جراء إقدام جهات على خلعها من الاراضي الزراعية، مقابل تصريح من وزارة الزراعة، ليعاد زرعها كأشجار زينة في القصور والفلل ومداخل الفنادق، فيما تؤكد الوزارة أن هناك لجنة تمنع خلع الاشجار المعمرة.
اصحاب مشاتل؛ يستهدفون هذه الأشجار لبيعها بأثمان، تتراوح من 500 الى 2000 دينار، حسب عمر الشجرة وحجمها، فيما يتراوح ثمن المستوردة بين 4000 إلى 7000 آلاف دينار، لكن مع قرار الوزارة بوقف استيراد هذه الاشجار لوجود آفة حجرية في بلدانها، فإن عديدين يبحثون عنها، للمتاجرة بها.
ثائر العلاونة صاحب احد المشاتل بمنطقة البقعة قال ان “شجر الزيتون المعمر في المشاتل، يشترى بسعر رمزي من اصحاب اراض، بهدف البناء عليها”، مشيرا الى ان دور صاحب المشتل، خلع شجرة الزيتون المعمرة، بعد الحصول على تصريح الوزارة.
وأكد نشمي العبدالله صاحب مشتل آخر في طبربور، ما قاله العلاونة من ان اشجار الزيتون المعمر، تشترى بأسعار رمزية من المحافظات، وتخلع تحت ذريعة استثمار الأراضي التي كانت عليها بالبناء.
واضاف العبدالله، ان الراغبين بشراء هذه الاشجار، هم من اصحاب الفنادق والقصور، يزرعونها كزينة، كما ان هناك اشخاصا يستوردونها من ايطاليا أيضا كاشجار زينة.
العاملون في الادارة الملكية لحماية البيئة والسياحة – فرع بيئة وسياحة البلقاء وبالاشتراك مع مكتب زراعة البلقاء، ضبطوا في الرابع عشر من كانون الاول (ديسمبر) العام الماضي، مركبتين محملتين بـ8 أشجار زيتون رومي معمرة، مهددة بالانقراض، يُمنع قطعها أو اجتثاثها أو نقلها بموجب قانون الزراعة رقم (13) لسنة 2015، وجرى التحفظ عليها في مشتل حرجي، تابع للوزارة للحفاظ عليها، واتخذت اجراءات قانونية بحق مرتكبي ذلك الجرم.
مدير مديرية الزيتون بالوزارة اسامة قطان، أكد لـ”الغد” ان هناك تعليمات وفقا لقانون حماية اشجار الزيتون المعمرة، لتنظيم عمليات خلعها، إذ إن هناك حالات تسمح بخلعها فيها، او نقلها لأماكن أخرى وزرعها فيها، كفتح طرق او بناء مسجد او مركز صحي، إذ تدرس الحالة عبر لجنة مشكلة لهذه الغاية،اذ ترفع لوزير الزراعة، ويوافق عليها او ترفض وفق ما تراه اللجنة.
واضاف قطان لـ”الغد”، ان اشجار الزيتون التي يوافق على خلعها، بخاصة المعمرة منها، تنقل وتزرع في اراضي البلدية او المتنزهات العامة، وتتابع عبر الوزارة، وفي حال تعذر زراعتها هناك، تباع لأصحاب مشاتل خاصة، وتتابع بعد بيعها، وتفتح سجلات لمن بيعت لهم.
وقال ان الوزارة كانت تسمح باستيراد اشجار الزيتون المعمرة من تركيا وإيطاليا، ولكن حاليا أوقف الاستيراد، لوجود آفة في تلك الدول.
الباحث في الزراعة المستدامة بالمركز الوطني للبحوث الزراعية يحيى ابو صيني، اكد ان الدراسات الاخيرة للمركز عن اشجار الزيتون المعمرة في المملكة، تبين أنها قد تكون آباء لأشجار زيتون في ايطاليا واسبانيا، لأنها من المجموعة الجينية الوراثية نفسها.
وقال ابو صيني ان دراسة المركز التي نشرت مؤخرا، بالتعاون مع جامعتين أردنيتين كشفت أن التحاليل الجينية، تؤكد مركزية نشوء الزيتون في الأردن عبر العصور.
وبينت إن زيتون المهراس في منطقة الميسر ببلدة الهاشمية بمحافظة عجلون، يُعتبر من أقدم السلالات الجينية للزيتون في حوض البحر الأبيض المتوسط، وبيّنت تحاليل خريطته الجينية، أنها الأقرب جينياً لتكون الأصل لزيتون إسبانيا وإيطاليا وقبرص.
واضاف ان البحث يأتي ضمن خطة وطنية للمركز بالشراكة مع باحثين في جامعات أردنية، لتوثيق الخرائط الجينية لعدة نباتات وحيوانات مزرعية؛ وقد فكّت ونشرت خرائط وراثية للنحل البلدي، وسجلت شيفرتها الوراثية، وأعدت مرجعية في المركز لسلالات أغنام العواسي الأردنية المحسنة.
واشار أن المهراس يعتبر أصلاً عريقاً، حافظ على كيانه عبر العصور، وأثبتت البصمة الوراثية له، تنوعه الوراثي الغني والفريد للزيتون في حوض المتوسط، مع ميّزات جينية ذات دلالات، تبين قدراته على التكيّف مع التغيرات المناخية والبيئات القاسية والحفاظ على نوعية زيت مميزة.
وقال إن من أهم نتائج هذا المشروع، تعظيم الاستفادة من الأصول الوراثية الأردنية، عن طريق المؤشرات الجغرافية لزيت المهراس الموثّق، موضحا ان نتائج التسلسل النيكلوتيدي لجينومه، بيّنت امتلاكه فرادته على المستوى الجزيئي، وأن هناك كمّاً هائلاً من الطفرات التي حدثت على أشجار الزيتون عبر السنين، فاقت الـ15 مليونا، منها حوالي نصف مليون طفرةً في المناطق الجينية ذات التأثير الكبير بتغيير الأحماض الأمينية.

عبدالله الربيحات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة