أداء “النشامى” في آسيا يرهب المنافسين ويرفع سقف طموحات الجماهير

أقنع المدرب المغربي للمنتخب الوطني لكرة القدم الحسين عموتة الجماهير الأردنية التي انتظرت لمساته منذ فترة طويلة، ونجح في قطع خطوة كبيرة في الوصول للدور الثاني من بطولة كأس آسيا (قطر 2023)، بعد أن حقق انتصارا وتعادلا لـ“النشامى”، في أول جولتين من المسابقة ضمن المجموعة الخامسة.
وأصبح المنتخب الوطني رقما صعبا في البطولة، بعد أن قدم أداء مميزا حتى اللحظة، حيث ارتقى لصدارة ترتيب المجموعة الخامسة وبرصيده 4 نقاط، متقدما بفارق الأهداف عن منتخب كوريا الجنوبية صاحب المركز الثاني، فيما يحتل المنتخب البحريني المركز الثالث وبرصيده 3 نقاط، ومنتخب ماليزيا في المركز الرابع والأخير بدون نقاط.
وعلى الرغم من الانتقادات الكثيرة التي تعرض لها المدرب المغربي في الفترة الماضية، إلا أنه كان على الموعد في أول مباراتين مع المنتخب الوطني في المسابقة القارية، وحقق ما هو مطلوب منه حتى اللحظة، من خلال تحسن أداء المنتخب من جهة، وتحقيق النتائج المتميزة من جهة أخرى.
وفاز المنتخب الوطني في الجولة الأولى بأربعة أهداف دون مقابل على نظيره الماليزي، تكفل في تسجيلهم كل من محمود مرضي “هدفان” وموسى التعمري “هدفان”، قبل أن يرضى بالتعادل أمام كوريا الجنوبية أول من أمس بنتيجة 2-2، حيث جاء الهدف الأول عكسيا من دفاعات المنتخب الكوري، فيما سجل المهاجم يزن النعيمات الهدف الثاني للمنتخب.
وأصبحت الفرق المشاركة في البطولة تخشى مواجهة المنتخب الوطني في الدور المقبل، نظرا للقتالية والروح العالية التي تمتع بها لاعبوه خلال ظهورهم في المبارتين الأولى والثانية، ما جعل بعض جماهير المنتخبات لا تتمنى مقابلة المنتخب في الدور التالي، بعد أن كان في اعتقادهم بأن المنتخب سيكون ممرا للعبور وفقا للتحضيرات التي سبقت موعد البطولة.
ويخوض المنتخب الوطني مباراته الأخيرة الخميس المقبل على ستاد خليفة الدولي، حيث سيواجه نظيره البحريني عند الساعة الثانية والنصف مساء، فيما يلتقي في الوقت ذاته منتخب كوريا الجنوبية مع المنتخب الماليزي، في آخر جولات المجموعة الخامسة.
وأجرى المنتخب أمس تدريبا خفيفا على ملعب العقلة في منطقة لوسيل، حرص من خلاله عموتة على إراحة بعض اللاعبين الذين قاموا بمجهود بدني كبير، وطي صفحة مباراة كوريا الجنوبية والتركيز على مواجهة البحرين، بهدف تسجيل انتصار جديدة في مشوار المنتخب بالبطولة.

مخالفة التوقعات
خالف المنتخب الوطني التوقعات في البطولة الحالية، بعد أن أظهر الوجه الذي اعتادت عليه الجماهير في الاستحقاقات الرسمية، ليكون الحصان الأسود حتى اللحظة في البطولة، بحسب العديد من المتابعين في الدوحة.
وعلى الرغم من عدم تسجيل المنتخب سوى فوز وحيد من أصل 9 مباريات قبل بطولة آسيا مع المغربي عموتة، إلا أن “النشامى” كانوا على الموعد، ونجحوا في لفت الأنظار إليهم، نظرا للقوة الهجومية التي تمتع بها، إلى جانب المستوى المميز في معظم فترات اللقاء.
وبرز في البطولة لغاية اللحظة من المنتخب الوطني نجم نادي مونبيليه الفرنسي موسى التعمري، والذي نجح في وضع بصمته بأفضل صورة مع المنتخب في التجمع الحالي، وساهم بشكل أو بآخر في جمع النقاط الأربع حتى اللحظة، مع المهاجم يزن النعيمات الذي سجل هدفا ثمينا في كوريا الجنوبية وصنع هدفين في المباراة الأولى، دون إغفال دور محمود مرضي في المباراة الأولى بافتتاح الرصيد التهديفي للمنتخب.
ويضاف إلى ذلك الحضور الجيد من قبل حارس المرمى يزيد أبو ليلى، والذي لم يتحمل مسؤولية أي هدف من الهدفين اللذين تلقاهما المنتخب حتى الآن، مع حضور مميز من المدافعان عبد الله نصيب “ديارا” ويزن العرب، اللذان وقفا أمام نجم نادي توتنهام هوتسبير هيونج مين سون، وقطع العديد من الكرات منه.
وشكلت النتيجتان أملا كبيرا لدى الشارع الرياضي، إذ تسببت النتيجتان بجعل الطموحات مرتفعة لتحقيق إنجاز تاريخي للكرة الأردنية في هذه النسخة، مع تقدم مرتقب للمنتخب الوطني على الصعيد الدولي في تصنيف “فيفا” المقبل، بتعادله أمام أحد المنتخبات القارية المتقدمة على الصعيدين القاري والعالمي.
خيارات التأهل
أصبحت خيارات التأهل لثمن نهائي المسابقة القارية بالنسبة للمنتخب الوطني عديدة وكبيرة، بعد أن جمع 4 نقاط في أول مباراتين واحتل صدارة المجموعة الخامسة، ليضمن بنسبة كبيرة بلوغه الدور ثمن النهائي للمرة الثاني على التوالي، وينجح في تخطي دور المجموعات للمرة الرابعة من أصل 5 مشاركات.
وفي حال حقق المنتخب الوطني الفوز في الجولة الثالثة على المنتخب البحريني، واستمر في الصدارة بفارق الأهداف عن المنتخب الكوري، بحسب نتيجة الأخير مع ماليزيا، فإن المنتخب سيصل للدور التالي ومعه 7 نقاط، وبحسب القرعة فإنه سيواجه ثاني المجموعة الرابعة، والتي من المتوقع أن يستقر بها المنتخب الياباني، مع احتمالية ضئيلة بتأهل إندونيسيا التي ستواجه “الساموراي” بالجولة المقبلة، وكلاهما يمتلك 3 نقاط حتى اللحظة.
أما تأهل المنتخب الوطني للدور الثاني كوصيف حال تعادله وفوز كوريا الجنوبية المتوقع على ماليزيا، فإن المنتخب سيلتقي متصدر المجموعة السادسة، وتشير الترشيحات إلى أن المنتخب السعودي هو الأوفر حظا في احتلال صدارة المجموعة، التي تضم منتخبات تايلند وسلطنة عمان وقيرغيزستان.
ويصعد المنتخب الوطني بنسبة كبيرة للدور الثاني كواحد من أفضل 4 منتخبات تحتل المركز الثالث، في حال تعرضه للخسارة أمام المنتخب البحريني، نظرا لامتلاكه 4 نقاط، وهي قد تكون كافية لتأهله للدور الثاني، ويلتقي حينها متصدر المجموعة الأولى أو متصدر المجموعة الأولى (قطر)، أو متصدر المجموعة الرابعة (العراق).
إشادة من الصحافة العربية
عبر الوفد الإعلامي العربي المتواجد في الدوحة بالمستوى الطيب الذي قدمه المنتخب الوطني في أول مباراتين له في نهائيات كأس آسيا، بعد أن خالف جميع التوقعات التي كانت قبل انطلاقة المسابقة، حيث قدم أداء قد يعتبره البعض الأفضل من ناحية المنتخبات العربية إلى جانب منتخبي العراق وقطر.
وجاء في عناوين الصحف القطرية والعربية مدح كبير لأداء المنتخب الوطني في أصعب مباراة له في الدور الأول، وأمام أقوى الفرق ترشيحا للظفر باللقب، نظرا لأن المنافس يمتلك أسماء لامعة عديدة في صفوفه، إلى جانب تواجد المدرب الألماني الخبير يورجن كلينسمان كمدير فني له.
وجاء في عنوان صحيفة الوطن الرياضي القطرية: “النشامى أرهقوا الشمشون”.. تعادلا بهدفين في قمة المجموعة الخامسة”، فيما عنونت صحيفة الراية القطرية: “النشامى انتزعوا أغلى نقطة كورية.. العرب أشعلوا الخامسة”، كما تحدثت في صفحاتها الداخلية: “جمهور النشامى يزين قحفية الثمامة”.
كما تفاجأ الوفد الإعلامي من كوريا الجنوبية بالأداء والنتيجة التي حصلت لمنتخب بلادهم مع المنتخب الوطني، حيث لم يتوقع أحدهم بأن تكون المهمة صعبة عليهم بهذه الصورة، نظرا لفارق الإمكانيات الفنية والبدنية بين الفريقين قبل خوض اللقاء، إلى جانب استبعاد فقدان منتخبهم أي نقطة في الدور الأول، نظرا لترشيحه الفوز بالبطولة والمنافسة عليها بقوة.
بدوره، قال مراسل قناة الرياضية العراقية عماد الركابي لـ“الغد”، إن أداء المنتخب الوطني كان جيدا بعكس التوقعات، حيث جاءت بدايات المدرب عموتة مع المنتخب غير مقنعة نظرا لتعثره في عدة مباريات وآخرها أمام اليابان قبل أيام من انطلاقة البطولة، مفيدا بأن المنتخب أحرج كوريا الجنوبية وكان قريبا من الفوز.
وبين الركابي أن المنتخب الوطني ضمن بنسبة كبيرة تأهله للدور الثاني حتى لو كواحد من أفضل 4 منتخبات تحتل المركز الثالث في المجموعات، مشيرا إلى أنه يملك ترسانة هجومية قوية وجيدة هي من ساهمت في وصوله للمستوى الحالي بالبطولة.
من جهته، أوضح الصحفي يوسف العفيلي من جريدة الرؤية العمانية، بأن المنتخب الوطني الأردني قادر على الوصول لأدوار بعيدة في البطولة، نظرا لظهوره بصورة مميزة في أول مباراتين، وأن مباراة كوريا الجنوبية أكدت على ذلك.
ولفت العفيلي إلى أن المنتخب الوطني يقدم أداء هجوميا رائعا في المسابقة القارية، على الرغم من تأخره بالنتيجة أمام كوريا الجنوبية والعودة بها، متوقعا بلوغ “النشامى” الدور ربع النهائي كحد أقصى.
وأكدت الإعلامية التونسية أمل بوسليتي، أن المنتخب الوطني قوي ونافس بقوة “الوحش الكوري”، وقدم مباراة ممتازة، متوقعة بأن يتجاوز نظيره البحريني بسهولة في الجولة المقبلة، والتأهل كمتصدر عن مجموعته.
واعتبرت بوسليتي أن المنتخب الوطني يتمتع بميزة إضافية تتمثل بدعم الجماهير الأردنية له بصورة رائعة، وهي تمتلك آمالا كبيرة في تقديم الأردن شيئا جميلا في هذه النسخة، مؤكدة بأنه في حال أراد باللقب ويمتلك الرغبة في ذلك، فلا يوجد شيء مستحيل حسب وصفها.

مشاهد من كأس آسيا 

 – تابع سمو الأمير علي بن الحسين رئيس الهيئة التنفيذية لاتحاد كرة القدم مباراة المنتخب الوطني ونظيره الكوري الجنوبي في الملعب.

– يقيم الوفد الإعلامي الفلسطيني القادم من الأراضي المحتلة بالفندق ذاته الذي يقيم به المنتخب الفلسطيني، في مشهد نادر الحصول في البطولات القارية، حيث يعتبر هو الوفد الإعلامي الوحيد الذي يتواجد في الفندق ، من بين جميع الدول المشاركة في المسابقة.
– يعد الجمهور السعودي الأكثر تواجدا من بين دول المنتخبات المشاركة وعددها 24 منتخبا، من حيث الحضور والتفاعل في شوارع الدوحة وتحديدا في سوق واقف، المكان الذي يتجمع به الجمهور العربي والآسيوي، إذ تتواجد باستمرار في ذلك المكان قبل وخلال وبعد المباريات، وتردد أهازيج المنتخب حتى ساعات متأخرة من الليل.
– المنتخب الوطني الأقوى هجوما في البطولة الآسيوية بعد نهاية الجولتين الأولى والثانية، بواقع 6 أهداف سجلهم في مرمى ماليزيا 4 وهدفين في شباك كوريا الجنوبية.. الملفت في الأمر أن المنتخب سجل هذا العدد من الأهداف كأكثر مرة يسجل بها في تاريخ مشاركاته رغم خوضه مباراتين فقط.
– ملاحظات على الحالة الصحية للاعبي المنتخب الوطني، إذ يتعرض اللاعبون لوعكات صحية باستمرار، ما يستدعي لعدد من اللاعبين بارتداء الكمامة خلال المباريات عند الدخول والخروج من الملعب.

 

مهند جويلس/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة