إربد.. أولياء أمور وسط مأزق إيصال أبنائهم للمدارس بعد إضراب “باصات الخصوصي”

إربد- يعيش أولياء أمور مئات طلبة المدارس في لواء الكورة بمحافظة إربد، وسط مأزق أعقب إضراب نحو 100 باص خصوصي صغير الحجم عن العمل، جراء تكثيف الرقابة عليها من قبل إدارة السير، وتحرير مخالفات بحقها، كونها تعمل بشكل غير قانوني.
ويأتي تكثيف الرقابة بعدما شهد اللواء أخيرا، وقوع حادث تدهور لأحد الباصات الخصوصية في منطقة دير أبي سعيد، وكان بداخله 21 طالبا أعمارهم تقل عن 10 سنوات، حيث تم نقلهم إلى المستشفى وحالتهم حسنة.

وشمل توقف عمل تلك الباصات، بلدات كفرابيل وكفرعوان وكفر راكب والأشرفية وكفر الماء ودير أبي سعيد وتبنة في لواء الكورة.
ولي أمر الطالب علي الشريدة من دير أبي سعيد، يقول إنه بات يضطر إلى إيصال ابنه إلى إحدى المدارس الخاصة بعد توقف أصحاب الباصات الخصوصية عن نقل الطلاب وإضرابهم عن العمل بسبب تعرضهم لمخالفات سير (العمل مقابل الأجر).
وقال الشريدة، الموظف في إحدى الدوائر الحكومية، إن توقف أصحاب الباصات الخصوصية عن العمل مشكلة تؤرق أولياء الأمور في ظل عدم وجود بديل آخر لنقل الطلبة، مبينا أن طبيعة دوامه لا تسمح بإيصال ابنه وإعادته إلى المنزل، مما يتطلب من المدارس الخاصة إيجاد الحلول المناسبة لنقل الطلاب.
وأشار إلى أنه مضطر في الأيام المقبلة إلى التعاقد مع إحدى المركبات الخصوصية من أجل إيصال أبنائه إلى المدرسة الخاصة، خصوصا أن المدرسة تبعد عن منزله أكثر من كيلومتر ولا يستطيع ابنه السير على الأقدام للوصول إلى المدرسة.
وأكد المواطن أحمد بني حمد، أنه مضطر إلى نقل ابنه إلى مدرسة يتوفر فيها باصات مرخصة حسب الأصول من أجل إيصال أبنائه، مما سيكبده مصاريف إضافية بسبب بعد المدرسة ورسومها الأعلى من رسوم المدرسة الحالية.
ودعا بني حمد، الجهات المعنية إلى عدم ترخيص المدارس الخاصة إلا في حال الحصول على تراخيص رسمية للباصات التي تقل الطلبة، خصوصا أن غالبية الباصات العاملة على نقل الطلبة غير مرخصة، ناهيك عن الأعداد الكبيرة من الطلبة داخل تلك المدارس.
أما سائقو تلك الباصات، فيؤكدون من جهتهم، أنهم “يعملون دون مظلة قانونية ويتعرضون لمخالفات مستمرة أثقلت كاهلهم ورتبت عليهم ديونا كبيرة، لكنهم مضطرون للعمل وفي ذات الوقت يخففون عن الأهالي في نقل أبنائهم للمدارس البعيدة في ظل عدم وجود باصات نقل عمومية أو شركات متخصصة بذلك”.
وأضافوا، “أن أعدادا كبيرة من طلبة المدارس الحكومية والخاصة يستخدمون الباصات الخصوصية للوصول إلى مدارسهم البعيدة عن مكان سكناهم، وأنهم يلتزمون بحمولة باصاتهم المقررة”.
وطالبوا، الجهات المعنية بتحويل باصاتهم إلى عمومية أو منحهم تصاريح أسبوعية تحدد فيها ساعات نقل الطلبة في الفترتين الصباحية والمسائية، ما يجعلهم يسلكون الشوارع المعبدة بدلا من اللجوء إلى شوارع فرعية وعرة كي لا تحرر بحقهم المخالفات.
بدوره، أكد مصدر أمني، أن إدارة السير تنفذ القانون والأنظمة بمخالفة الباصات التي تنقل الركاب دون تصاريح رسمية، إضافة إلى المخالفات المتعلقة بتحميل ركاب بشكل يزيد على الحمولة المقررة، وانتهاء التراخيص وغيرها، حفاظا على حياة الركاب.
إلى ذلك، أوضحت الناطق الإعلامي في هيئة تنظيم النقل البري الدكتورة عبلة وشاح، أن عدد شركات النقل المدرسي المرخصة لغاية الآن 27 شركة، بواقع 2047 وسيلة نقل، موزعة على النحو التالي وبحسب النطاق الجغرافي المقدم من المشغلين في هذا النمط: 1559 في محافظة العاصمة، و2 في محافظة إربد، و339 في البلقاء، و147 في محافظة الزرقاء.
ودعت وشاح، من يرغب في الاستثمار في هذا النمط إلى التقدم للهيئة بطلب تشغيل لتقديم خدمة نقل طلاب المدارس وفق الأنظمة والتعليمات الصادرة عن الهيئة، حيث ما تزال بعض مناطق المملكة تفتقر إلى مثل هذه الخدمة وما تزال تعتمد على وسائط النقل المخالفة.
وحسب وشاح، فإن أصحاب الباصات والمدارس في لواء الكورة لم يتقدموا بأي معاملة من أجل ترخيصها حسب الأصول، وأن الهيئة على استعداد لدراسة أي معاملة والسير فيها بترخيص أي مكاتب تتفق مع الأنظمة والتعليمات.
وأشارت إلى أنه بموجب الأنظمة والتعليمات الصادرة عن الهيئة لترخيص مقدمي خدمات النقل المدرسي للمؤسسات التعليمية، فإن أسطول وسائط النقل المدرسي هو أسطول حديث حيث لا يزيد عمر هذه الوسائط على 5 سنوات من تاريخ الصنع، وبمدة تشغيلية تبلغ من 15 إلى 20 سنة.
وأضافت وشاح، “كما أن المواصفات والشروط الفنية اللازم توافرها في هذه الوسائط هي مواصفات وفق تعليمات تجهيزات المركبات الصادرة بموجب قانون السير وبما يضمن توفير كافة متطلبات السلامة العامة ورفع مستوى الأمان، ومن هذه المواصفات: ذراع توقف لتحذير مستخدمي الطريق عند عبور الطالب للطريق (شاخصة قف يدوية)، وأن تكون النوافذ مؤمنة بحماية تضمن عدم إخراج اليد أو الرأس، كما تؤمن تهوية كافية للمركبات التي نوافذها متحركة”.
وقالت، إن وسائط النقل المدرسي المرخصة من الهيئة عليها أن تقوم بفحص دوري بمعدل 6 أشهر تبدأ من تاريخ تجديد الترخيص وتمنح تصريح صلاحية فنية صادر عن إدارة ترخيص السواقين والمركبات ويجدد كل 6 أشهر، كما يتوجب على كل حافلة من هذه الوسائط أن تضع ملصقا تعريفيا على جانب هذه الواسطة يحتوي على عبارة (النقل المدرسي للطلاب).
أما الشروط التي وضعتها الهيئة ضمن تعليماتها والواجب التزام السائق بها فهي وفق وشاح، “التأكد من صلاحية وسيلة النقل المدرسي قبل الانطلاق من خلال الالتزام بإجراء الفحص اليومي لوسيلة النقل المدرسي قبل القيادة بما في ذلك فحص المصابيح والإطارات وهيكل وسيلة النقل المدرسي والمقاعد، والاحتفاظ بقوائم الفحص وإبلاغ إدارة المكتب بأي خلل، وعدم قيادة وسيلة النقل المدرسي بسرعة تزيد عن الحد القانوني المسموح به، والالتزام بالمواعيد التي تحدد له لتقديم الخدمة على أن يكون حضور الطلاب للمدرسة أو الروضة صباحا قبل بدء الاصطفاف الصباحي مع الالتزام بإحضار وسيلة النقل المدرسي أمام المدرسة أو الروضة قبل نهاية الدوام المدرسي بنصف ساعة على الأقل”.
وأشارت إلى أنه “يجب على السائق تشغيل الإضاءة الحمراء المتقطعة عند تحميل وتنزيل الطلاب، وإطفاء الإضاءة عند المسير، وعدم الحركة قبل أن يجلس الطلبة في أماكنهم، وعدم تحميل طلاب زيادة عن العدد المسموح، والتأكد من استخدام جميع ركاب الحافلة لأحزمة الأمان قبل البدء بالمسير، وتنزيل الطلاب في أقرب مكان آمن من باب المدرسة، والالتزام بالسير على المسرب الأيمن باستمرار، إضافة إلى عدم قيادة الحافلة في حالة المرض أو النعاس أو الإجهاد، وعدم تناول الطعام أو الشراب أو استخدام الهاتف أثناء القيادة، وعدم التدخين أو السماح للغير بالتدخين داخل الحافلة في أي وقت من الأوقات”.

 أحمد التميمي/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة