إربد.. تجار يشتكون انتشار “البسطات” والبلدية تتوعد بحملات كبيرة
إربد- عادت البسطات وعربات الباعة المتجولين، لتفرض نفسها في شوارع الوسط التجاري لمدينة إربد، فيما يصف أصحاب المحال التجارية الواقع بـ”الفلتان التنظيمي الذي تغض بلدية إربد الكبرى الطرف عنه”.
لكن البلدية تؤكد من جهتها، متابعة الأسواق والعمل على تنظيمها مع الجهات الأخرى المختصة، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنها ستقوم بحملات كبيرة خلال الأيام المقبلة.
وبحسب أصحاب عدد من المحال، “فإن البسطات الطيارة أغرقت شوارع إربد وعملت على إغلاق مداخل المحال التجارية والمواقف المخصصة للمركبات دون تدخل بلدية إربد التي تشرعن عملها”، معتبرين “أن السماح لهم بهذه الطريقة هو بمثابة التعدي على حقوق التجار وحقوق المواطنين المشاة في الشوارع”.
ولفتوا إلى “أن البسطات تزداد في كل موسم، سواء في الأعياد والمناسبات وبداية دوام المدارس، وتغض البلدية الطرف عنهم”، مشيرين إلى “أن المواسم تعتبر فرصة للتجار لبيع ما لديهم من بضائع كانوا قد اشتروها ويأملون بتصريفها لتحقيق هوامش ربح لتجاوز حالة الركود”.
وقال التاجر علي بطاينة، “إن أصحاب المحال التجارية أصبحوا يعتمدون على المواسم فقط في تنشيط حركة الأسواق في ظل حالة الركود التي تشهدها الأسواق طيلة أيام العام”، مبينا “أن انتشار البسطات في المواسم أفسد فرحة التجار في بيع البضائع المتكدسة لديهم”.
وأضاف بطاينة، “أن البلدية تنفذ بين الفينة والأخرى حملات لإزالة البسطات من الشوارع، ولكن سرعان ما تعود مجددا لتفرض نفسها”، مشيرا إلى “أن العديد من أصحاب المحال التجارية أغلقوا بسبب حالة الركود التي تشهدها الأسواق منذ بداية العام الحالي وخلال السنوات الماضية”.
ووفق عضو غرفة تجارة إربد، أيمن الغزاوي، “فإن البسطات والشراء عن بُعد (أون لاين) تسببا في خلق حالة ركود غير طبيعية في الأسواق”، لافتا إلى “أن الأسواق باتت خالية من المواطنين في ظل توجههم للشراء عن بعد من مختلف القطاعات”.
ولفت الغزاوي، إلى “أن المواطنين يفضلون عدم الذهاب إلى الأسواق بسبب الاختناقات المرورية التي يشهدها الوسط التجاري وشوارع أخرى في المدينة، إضافة إلى عدم وجود أماكن لاصطفاف مركباتهم نتيجة قيام أصحاب البسطات والموظفين وأصحاب المحال التجارية بحجز تلك المواقف منذ ساعات الصباح وحتى المساء”.
وأكد، “أن أصحاب المحال التجارية باتوا عاجزين عن ترخيص محلاتهم ودفع الضرائب المترتبة عليهم بسبب حالة الركود التي تشهدها الأسواق وعدم قدرة صاحب المحل على منافسة صاحب البسطة في ظل عدم وجود أي التزامات من أجور محال وفواتير وضرائب وغيرها”.
وأوضح الغزاوي، “أن بعض أصحاب المحال التجارية يضطرون إلى إخراج بضائعهم أمام محلاتهم حتى لا يقوم صاحب بسطة بعرض بضائعه أمام محله، الأمر الذي يتطلب من بلدية إربد تنفيذ حملة شاملة لإزالة البسطات في ظل المعاناة الكبيرة التي باتت تلحق بالتجار”.
وأشار أيضا، إلى “أن هناك المئات من أصحاب المحال التجارية لم يجددوا رخصهم لهذا العام بسبب حالة الركود، إضافة إلى أن العشرات منهم أغلقوا محالهم وقاموا بتسريح عمالهم وتقليص عددهم إلى الحد الأدنى”، مشددا على “أن هناك أصحاب محال تجارية أغلقوا محالهم وتوجهوا للبيع إلكترونيا من أجل التخفيف من الالتزامات الشهرية مثل دفع أجور المحل والموظفين، ذلك أن الأسواق كانت سابقاً في نهاية كل شهر تشهد نشاطا بعد استلام المواطنين لرواتبهم، أما الآن فلا يوجد أي حركة باستثناء بعض المواسم التي تنشط فيها الحركة”.
وتشكو المدينة، خصوصاً في مناطق سوق البخارية والشوارع المجاورة لشارع الشهيد وصفي التل ومنطقة الجامعة، من انتشار ظاهرة البسطات وعربات الباعة المتجولين على نطاق واسع.
من جهته، قال رئيس الغرفة التجارية، محمد الشوحة، “إن الغرفة لا تملك سلطة تنفيذية لمعالجة الظاهرة، لكنها تقوم بمخاطبة الحاكم الإداري والبلدية للحد من الظاهرة”.
وأشار إلى “أن البلدية نفذت بالتعاون مع الشرطة عشرات الحملات على البسطات، وتم إزالة جزء كبير منها، إلا أنها سرعان ما تعود من جديد، وفي ظل حالة الركود التي تشهدها الأسواق ومنافسة البسطات لأصحاب المحال، بات وجوبا على البلدية التعامل بجدية مع تلك البسطات وتنظيمها”.
وأكد الشوحة، “أن المواسم المختلفة تشكل بارقة أمل لأصحاب المحال التجارية في بيع ما لديهم من بضائع مختلفة، إلا أن ازدياد انتشار البسطات في المواسم أفسد فرحتهم، مما خلق حالة ركود غير طبيعية في الأسواق”.
ولفت إلى “أن التجار يتهيأون للانتقال إلى الموسم الشتوي، وهذا الموسم سيزيد من حالة الركود وسيكون شتاء ثقيلا على أصحاب المحال التجارية”، مبينا، “أن الأسواق تتجه إلى الأسوأ منذ بدء جائحة كورونا ولغاية الآن، وهناك المئات من المحال أغلقت أبوابها، والعديد منهم لم يجدد ترخيصه حتى الآن”.
أما الناطق الإعلامي في بلدية إربد الكبرى، غيث التل، فقال، “إن عدد البسطات في الوسط التجاري يفوق 10 آلاف بسطة ويستحيل إزالتها بشكل كامل، خصوصا أن عدداً كبيراً من الأسر تقتات منها، وتسعى البلدية بشكل عام لتنظيم وجود هذه البسطات وعدم إعاقتها للطريق أو إغلاق الشارع”.
وأشار التل، إلى “أن البلدية راعت الظرف الحالي الذي تمر به المملكة خلال إجراء الانتخابات النيابية وتم تأجيل الحملات الكبيرة لما بعد الانتهاء من الانتخابات، علماً بأن عمل قسم الأسواق مستمر بشكل اعتيادي للتعامل مع الحالات المخالفة بشكل صريح وواضح، وسيتم تنظيم تواجد البسطات بالتعاون مع الحاكمية الإدارية ومديرية الأمن العام خلال الأيام المقبلة”.
الغد / أحمد التميمي