إصابة عشرات الفلسطينيين خلال مسيرات تضامنية مع الأسرى بالضفة

استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، الطلبة الفلسطينيين بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، مما تسبب بإصابة العشرات منهم بالاختناق، خلال مواجهات عنيفة اندلعت على وقع تصعيد إسرائيلي طال أنحاء مختلفة من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقمع الاحتلال مسيرة تضامنية نظمها طلبة المدارس الفلسطينية تضامناً مع الأسرى في السجون الإسرائيلية، بمشاركة القوى والفصائل الفلسطينية، مطالبين خلالها بالإفراج عنهم، ومنددين بجرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وسط دعوتهم لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
واستأنفت قوات الاحتلال عدوانها بإجبار مقدسي على هدم منزله ذاتياً، بواسطة معدات يدوية، والإخطار بهدم منزل فلسطيني آخر، بحجة البناء بدون ترخيص، في بلدة المكبر بالقدس المحتلة.
كما هدمت قوات الاحتلال منزلين في قرية الولجة، غرب بيت لحم، خلال اقتحامها القرية برفقة جرافاتها العدوانية، في إطار ما تتعرض له القرية من انتهاكات إسرائيلية متواصلة، عبر هدم المنازل والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، بسبب أهمية موقعها الجغرافي ضمن مشروع التهويد الإسرائيلي.
وفي الأثناء؛ شهدت المدن الفلسطينية وقفات تضامنية مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، في ظل مواصلة 6 أسرى إضرابهم المفتوح عن الطعام داخل سجون الاحتلال، احتجاجاً على اعتقالهم الإداري، أقدمهم الأسير كايد الفسقوس المضرب منذ 118 يوماً، بحسب نادي الأسير الفلسطيني.
وقد نظمت حركة “الجهاد الإسلامي” وقفة تضامنية مع الأسرى في قطاع عزة، مؤكدة الاستمرار في فعالياتها المساندة والداعمة للأسرى المضربين، وسط تحذير الاحتلال من المساس بحياة أي أسير فلسطيني.
وحمل القيادي في حركة “الجهاد الإسلامي”، الشيخ خضر حبيب، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى، مؤكداً أن “الشعب الفلسطيني لن يتركهم وحدهم، وأن المقاومة على استعداد أن تُشعل حرباً إذا استشهد أي أسير منهم”، بحسب كلمته خلال الوقفة التضامنية.
وأكد أن الأسرى لن يتراجعوا عن خطواتهم إلا بتحقيق وعد الانتصار على المحتل، مشدداً على أن الاعتقال غير قانوني وغير إنساني، مطالباً الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمساندة الأسرى والضغط لجهة الإفراج عنهم.
وطالب حبيب الشعب الفلسطيني بأن يجعل قضية الأسرى على سلم أولوياته، ويصعد مقاومته الشعبية للتضامن معهم والوقوف إلى جانبهم باعتباره واجباً وطنياً.
بدوره، أكد مسؤول الفعاليات في مؤسسة مهجة القدس للأسرى والشهداء، ياسر مزهر، أن احتمالية ارتقاء شهداء بين صفوف الأسرى المضربين تتصاعد في ظل استمرار تعنت سلطات الاحتلال ورفضها الإفراج عنهم وإنهاء اعتقالهم الإداري التعسفي.
وبالمثل؛ شهدت مدن الضفة الغربية وقفات تضامنية مشابهة مع الأسرى المضربين عن الطعام، حيث انتظمت وقفة أعقبتها مسيرة جابت مدينة الخليل، رفع خلالها المشاركون صور الأسرى المضربين، وعلم فلسطين ولافتات تطالب بالإفراج عنهم وتندد بسياسة الاعتقال الإداري الجائر بحقهم.
ونظم الفلسطينيون وقفة مماثلة أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في طولكرم، بمشاركة عدد من المسؤولين ونواب المجلس التشريعي الفلسطيني وأهالي الأسرى، حاملين صور الأسرى المضربين ولافتات تندد بسياسة الاحتلال العدوانية بحقهم.
كما شارك الفلسطينيون في وقفة تضامنية مماثلة أمام مقر الصليب الأحمر في مدينة البيرة وأخرى في نابلس، داعين خلالها المجتمع الدولي للتحرك لإنقاذ حياة الأسرى المضربين وإنهاء معاناتهم وإطلاق سراحهم.
من جانبها، طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، في تصريح أمس، بضرورة الإسراع في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية، بما يضمن تحقيق السلام وتنفيذ مبدأ حل الدولتين، قبل فوات الآوان.
وحملت “الخارجية الفلسطينية”، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن نتائج مواقفها التحريضية المتطرفة وممارساتها التوسعية التي تقوض أية فرصة لتحقيق السلام من خلال الحل السياسي التفاوضي للصراع وتخريب فرصة تطبيق مبدأ حل الدولتين.
وقالت إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، “نفتالي بينيت”، لا يضيع أي فرصة للتفاخر بمواقفه المعادية للسلام ولإقامة دولة فلسطينية مستقلة، فضلاً عن رفضه لاستئناف المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين.
بينما يُترجم “بينيت” أقواله عملياً من خلال تدمير فرصة إقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة وذات السيادة بعاصمتها القدس المحتلة، عبر هدم المنشآت والمنازل الفلسطينية ومصادرة الأراضي وقمع الفلسطينيين.
ورحبت بمواقف الدول التي أدانت ورفضت، أول أمس، في جلسة مجلس الأمن الاستيطان، بخاصة دول الاتحاد الأوروبي، وطالبت تلك الدول ومجلس الأمن الدولي بالانتقال من مرحلة الإدانات الشكلية إلى مرحلة التحرك الفعلي واتخاذ ما يلزم من الإجراءات والتدابير الكفيلة بالضغط على دولة الاحتلال لإنهاء احتلالها ووقف الاستيطان والاعتراف بالحقوق الوطنية والعادلة للشعب الفلسطيني كما أقرتها قرارات الأمم المتحدة.
وأكدت الوزارة أن المجتمع الدولي والدول، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، لم يتبق في مخزونها أي حجة للامتناع عن ممارسة الضغط المطلوب على الحكومة الإسرائيلية، خاصة بعد إقرار الميزانية العامة الإسرائيلية، أو إعطاء المبررات لإعفائها من الانصياع لإرادة السلام.

نادية سعد الدين/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة