إنجاز قاري تاريخي لكرة السيدات على طريق “عمان – العقبة”

“من جد وجد، ومن زرع حصد”، هي مقولة تتجسد صورتها بفريق عمان لكرة القدم للسيدات، الذي صبر ونال في نهاية المطاف، رغم ما يعانيه النادي من أزمات مالية خانقة، حاله حال بقية أندية الكرة المحلية.
حصد فريق عمان لقب بطولة الأندية الآسيوية للسيدات بنسختها الرائدة، بعد مشوار طويل ومميز للفريق على الصعيد المحلي، تكلل بالفوز في جميع المباريات المحلية بالموسمين الماضيين، ليرتفع سقف الطموحات لدى “سيدات العاصمة”، ويجلبن لقبا جديدا لخزائن النادي بصبغة قارية.
وعمت الفرحة أرجاء ملعب “شركة تطوير العقبة” بعد إطلاق حكم المباراة صافرة النهائية، وتتويج فريق عمان باللقب تحت أجواء ماطرة عقب الفوز على فريق شهرداري سيرجان الإيراني بهدفين لهدف أول من أمس، ليسجل نادي عمان انتصارا جديدا للرياضة النسوية الأردنية هذا العام، بعدما حصد منتخب “النشميات” لقب كأس العرب في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي.
وعانى عمان من قلة الدعم المادي قبل التوجه لمدينة العقبة لحمل راية الوطن في البطولة، لكن عزيمة الجهازين الفني والإداري مع اللاعبات، أحبطت مساعي الفرق الأخرى، وأكدت أفضلية الأردن في الكرة النسوية عربيا وقاريا.
وتلقى الفريق تهنئة آسيوية من رئيس الاتحاد القاري للعبة الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة الذي قال: “باسم أسرة كرة القدم الآسيوية، أود تهنئة نادي عمان على تقديم عروض مميزة وإظهار رغبة وتصميم كبيرين على الفوز بلقب النسخة الرائدة من بطولة الأندية الآسيوية للسيدات في منطقة غرب آسيا”.
وتعد النسخة الحالية هي الثانية على صعيد القارة بالنسبة للنسخ الرائدة لأندية السيدات، بعد أن بدأت العام 2019 بمشاركة 4 أندية من شرق القارة، مع تتويج فريق نيبون بيليزا الياباني باللقب، ويأتي ذلك تمهيدا لإطلاق بطولة دوري أبطال آسيا للسيدات مستقبلا.
ومن المنتظر أن يقيم النادي حفلا تكريميا للفريق خلال الأسبوع المقبل، بعد حصده بطولتي الدوري وآسيا، إضافة إلى تكريم لفريق الشابات تحت سن 17 الذي نال مؤخرا لقب دوري الشابات.
سجل مميز
ورغم البداية الصادمة في البطولة، وتلقي هدف أمام الفريق الهندي جوكولام كيرالا، وخسارة الشوط الأول، إلا أن عزيمة سيدات عمان كانت حاضرة في الشوط الثاني، ليخرجن بانتصار ثمين مهد الطريق لـ “البرتقالي” للصعود إلى منصة التتويج.
وظلم فريق عمان في مباراته الثانية، باحتساب ضربة جزاء لفريق بونيودكور الأوزبكي مشكوك بصحتها، بعد انتظار طويل من حكم المباراة والعودة لتقنية الفيديو، لتتعقد آمال الفريق بحصد اللقب، بعد خسارة غير مستحقة، لكن وكما يقال.. “ما بعد الضيق إلا الفرج”، حيث سجل عمان الفوز في مواجهته الأخيرة، وكان الأفضل بحكم المواجهات المباشرة، بعد التعادل بالنقاط مع الفريق الإيراني.
وبحسب الإحصاءات والأرقام، فإن فريق عمان هو الأكثر تشكيلا للخطورة على مرمى الخصوم وصناعة الفرص، لكنه تشارك مع فريقا شهرداري وجوكولام بعد الأهداف المسجلة برصيد 4 أهداف، فيما كان الأقوى دفاعا رفقة شهرداري باستقبال 3 أهداف فقط في البطولة.
إنجاز وفرحة
وصرح رئيس وفد نادي عمان نجيب أبو الشعر بعد عودة الفريق للعاصمة أمس، أن البطولة كانت ناجحة فنيا وتنظيميا، بعد تقارب المستويات بين الفرق المشاركة، مشيدا باللاعبات وأدائهن القوي خلال البطولة.
وأشار أبو الشعر في حديثه لـ “الغد”، إلى أن الإنجاز يسجل للرياضة النسوية الأردنية بشكل عام وغير محصور فقط بنادي عمان، وأن جماهير محافظة العقبة كان لها دور بتحقيق اللقب الثمين، بعد دعم الفريق في جميع المباريات.
وأضاف: “نشكر سمو الأمير علي بن الحسين على تقديم التهئنة للفريق عبر حسابه على تويتر، ونتمنى من اتحاد الكرة أن يدعمنا ماديا بعد تحقيق الإنجاز الوطني، وهو أمر معتاد على الاتحاد بتكريم الأندية التي تشارك خارجيا”.
وبين أبو الشعر أن الفريق سيبدأ فترة الراحة بداية من اليوم وحتى أجل غير مسمى، بعد انتهاء البطولات المحلية والقارية، مع البدء في المرحلة المقبلة بتجميع اللاعبات، وتجديد عقود بعضهن، ومنهن المحترفتان التونسيتان سامية العوني وغادة العيادي، اللتان شكلتا إضافة فنية للفريق حسب وصفه.
من جهته، أوضح المدير الفني لفريق عمان خالد نمر، أن الإنجاز الآسيوي يختلف عن المحلي لقوة المنافسة به، إضافة لحجم الضغوطات التي يتلقها الفرد والمجموعة قبل وخلال البطولة، مشيرا إلى أن الفرحة كانت عارمة بين صفوف الفريق بعد هذا اللقب.
ولفت نمر إلى أن الضغط الذي تعرض له بعد الخسارة أمام فريق بونيودكور الأوزبكي، كان حافزا له وللاعباته للتعويض وتقديم الأفضل في المباراة الأخيرة، كاشفا عن سعادته بتحقيق الإنجاز تلو الآخر في مسيرته التدريبية رفقة نادي عمان.
وتابع: “افتقدنا للمسة الأخيرة في بعض المباريات بعد أن كان فريقنا الأكثر خطورة على مرمى المنافسين، والبطولة كانت صعبة لتقارب مستوى جميع الفرق، وهذه البطولات يجب أن نهتم بها من أجل الارتقاء بكرتنا المحلية على الصعيد النسوي”.
بدورها، بينت قائدة الفريق ميساء جبارة أنها وزميلاتها اللاعبات، عقدن العزم منذ بداية البطولة، على تحقيق اللقب، والعودة إلى العاصمة بالكأس، لتسجيل إنجاز تاريخي لهن ولناديهن قاريا.
وأكدت جبارة أنها فضلت البقاء في عمان خلال الفترة الماضية من أجل مساعدة فريقها بتحقيق اللقب، وهو ما تحقق في النهاية، مشيرة إلى أنها ستغادر البلاد خلال الأيام المقبلة من أجل الاحتراف بصفوف فونجيت التركي، لتجربة مسيرة احترافية جديدة.

مهند جويلس/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة