الآلاف يغتنمون “جمعة الربيع” الأخيرة قبل رمضان للتنزه بعجلون

=

عجلون – اغتنم آلاف الزوار والمتنزهين استقرار الطقس وأجواء الدفء أمس، لقضاء إجازاتهم في ربوع محافظة عجلون وجرش، مودعين الربيع في الجمعة الأخيرة التي تسبق حلول شهر رمضان الفضيل خلال أيام قليلة، وتتوقف أثناءه الجولات السياحية.
وشهدت مختلف المناطق السياحية في المحافظتين توافد آلاف المركبات والحافلات، حيث انتشر المتنزهون وسط الغابات وعلى جوانب الطرق، فيما توجه آخرون لزيارة المواقع الأثرية كقلعة عجلون ومار إلياس والمدينة الأثرية بجرش، ودخول المتنزهات والمخيمات والمشاريع السياحية.
وأكد معنيون ومهتمون بالشأن السياحي، أنهم توقعوا قدوم هذه الأعداد الكبيرة من الزوار والمتنزهين، خصوصا وأنها ستكون الجمعة الأخيرة قبيل دخول شهر رمضان المبارك، والانشغال بالصيام والعبادات، وبالتالي توقف الرحلات، متوقعين أن تشهد الأيام المتبقية قبيل الصيام حركة نشطة، إذ يتراجع خلاله موسم التنزه، وكذلك يتعذر معه قيام الأسر بالتجول والبحث عن الأعشاب البرية.
وقال كمال مخلوف من محافظة عجلون، إن الأجواء الدافئة شجعت الأسر من داخل المحافظة وخارجها لقضاء نهارهم في ربوعها، مؤكدا أن هذه الحركة السياحية أسهمت في انتعاش الأسواق والمشاريع السياحية القائمة، إلا أنها تسببت بازدحامات مرورية على معظم الطرق الرئيسية.
ويقول أحد المتنزهين صلاح حسن، إنه وباقي أفراد أسرته قدموا من عمان لزيارة مواقع جميلة اعتادوا زيارتها خلال الربيع في مناطق عجلون وأخرى في جرش، لافتا إلى أنهم اختاروا الجلوس قرب سد كفرنجة نظرا للأجواء الشفا غورية الدافئة في المنطقة التي أعقبت الأمطار الأخيرة.
وزاد أنه لاحظ قدوم أعداد كبيرة من المتنزهين للاستمتاع بأجواء الربيع، عازيا ذلك إلى أن عطلة الجمعة، تصادف أنها ستكون الأخيرة للتنزه خلال الربيع قبل حلول شهر رمضان الفضيل.
ويقول الناشط علي القضاة، إن عموم مناطق محافظتي عجلون وجرش والمواقع السياحية والأثرية، لا سيما مع استقرار الطقس، ستشهد أيام العطل قبيل رمضان قدوم آلاف الزوار والمتنزهين على شكل عائلات وجربوبات سياحية من مختلف المحافظات للاستمتاع بالأجواء الربيعية الجميلة، وسط أحضان الطبيعة الخلابة التي انتشرت في أكنافها مساحات واسعة من الأزهار البرية ذات الألوان الفريدة والجميلة.
وبين أن قلعة عجلون ومناطق اشتفينا ووادي الطواحين وسد كفرنجة والسوس وعرجان ومار الياس ومحمية عجلون وراجب والساخنة ومناطق عبين، والمناطق الشفا غورية كحلاوة وشلالات زقيق والرشراش، شهدت أمس حركة تنزه نشطة، لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة، ما دفع سكان لاستغلال هذه الحركة لعرض منتجات محلية لبيعها للمتنزهين والزوار .
وقال الناشط البيئي المهندس خالد عنانزة، إن الأمطار الأخيرة ستسهم في إنعاش المحاصيل الحقلية والنباتات البرية وزيادة نموها، ما يوفر ذلك فوائد للرعي وإنعاش موسم التبقل في المحافظة الذي يعد مصدر رزق لكثير من العائلات.
وزاد أن موسم الربيع يعد فرصة للسكان للاستفادة مما تجود به الطبيعة من خيرات، داعيا إلى ضرورة التعامل الأمثل مع النباتات البرية وسلالاتها؛ حيث يفضل عدم اقتلاع جذور تلك النباتات، خصوصا نبات العكوب، للمحافظة عليها؛ حيث إنها تعد من النباتات المتجددة، لافتا الى أن المحافظة يتوفر فيها أكثر من 200 نوع من الأعشاب والنباتات والأزهار البرية التي تستخدم في العلاجات وتشكل مصدرا اقتصاديا للعديد من الأسر.
ورغم أن ذروة الربيع تأتي هذا العام خلال شهر رمضان المبارك، ما يتسبب بتوقف التنزه، يقول ناشطون إنهم سيأخذون على عاتقهم توثيق ما يحتويه الربيع وخاصة في عجلون من جمال، فيما يؤكد آخرون أنهم سيبدأون بالتحضير لتنظيم مهرجان الربيع بعد انتهاء رمضان الفضيل.
ويؤكد الناشط عمر الزغول، أن ناشطين ومصورين يحرصون على إبراز جمال المناطق السياحية في المحافظة وتوثيقه في صور، ومحاولة تشجيع السياح للقدوم إلى محافظتهم في أواخر الربيع مع انقضاء الشهر الفضيل، وبدء إجازة العيد، مؤكدا أن محاولتهم هذه ستضمن استمرار قدوم الزوار ولو بحده الأدنى، والتمهيد لدخول موسم سياحي متميز مع حلول الصيف وتشغيل “التلفريك”.
وبين أن مجموعة من المصورين والبيئيين أطلقوا، في مثل هذا الوقت من العام الماضي، حملة لتوثيق جمال أزهار الربيع في محافظة عجلون، وذلك من خلال جولات يجري تنفيذها خلال شهر رمضان.
وزاد أن هذه الحملة التي يتوقع لها أن تتواصل للعام الرابع على التوالي، تهدف إلى إبراز المكون الجمالي الذي تتميز به المحافظة من خلال تسليط الضوء على أزهار الربيع التي بدأت تظهر في بعض المناطق، كزهرة شقائق النعمان وغيرها، مبينا أن هذه الحملة تهدف للترويج للسياحة الثقافية بتنظيم جولات للمهتمين وتوثيق جمال المحافظة من خلال القصائد والمقالات والنثر والتصوير والرسم.
ويقول رئيس لجنة السياحة والآثار بمجلس المحافظة منذر الزغول، إن الاستعدادات ستبدأ قريبا لإقامة مهرجان ربيع عجلون بعد نهاية شهر رمضان المبارك، حيث سيشتمل المهرجان على إقامة معرض كبير للمنتجات الريفية والحرف اليدوية العجلونية.
وأكد أن الجهات المنظمة ستبدأ، خلال الأيام القليلة المقبلة، باستقبال طلبات الراغبين في المشاركة في المهرجان، داعيا كل من لديه الرغبة في المشاركة الى التواصل مع اللجان التي سيتم تشكليها لهذه الغاية، خصوصا وأن المشاركة في المهرجان ستكون مجانية ولا يترتب على المشاركين أي مقابل مادي.
وأكد مدير سياحة المحافظة محمد الديك، أن المحافظة شهدت قدوم أعداد كبيرة من المتنزهين والزوار للمواقع السياحية، مقدرا أعدادهم بزهاء 50 ألف زائر.
وبين أن الكثير من المشاريع السياحية شهدت نسب إشغال مرتفعة، داعيا القادمين إلى الحفاظ على نظافة مواقع التنزه وعدم ترك المخلفات، لا سيما وأنه جرى خلال الفترة الماضية مضاعفة أعداد الحاويات في مختلف المواقع السياحية.
وأوضح أن مشكلة المواقف وتوسعتها في محيط قلعة عجلون، وكذلك الطريق المؤدية إليها من مثلث الفنادق، سيتم حلها خلال العام الحالي لتجاوز مشكلة الاختناقات المرورية، مشيدا بتعاون رجال ودوريات السير التي عملت على تنظيم حركة المرور في تلك المواقع، وعند مرورها بالمدن القريبة لدى مغادرة المتنزهين في آن واحد عند المساء.

عامر خطاطبة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة