الأراضي الزراعية الوعرة بعجلون.. “استصلاح سياحي” ينهي إهمالها

في خطوة نحو الاستفادة من الأراضي الزراعية غير المستغلة في محافظة عجلون، اتجه العديد من ملاك أراض نحو استصلاحها لغايات استثمارها سياحياً، بدلا من تركها مهملة، في تحول يعتبر، وفق أصحاب هذا التوجه، “استثمارا غير تقليدي للأراضي الزراعية الوعرة ومحدودة المساحة”.
ويرى أصحاب أراض، أن استصلاح قطع الأراضي على هذا النحو، قد يعود عليهم بمردود ربما يكون أكثر بكثير من استصلاحها لغايات الزراعة، خاصة في حال كانت تلك الأراضي تتميز بإطلالة وقريبة من أودية وينابيع المياه.
ويؤكدون أن ما يدفعهم إلى ذلك هو أن طبيعة تلك الأراضي التي يمكن استصلاحها لا يمكن استثمارها في المحاصيل الحقلية والحبوب، فلن تكون مجدية، لمحدودية مساحاتها ووعورتها وانحداراتها، وإنما تكون في غالبها مناسبة لزراعة الأشجار كالزيتون والحمضيات والكروم، ما يجعلها مواتية لإقامة الشاليهات السياحية وبرك السباحة.
وأنجزت خلال السنوات القليلة الماضية العشرات من تلك التجارب الناجحة التي أنشأ أصحابها مشاريع سياحية، بحيث بدأت تدر عليهم دخولا جيدة من استثمارها في السياحية إلى جانب المردود من الزراعات المختلفة لأشجار متنوعة أسهمت في إضفاء طابع جميل للمكان وجعلته جاذبا للسياح.
وما بات يشجع أولئك على هذا التوجه، هو أن تلك الأراضي المملوكة كانت تشهد تواجدا كبيرا للزوار خلال مواسم التنزه لقربها من أودية المياه، وتوقعاتهم بأن يتضاعف أعداد هؤلاء الزوار مع بدء تشغيل مشروع التلفريك، ووعود من الجهات المعنية من مجلس المحافظة والأشغال والبلديات بتحسين وتحديث البنى التحتية في عموم مناطق المحافظة.
يقول فراس عبدالمجيد إن النهضة السياحية المتوقعة في المحافظة ستدفع الكثير من أبنائها لاستثمار أراضيهم في الأرياف لإنشاء مشاريع سياحية إلى جانب استثمارها زراعيا، مؤكدا أن مثل تلك المشاريع، سيما في حال توجيه الدعم لها من الجهات المانحة والداعمة فإنها ستشكل باب رزق وتشغل الكثير من الأيدي العاملة، مشيرا إلى أنه يفكر بإنشاء مشروع سياحي في قطعة أرض يملكها على ضفاف وادي كفرنجة مزروعة بالأشجار الرومي، ما سيضفي على المكان ميزة جمالية.
ويقول ايهاب فريحات إنه يعرف كثيرا من قطع الأراضي التي استصلحها مالكوها وقاموا بزراعتها بالأشجار واستثمروا المساحات الفارغة فيها بإقامة شاليهات وبرك سباحة، بحيث باتت تدر عليهم دخولا جيدة، سيما خلال فصلي الربيع والصيف، الأمر الذي جعله يفكر باستثمار قطعة الأرض خاصته بهكذا مشروع.
وزاد أن مثل هذا التوجه، خصوصا مع زيادة أعداد الزوار المتوقع مع بدء تشغيل تلفريك عجلون، فإن ذلك سيكفل استفادة كثير من الشباب بإيجاد فرص عمل تنقذهم من البطالة، وتوفر للأسر دخولا تفيها احتياجاتها وتنتشلها من الفقر.
ويؤكد محمد شريدات إنه رغم صغر هذه المساحات المستصلحة التي بات القانون يسمح أخيرا بإفرازها، وتتراوح بين دونمين وثلاثة دونمات، إلا أن مالكيها يأملون فيها خيرا كثيرا في حال جرى استثمارها سياحيا، جنبا إلى جنب مع رعايتها جيدا، بعمل خزانات وآبار تجميع مياه الأمطار، وإزالة الصخور، وعمل السلاسل الحجرية، وحراثتها وغرسها بأشجار مثمرة.
ويقول إنه تمكن مؤخرا من فرز أرضه بمساحة 3 دونمات في كفرنجة، والتي كانت بين مئات الدونمات التي عانت الشيوع لعقود، مؤكدا أنه يعتزم رعاية ما فيها من أشجار وزراعة أنواع أخرى من الأشجار المثمرة، وقد يفكر باستثمارها سياحيا في المستقبل.
ووفق الأرقام الرسمية، فإن نسبة الاراضي غير المستغلة زراعيا في محافظة عجلون، برغم صلاحيتها للزراعة، تبلغ زهاء 40 % من مساحة الأراضي الزراعية، وهو ما يعيده مختصون ومواطنون الى صعوبة تضاريس المنطقة، وارتفاع أكلاف إصلاحها، وشيوع الملكية.
ووفق أرقام مديرية زراعة المحافظة، فإن المساحات الزراعية المستغلة فيها تبلغ زهاء 100 ألف دونم، فيما تبلغ مساحة الأراضي الحرجية 34 % من مساحة المحافظة البالغة 419 كلم2، فيما يوجد 82 ألف دونم مزروعة بأشجار الزيتون، و21 ألف دونم بالحمضيات والكرمة والفاكهة.
يذكر أن مديرية الأراضي، تعاملت العامين الماضي والحالي مع مئات معاملات الإفراز، وجرت إزالة الشيوع بين الشركاء.
ويقول مدير سياحة المحافظة محمد الديك إن محافظة عجلون تشهد نقلة نوعية مهمة في مجال السياحة وإقامة المشاريع السياحية التي أصبحت تنافس أكبر المشاريع السياحية في المملكة، مشيرا إلى أن أكثر من 40 مشروعا سياحيا في المحافظة منها بعض المشاريع لم تحصل لغاية الآن على التراخيص اللازمة.
وأشار إلى أن زوار قلعة عجلون من مختلف الجنسيات من عرب وأجانب بلغ خلال العام الحالي قرابة 150 ألف زائر، فيما بلغ عدد زوار موقع مارالياس الأثري 8 آلاف زائر وهناك أعداد كبيرة من الزوار والمتنزهين الأردنيين والعرب والأجانب زاروا مختلف المواقع السياحية في المحافظة، مؤكدا أن مشروع التلفريك المزمع افتتاحه قبل نهاية العام الحالي سيسهم بشكل كبير بتنشيط الواقع السياحي في المحافظة، ويضاعف عدد زوار المحافظة بعد تشغيل التلفريك والمشاريع المصاحبة له.
من جهته، قال رئيس مجلس محافظة عجلون عمر المومني، إن القطاع السياحي سيحظى بدعم مناسب خلال السنوات القادمة بهدف إيجاد تنمية سياحية حقيقية، مبينا أن المجلس وضع من خلال موازنته العام الحالي مبلغ 300 ألف دينار لتطوير السياحة في المحافظة بالتنسيق مع مديرية السياحة ولتطوير المسارات السياحية بقيمة 25 ألف دينار وتوسعة مواقف للمركبات عند مدخل قلعة عجلون ومركز الزوار بتكلفة تبلغ 150 ألف دينار وبناء 6 أكشاك عند مدخل القلعة الأثرية التاريخية وأعمال التوسعة وتبلغ كلفتها 50 ألف دينار.
وأضاف، انه ضمن الدراسات التي أعدت لتطوير منطقة شلال الرشراش والزقيق بتكلفة بلغت 50 ألف دينار وتنفيذ تدريبات لأبناء المجتمع المحلي في مجال الترويج السياحي تبلغ كلفتها 25 ألف دينار بهدف تنمية وتفعيل الحركة السياحية في المحافظة.

عامر الخطاطبه/ الغد

التعليقات

  1. علي محمد سعيد يقول

    اعجبني تنفيذ تدريبات لابناء المجتمع المحلي في مجال الترويج السياحي انا صار معي موقف محرج في عجلون في احد المطاعم الشعبية في مجمع السفربات احد الاشخاص في مطعم شعبي رقض ان يبيع الفلافل بالحبة وقد كنت برفقة قروب امريكي عجلون تحتاج الى اعداد كوادر سياحية حقيقية وبنية تحتية والله السياحة في عجلون اغلى من اوروبا وهنالك استغلال من قبل بعض الموظفين واصحاب المطاعم

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة