«الإذاعة» في يومها العالمي تجدُّدٌ في ظل «كورونا» لإيصال صوت الناس وقضاياهم
– تلعب الاذاعات دورا بارزا في ايصال صوت الناس وقضاياهم، في اطار من التفاعل وحرية التعبير، وقد برز هذا الدور جليا في ظل جائحة كورونا، فكانت المنبر الذي عزز وتيرة الوعي لجهة ضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية الصحية وأهمية التباعد الاجتماعي والتعقيم وارتداء الكمامات.
تقول المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أودي أزولاي: تبين لنا العام المنصرم مدى أهمية هذه الوسيلة الإعلامية، التي بلغت من العمر 110 أعوام لمجتمعاتنا المعاصرة .
وتوضح عبر موقع المنظمة الالكتروني، بمناسبة اليوم العالمي للإذاعة الذي يصادف اليوم السبت تحت شعار «إذاعة متجددة لعالم متجدد»، قائلة: قد تيقّنا خلال تفشي جائحة كوفيد-19، من القيمة المضافة للإذاعة التي تعد الوسيلة الأكثر شيوعا، إذ يتجاوز معدّل انتشارها 75 في المائة في البلدان النامية، وقد ساعدت في إنقاذ الأرواح من خلال بث الإرشادات الصحية، وإتاحة المعلومات الموثوق بها، إذ بتنا بحاجة إليها أكثر من أي وقت مضى، فهي صوت من لا صوت له.
ويلحظ رئيس مجلس إدارة مؤسّسة الإذاعة والتلفزيون غيث الطراونة التنامي المضطرد لدور الاذاعة، خصوصا في اوقات الأزمات، إذ ساهمت في نشر الوعي وإطلاع الجمهور على مجريات الأحداث وكيفية التعامل مع جائحة كورونا.
ويتوقف عند معايير نجاح الاعلام الاذاعي وتفوقه، خصوصا، التزام المعايير المهنية الصارمة، مثل تحري الدقة لدى نقل المعلومة، التي تعد سلاحا لدحض الإشاعات التي تطغى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الامر الذي يعزز ثقة المواطن بالوسيلة الإعلامية، وهو ما اتسم به الاعلام الرسمي، لافتا الى دور الاذاعة ووكالة الأنباء الأردنية (بترا) وقدرتهما على التأقلم والاستجابة السريعة لتحديات الأزمة.
فكان الإعلام الرسمي هو المصدر الأول المعتمد لاستقاء المعلومة لدى الأردنيين، الذين يدركون أن هذه الوسائل تعتمد على الدقة والشفافية والموضوعية، كما تكرّس ثقافة التحقق، وتقدّم الحقيقة والمعلومة الصحيحة بدون زيادة أو نقصان، بعيدا عن الاشاعة والمعلومات الزائفة، وفقا للطراونة.
ويوضح أن الإذاعة الأردنية كانت وما زالت أنموذجا في تعاملها مع الجائحة، فقد عزّزت البرامج والجهود الاعلامية اللازمة، وقامت بالتنسيق المستمر مع مختلف أجهزة الدولة المعنية وفي مقدمتها وزارة الصحة لاطلاع المواطنين على آخر المستجدات.
رئيس جمعية المذيعين الأردنيين محمد العضايلة، يقول ان الاذاعات تفتح نوافذ الحرية والتعبير، واستطاعت أن تقوم بدورها رغم قلة الإمكانات، مبينا أن الإعلام الأردني وقف موقفاً وطنياً من خلال الخطاب المسؤول.
ويلفت، إلى ان شبكات التواصل الاجتماعي لم تتمكن من ازاحة الاذاعة عن اولويات الجمهور، وهو ما أكدته جائحة كورونا، حيث تبث آخر الأخبار والمستجدات التي تصدر عن المسؤولين.
ويقول العضايلة، ان الاذاعات تنهض بتثقيف الجمهور، عبر نشرها للمعلومات بشفافية من مصدرها، كما عززت النموذج الاجتماعي عبر حث الناس على التكافل وتقديم الخدمة مهما كانت بسيطة.
وتبين مديرة برنامج التربية الإعلامية والمعلوماتية في معهد الإعلام الأردني بيان التل، أن التطور الهائل في تسهيل تبادل المعلومات وتدفقها ترافق والتداول الكبير للإشاعات والوقوع في عدد من المخالفات، وذلك مردّه لضعف في مستويات التربية الإعلامية، وفقا لمرصد (أكيد ) وهو مرصد مصداقية الإعلام الأردني التابع للمعهد.
وتدعو إلى تعزيز التربية الاعلامية لدى مختلف شرائح المجتمع، مشيرة إلى أهمية الخطة التنفيذية للمبادرة الوطنية لنشر التربية الإعلامية والمعلوماتية للأعوام (2020-2023) والتي يتولى تنفيذها معهد الاعلام بالتعاون مع وزارة الثقافة.
كما تدعو إلى تطوير المحتوى والمضمون الإذاعي، وزيادة أعداد المحطات الاذاعية المجتمعية، لإسهاماتها في خدمة المجتمع ونقل الأخبار والتوعية والرقابة.
وتقول التل: نحن نمر بمرحلة حرجة لم نعهدها في السابق، وما أفرزته كورونا من تحديات اقتصادية ومالية واجتماعية، تستدعي تكثيف الجهود الإعلامية في البحث والتحقق في مختلف القضايا كالفقر والعنف.
وتبين أن الحكومة نجحت في التواصل مع بداية الأزمة لأنها على اتصال دائم ومباشر مع الناس، ما عزز الثقة، مبينة أهمية استمرار فتح القنوات الاتصالية، والحديث عن قضايا الناس بعمق.
أستاذ الإعلام في جامعة اليرموك الدكتور زهير الطاهات يوضح أن الإذاعة تعد من المؤسسات التكوينية لشخصية وعقل الفرد، ولها من الأهمية في التأثير على وعي المواطن، خصوصا خلال الأزمات من خلال وظائفها الإخبارية والتعبوية، وهو ما خبرناه خلال جائحة كورونا.
استشاري الطب النفسي الدكتور عبدالله أبو عدس، يشير إلى أن علاقة الصداقة التقليدية الكلاسيكية بين الاذاعة والمستمع، تعبّر عن حالة من الموروث الاجتماعي الذي يتفق مع الذاكرة الشعبية، والتصق ذلك الأمر بالأحداث الوطنية.
ويشير إلى أن الاذاعة حالها حال العديد من المؤسسات الاعلامية التي تتمتع بمصداقية وتحظى بالثقة لدى مختلف شرائح المجتمع، وتؤثر إيجابيا في تشكيل الوعي العام.
ويبين أن الإذاعة تعزز الطمأنينة النفسية وتخفف من التوتر والاحتقان الاجتماعي السيكولوجي في ظل وجود الجائحة، من خلال تبسيط المعلومة العلمية عن الوباء، مشيرا إلى أنه في ظل الأزمات يتم اللجوء إلى السلاح العلمي باعتباره أفضل طريقة في التعامل مع الأمور، مما يجعل الناس أكثر التصاقا بمصدر إعلامي أو صحي أو اجتماعي موثوق.
وكانت أول إذاعة في الأردن قد أنشأت في 15من آيار لعام 1948 في مدينة رام الله، وكان اسمها إذاعة القدس حتى الأول من أيلول للعام ذاته، عندما أصبح اسمها الإذاعة الأردنية الهاشمية من القدس، وفي العام 1950 أصبح اسمها إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية، إلى أن افتتح المغفور له بأذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، في الأول من آذار للعام 1959 مبنى إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية في موقعها الحالي في منطقة أم الحيران، وذلك بحسب الموقع الالكتروني الرسمي للإذاعة الأردنية، فيما يوجد الآن 42 محطة اذاعية، وفقا للناطق الإعلامي في هيئة الإعلام المرئي والمسموع هادي النسور. (بترا) بشرى نيروخ
التعليقات مغلقة.