التعامل مع الآيات الكريمة والأحاديث المتشابه / د. رياض خليف الشديفات
استوقفتني بعض الكتابات المتعلقة بالحديث عن بعض الاحداث وبعض التواريخ وربطها بالآيات الكريمة وببعض الأحاديث النبوية الشريفة، وهنا أود التنبيه على الآتي: • القرآن الكريم كتاب هداية وتوجيه، وليس كتاب فيزياء ورياضيات وغيرها من العلوم الطبيعية، وفيه إشارات علمية هامة تساعد في هداية الناس وربطهم بخالقهم جل وعلا، وهي عامة من غير تفصيل. • الآيات القرآنية الكريمة نوعان: محكم ومتشابه، فالمحكم لا يحتمل إلا معنى واحداً ولا يقبل تعدد المعاني كقوله تعالى ” فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ” وأما المتشابه فيحتمل تعدد المعاني وهو حمْالُ أوجه، فآيات الأحداث الكونية والغيبيات والقضايا العلمية هي من قبيل المتشابه التي هي مجال عمل العلماء المختصين بحسب اختصاصهم ، والإيمان بها مجمل غير مفصل ” كلٌ من عند ربنا ” . • تنزيل بعض الأحداث الكونية أو الغيبية على آيات كريمة معينة يحتمل الصواب والخطأ ، ومظنة الخطأ فيه أكبر من مظنة الصواب ، وتنجنب الخوض في هكذا قضايا أسلم لدين المرء لئلا يُكذب الله ورسوله، وقد جاء في الحديث ” اتحبون أن يكذب الله ورسوله ” والأولى أن يترك هذا لأهل العلم لا لمواقع التواصل وعامة الناس خشية الخلط واللبس فيه على الناس . • فيما يتعلق بالأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم سنداً ومتناً هي نوعان : نوع يحتمل تعدد الأفهام والتفسير ، ونوع واضح لا لبس فيه مثل أحاديث الصدق والأمانة والأخلاق وبعض المعاملات والعبادات وغيرها ، ونحن نؤمن بها إيمانا جازماً وإن لم يتمكن بعضنا من فهم مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل أحاديث الغيبيات وبعض الأحداث التي سوف تقع وعلامات الساعة وغيرها . • تنزيل بعض الأحاديث الكريمة على بعض الأحداث مظنة الوقوع في الخطأ ، والحديث عنها وربطها بالواقع يحتمل الصواب والخطأ ، والأسلم الإيمان بها مجملة من غير تفصيلٍ ، وقد كثر مثل هذا في وسائل الإعلام ومواقع التواصل • لا بد من التأكيد أن اقحام الدين في كل حدث يقع أو في فتنة تقع قد يورث الشبهات عند عوام الناس ، وهو من المداخل التي يدخل منها من يتربصون بالإسلام ، والأولى ترك مناقشة هذه القضايا لأهل العلم والإختصاص مع الحذر الشديد في تفاصيلها ، والله أعلم . د. رياض الشديفات / المفرق .
التعليقات مغلقة.