الجزائر تفتتح فعاليات إربد عاصمة الثقافة العربية بإحياءها ليلة فنية ثقافية مبهجة.

وسط حضورجماهيري كبير من محبي الثقافة والفن الجزائري من مثقفي وأدباء وشعراء الأردن وأبناء الجالية الجزائرية، إفتتحت وزيرة الثقافة هيفاء النجار، اليوم الأربعاء  في مركز إربد الثقافي على خشبات المسرح الرئيسي فعاليات الأيام الثقافية الجزائرية والتي تقام على مدار يومين بحضور السفير الجزائري في الاردن محمد شريف كورطة،  ومحافظ اربد رضوان العتوم، ومدير ثقافة اربد عاقل الخوالدة،  والوفد الذي يرأسه سمير ثعالبي مدير الإنتاج الثقافي في وزارة الثقافة والفنون الجزائرية، ومجموعة من الفنانين والأدباء المرافقين، قص الوفد شريط الاعلان عن بدأ فعاليات اربد عاصمة الثقافة العربية رسميا، حفل الإفتتاح الذي أدارته الشاعرة سمية محنش.

الوزيرةالنجار، إستعرضت تاريخ إربد كمدينة ولادة للجمال والفكر والشعر والموسيقى وقادرة على ولادات أشكال فنية وأدبية وثقافية جديدة، مضيفة إن “إربد مدينة عرار رمز الثقافة الأردنية والعربية، بما تمثله من إبداعات بمختلف المجالات. وأشارت الى التفاعل الجميل مع الأصوات التي يعشق الجميع سماعها مثلما نعشق تراب العالم العربي، باعتبار طبيعتنا العربية والقومية لا سيما وأن الأردن يجمع الأمم على طاولة المحبة والانفتاح والابتكار، وذلك لقدرته على تجاوز المحن والآلام والمتاعب والمصاعب والإخفاقات هنا وهناك. وأضافت النجار “أننا نتحدث اليوم لغة الوطن ونفتتح الأسابيع الجزائرية ونعمل معا بشكل تفاعلي ونوعي لأن الفعل الثقافي يجب أن يعكس نوعية الحياة، وسنستمر بالعمل بشكل تفاعلي وتشاركي بشغف لأن الأردن كبير بكل معنى الكلمة”.

ومن جهته، قال الثعالبي: لطالما وحدت الثقافة أمما وأنظمة وقوانين عن طريق تبني ثقافة الفكر والحوار والارتقاء بالفنون والآداب التي تقوي وترسخ معالم الهوية العربية وتعمق انتماء الذات الفردية والجماعية العربية لمكتسباتها الحضارية والثقافية. وأضاف ان الشعوب تستمد إرادتها وشعاع نهضتها الفكرية من خلال الفخر بالانتماء لهذه الأمة العظيمة، وانتماءاتنا العربية التي تمثل جوهر الحضارة الضاربة في عمق التاريخ الإنساني، وموروثنا الثقافي الحضاري الذي نسخر له كل مجهوداتنا القطاعية والسياسية من أجل الحفاظ عليه وصونه لتقديمه للمجتمعات الأخرى عبر العالم بألق وقيمة مميزة. وتابع ” إننا نحتفل اليوم بإربد المدينة العريقة والثمينة تاريخا وفنا وأدبا وفلسفة وفكرا وحضارة، ونحتفي بها جميعا كمدينة تجسد روح الثقافة العربية بجدارة، لا سيما وأنها جمعتنا اليوم بعد جائحة كورونا التي فرقتنا لفترة، ونحن اليوم عطشى لنهل شذرات الإبداع في تلاحم قومي عربي أصيل.

واشتملت فعاليات الحفل على عرض فيلم وثائقي للفنانة الرسامة نجوى سراع والتي عرضت من خلاله مجموعة من اللوحات الفنية التشكيلية التي تعبر عن تاريخ وحضارة الجزائر العريقة وعرض موسيقي للفنانين المشاركين وهم ليلى برصالي، حكيم صالحي، سمير تومي وناديا قرفي.

ويذكر أن الفنانة برصالي نشأت وسط بيئة فنية مبكرا، وإنضمت لجمعية الفنون الجميلة سنة 2009، بعد عودتها من فرنسا، وباشرت مسيرتها الفنية الإحترافية سنة 2010، من إنتاجاتها ” فراق لحباب، رصد ديل، وغريب”، كما صدر ألبومها الرابع نوبة ” حسن السليم”، الذي يمثل دورة جديدة في التكوين والتأليف إنطلاقا من المفهوم الأساسي ” التراث هو الإبداع”، وفي سنة 2018 صدر ألبومها الخامس ” الأمل”، وشاركت في حفلات موسيقية عديدة.

يعتبر برصالي، فنان الإيقاع والرقص، شارك في جولة فنية إلى جانب عدد من النجوم العالميين، ” ميريام ماكبا، ديف مانو دبانجو، له ألبومات ” حب كبير ويمينة، وكليب غنائي ” بالي بومرداس، وقدم ألبوما كاملا خاصا بالطفولة، حمل أغنية ” ملائكة” التي تدعوا إلى التكاتف من أجل توفير ظروف ملائمة للأطفال وحمايتهم من الإستغلال والعمالة والتشرد، أسهم في إثراء المحتوى الثقافي الجزائري، ويعتبر من الفنانيين الذين وظفوا التراث الشعبي في أغانيهم من إيقاعات وقصائد وقصص شعبية.

أما الفنانة نادية قرفي وهي من مواليد مدينة ألمة شمال شرقي الجزائر، بدأت مشوارها الفني من برنامج ألحان وشباب عودة المدرسة سنة 2008، قدمت العديد من البرامج والحفلات والمهرجانات الوطنية والدولية منها تيماد والكازيف مع العديد من الفرق وأوركسترات، من مثل ” اوركسترا السيمفونية الحزائرية، أوركسترا أوبرا الجزائر، تميزت بالطابع الشاوي والسطايفي، والسطراوي، لها ألبومات غنائية عديدة منها،” آش داني نحبو، ليل يا ليل، بعد الغيبة، عروسة للبلدان وهي من الأغاني الوطنية، كما أعادت إبراز الأغاني التراثية الجزائرية.

وقالت الفنانة ليلى برصالي أنها فنانة غنائية متخصصة في الفن الأندلسي وهو فن معروف في المغرب العربي ويتميز بالموشحات الأندلسية ذات الطابع الأندلسي الكلاسيكي والمختلف كليا عن الطابع الشرقي . واشارت الى أن الجمهور المستمع في الأردن سيكتشف هذا النوع من الفن الموسيقي الذي يحتوي على أغان لكبار الشعراء من القرن الثاني عشر، إضافة الى أغان صوفية في مدح الرسول( ص ) واخرى دينية من القرن السادس عشر، وهو نوع قديم جدا ومعروف في المغرب العربي. وبينت برصالي أن الفرقة استخدمت الآلات التقليدية ومنها العود والقانون والإيقاع وجميعها تمثل الجانب التقليدي الجزائري ونحن سعداء جدا بتقديم هذا اللون الجديد في الأردن.

من جهتها تحدثت الفنانة ناديا قرفي عن الاستقبال الجميل من الحكومة والشعب الأردني ،  وقدمت مجموعة أغان من النوع “الشاوي والسطايفي والسطراوي”، وهو نوع من الفن الجزائري وبعكس الفن الأندلسي المنتشر في الوطن العربي، وأنواع من الأغاني التراثية الجزائرية المحضة باللهجة الشاوية الأمازيقية والتي لاقت حماس جماهيري تفاعل مع أغانيها بذوق رفيع المستوى.

ويواصل الوفد الجزائري مشاركاته يوم غد الخميس وتقام أمسية شعرية وأدبية للأدباء محمد عبد الوهاب عيساوي، وسميةمحنش، في مركز زوار مدينة أم قيس الأثرية.

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة