الدراسات المستقبليه ضرورة حتمية/ الدكتور بسام محمد القضاه

=

ان الاهتمام بالدراسات المستقبلية يعكس حتما وعي المجتمعات بقيمة الزمن والاعتبار بحوادث الماضي والحاضر والتطلع الى مستقبل افضل .فالدرسات المستقبلية ليس ترفا فكريا وانما هي معرفة تحدد مصير افراد وشعوب ودول العالم اجمع بكل ما فية من طبيعة وبشر,ان استشراف المستقبل هو اجتهاد علمي منظم يهدف الى صوغ من التنبؤات المشروطة والتى تشمل المعالم الرئيسة لاوضاع مجتمع ما وعبر فترة زمنية مقبلة تمدد لابعد من عشرين عاما ,ولعل ادق تعريف للدراسات المستقبلية ما تناولته مجلة (World Future Ociety) “دراسات تحديد وتحليل وتقويم كل التطورات المستقبلية في حياة البشر وفي العالم اجمع بطريقة عقلانية وموضوعية ,وان كانت تفسح المجال للخلق والابداع الانساني والتجارب العلمية.ان التفكير نحو المستقبل يعد نشاطا محوريا للافراد منذو البدء في بناء الحضارات المختلفة ,فالمستقبل هو رمز لما تامر بة الحاضر ان يكون ,وهو في الوقت نفسة يمثل المعنى الذي تعطية للماضي ,وكان افلاطون يعتبر المستقبل رؤية لحياة افضل.منذو بداية العقد السادس من القرن العشرين الميلادي ظهر تحول واضح في استقراء المستقبل وذلك بظهور كتاب (فن الحدس ,1964) ونشاط الجمعيات المختصة في دراسات المستقبل مثل جمعية المستقبل العالمية 1966 ونادي روما 1967 ,وانتشرت الدراسات المستقبلية في شتى ميادين المعرفة والثقافة ,كما ان الدول الكبرى ذات النفوذ والطموح تعتمد على هذا النوع من الدراسات لتحديد سلم اولوياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والامنية,الا ان هذا المد من الدراسات المستقبلية انحسر عن المنطقة العربية ولم تظهر العناية بهذا النوع من الدراسات الا مؤخرا , دراسات جزئية غير قارة على تحقيق الطموح ولكنها لم تتغلغل كثقافة ومنهج تفكير في الشركات والمؤسسات العامة والخاصة.وتبرز اهمية الدراسات المستقبلية من خلال توفيرها اطارا زمنيا طويل المدى للقرارات الانية ومعالجة الازمات الطارئة ,ومحاولة تقليص كلفة الاحداث وظواهر المستقبل عبر تبديدها المفاجات التى عادة ما تربك الاستجابات المجتمعية المناسبة,اما اهم ما يميز الدراسات المستقبلية اعتمادها الاسلوب العلمي في دراسة وتحليل الظواهر الخفية ,ومعالجة المستقبل في اجال زمنية تتراوح بين (5-50 سنة) .فمتى يحين الاوان للفكر العربي والاسلامي المعاصر بان يفسح جزا للدراسات المستقبلية بين ابحاثة ومؤسساتة البحثية بصورة علمية وجادة تسعى على الاقل لمعرفة ما ينتظرنا من اخطار وازمات وكوارث وهو ما سيمكنة من الاهتمام بالقضايا الكبرى التى تهم الامة ,فديننا الاسلامي لا يرفض مبدا الاستشراف العلمي للمستقبل وانما يرفض التكهن والتنجيم والذي لا يقوم على اسس علمية ولا يحمل حجة وبيان

الدكتور بسام القضاة / الجامعة الاردنية

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة