الزواري.. “مهندس الأبابيل” أوشك على الانتهاء من صناعة غواصات “القسام”

ذكرى الزواري مهندس ترسانة ” القسام” العسكرية
كان على وشك الانتهاء من صناعة “غواصات القسام” 

طور ترسانة ” القسام” الجوية والبحرية، والاتصالات، ورصد ومراقبة الأهداف الاستراتيجية الإسرائيلية، ما جعله هدفا رئيسيا للاحتلال الإسرائيلي.
سبعة أعوام مضت على اغتيال مهندس الطائرات بدون طيار و”طائرات الأبابيل” التي استخدمتها كتائب “عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
سبعة أعوام على اغتياله من قبل “الموساد” الإسرائيلي بمسقط رأسه في صفاقس التونسية ولا يزال القتلة طلقاء بانتظار أن تصلهم يد العدالة بعد أن حددت السلطات التونسية هوية القتلة ومعالم الجهة التي وقفت وراء العملية بأكملها.
تلقى الزواري، المولد عام 1967 في صفاقس جنوبي تونس، تعليما دينيا إلى جانب التعليم النظامي، وأكمل دراسته الثانوية، ثم التحق بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس.انخرط في شبابه بصفوف حركة “الاتجاه الإسلامي” (النهضة) فيما بعد، وكان أحد نشطاء “الاتحاد العام التونسي للطلبة”، مما كان سببا في الملاحقة الأمنية له من نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.
واضطر للاختفاء واتخذ لنفسه اسم “مراد” وكانت عائلته وزوجته ينادونه به.
اعتقِل بعد أحداث عام 1991 وبعد الإفراج عنه غادر تونس فتنقل بين ليبيا والسودان وسوريا حيث استقر وتزوج بسيدة سورية عام 2008، وعمل هناك قرابة عشرين عاما قبل أن يعود إلى تونس إثر اندلاع ثورتها وإسقاط نظام بن علي عام 2011.
عمل في المنفى مهندسا بإحدى الدول العربية، وبعد رجوعه إلى بلاده عمل مديرا فنيا في إحدى شركات الهندسة الميكانيكية، وأستاذا جامعيا في المدرسة الوطنية للمهندسين، وتفيد مصادر بأنه كان طيارا في شركة الخطوط الجوية التونسية.
كما أسس وترأس “نادي الطيران النموذجي بصفاقس” الذي يدرب الشباب التونسي على تصنيع الطائرات من دون طيار، وفيه صنع الزواري طائرة دون طيار عام 2015 وجربها في صفاقس.
سجل للدكتوراة في المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس، وكان يعد رسالة تخرجه حول اختراع غواصة تعمل بنظام التحكم عن بعد، فيما كانت رسالة تخرجه في مرحلة ما قبل الدكتوراة عن صناعة الطائرات بدون طيار.
وأثناء إقامته في سوريا، أقام الزواري علاقات مع حركة “حماس” وتعاون مع جناحها العسكري كتائب عز الدين القسام التي استفادت من مهاراته العلمية في تنفيذ مشروعها لتأسيس وتطوير طائرات مسيرة بدون طيار.
زار تركيا عدة مرات، ليواصل العمل في مشروعاته مع الشركة التي كان يعمل بها بسوريا، والتي انتقلت إلى لبنان بعد اندلاع الأحداث بسوريا.
التحق الزواري في صفوف ” القسام” عام 2006، في سوريا، وبعدها أصبح الركن الأساسي لمشروع الطائرات بدون طيار في ذلك الوقت.
قاد الزواري فريقا من مهندسي “القسام” في زيارة استكشافية لإيران، والتقى فريق خبراء مختصاً بالطائرات بدون طيار، وأبدى استعداده لتدريب الفريق، وفي حينها تفاجأ الإيرانيون من خبرة الزواري، وأنه قادر على تصنيع الطائرة وإطلاقها.
نشاط وذكاء واختراعات الزواري كانت السبب المباشر في اغتياله يوم 15 ديسمبر/كانون الأول عام 2016 ، حين كان يستعد لتشغيل سيارته، حيث قامت شاحنة صغيرة باعتراض طريقه وقام شخصان بإطلاق 20 رصاصة عليه وهو في سيارته أمام منزله بمنطقة العين في صفاقس بتونس من مسدسين كاتمين للصوت فاستقرت ثماني رصاصات في جسده، خمس منها في رأسه.
وجهت “حماس” أصابع الاتهام باغتياله إلى جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد”، نظرا لدوره في تحسين القدرات التكنولوجية للمقاومة الفلسطينية.
وعلى أثر إعلان اغتياله أكدت “القسام” أن الشهيد التحق بصفوفها وعمل فيها قبل 10 سنوات، وأنه كان “أحد القادة” الذين أشرفوا على مشروع طائرات “الأبابيل ” التي كان لها دور في حرب “العصف المأكول” عام 2014.
وبدورها أكدت وسائل إعلام إسرائيلية دور الزواري في تطوير القدرات العسكرية لـ”حماس” وذكرت أنه زار قطاع غزة ثلاث مرات عبر الأنفاق فقدم للمقاومة الفلسطينية معلومات مهمة وأشرف على تطوير برنامج “القسام” العسكري، حيث برزت قدراته الهندسية ونبوغه التكنولوجي.
السلطات التونسية أوقفت وقت اغتياله خمسة أشخاص اشتبه بتورطهم في عملية الاغتيال، كما اتهمت أجهزة مخابرات أجنبية لم تسمها بالوقوف وراء قتل الزواري.

وأعلنت أنه تم التعرف على هوية العناصر الذين اغتالوا الزواري، وقالت إن المتهمين يحملان الجنسية البوسنية، أحدهما تم توقيفه بمطار كرواتيا، غير أن السلطات البوسنية رفضت تسليمه.

وزارة الداخلية التونسية كشفت ما أسمته “الرواية الكاملة” حول اغتيال الزواري، مبينة أن “الجناة تمكنوا من اختراق هاتف الزواري لرصد تحركاته”، وأشارت إلى أن عملية اغتياله قد كلفت “الموساد” أموالا طائلة.

وكان منفذو الاغتيال قد قدموا أنفسهم للجامعة التي يطور فيها الزواري أبحاثه، على أنهم مهتمون بالطائرات المسيرة، كما كشفت التحقيقات التي أجرتها تونس أن هاتفه قد اخترق ما سمح للقتلة بتتبع موقعه ومراقبته.

وأن المقر الرئيسي للمجموعة التي خططت لاغتياله كان في العاصمة المجرية بودابست.

وطالبت تونس عدة دول بتسليم المتهمين، في مذكرات قضائية أرسلتها إلى كل من السلطات البوسنية والسويدية والبلجيكية والتركية والكوبية والمصرية ودول أخرى.

وكشف برنامج وثائقي بثته وكالة “شهاب” للأنباء أواخر عام 2019 أن السبب الذي عجل في اغتيال الزواري لم يكن الطائرات دون طيار فقط، بل إن المهندس التونسي كان يعمل على تطوير أسطول من الغواصات يتم التحكم فيها عن بعد، وبمقدورها حمل عبوات ناسفة حيث سيصبح بإمكان المقاومة استهداف المنشآت الحساسة في الأراضي الفلسطينية المحتلة من غاز ونفط، وهو ما عجل في اتخاذ قرار الاغتيال.

وأعيد إحياء ذكر الزواري مرة أخرى عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها المقاومة الفلسطينية فجر  السابع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وكان ذلك الإحياء بتسمية الكتائب لمسيرة بحرية وأخرى جوية باسم “الزواري”. وأكدت بعض المصادر أن 30 طائرة من الطائرات المستخدمة في “طوفان الأقصى” من صنعه.

وقالت حماس إن مسيرات “الزواري” مهدت لعبور مقاتلي القسام إلى الأراضي المحتلة، كما أشادت بجهود الشهيد في القدرة على ضرب قوات الاحتلال دون الحاجة للمخاطرة بأرواح جنود المقاومة.

علي سعادة/ السبيل

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة