السلط يشرف “الكرة الأردنية” في الدور قبل النهائي ويتهيأ لمواجهة الكويت

استحق فريق السلط بأن يكون بين أقوياء القارة الآسيوية، واستحق بأن يكون ممثل الأردن الشرعي في الدور قبل النهائي لبطولة كأس الاتحاد الآسيوي عن منطقة غرب آسيا، وذلك بعد البصمة التاريخية التي تركها في مشاركته الأولى في هذه البطولة، وتمكن من تحصيل أفضل مركز ثاني في المجموعات الثلاث، في الوقت الذي كان يفترض به حسم تأهله بوقت مبكر مقارنة بالمستوى الفني المتطور والكبير الذي قدمه في لقاءات دور المجموعات.
فريق السلط تمسك بآمال التأهل إلى الدور قبل النهائي رغم الخسارة التي تعرض لها في مستهل مشواره أمام فريق المحرق البحريني 0-1، وفيها فرط الفريق بالفوز السهل والذي كان في متناول يديه عندما أهدر لاعبوه سيلا من الفرص السهلة أمام مرمى المحرق، والأخير استفاد فقط من هجمة واحدة كانت كفيلة بمنحه فرصة تسجيل هدف المباراة الوحيد مع نهاية الحصة الأولى.
في المباراة الثانية أمام فريق الأنصار اللبناني دخل السلط المباراة بمعنويات تحقيق الفوز ولا غيره، وبدا واضحا بصمات الجهاز التدريبي بقيادة جمال أبو عابد ظاهرة للعيان، فالفريق قدم أداء لافتا، وهو الأداء الذي لم يتغير كثيرا في المباراة الماضية أمام المحرق، باستثناء استغلال الفرص، وهذا ما تحقق على أرض الواقع عندما خطف الفريق هدف التقدم عن طريق محمد الداوود، قبل أن يدرك فريق الأنصار التعادل، بيد أن المحترف رونالد وانجا منح الفريق هدف الفوز 2-1.
هذا الفوز أنعش آمال السلط بالمنافسة على التأهل سواء على تحصيل المركز الأول للمجموعة الثانية، أو تحصيل أفضل مركز ثاني، مثلما خدمته بقية النتائج، وخصوصا نتيجة مباراة المحرق وشباب بلاطة، والتي حملت فوز الأخير 3-2.
وبعد أن تساوت فرق المجموعة الثانية الأربعة (السلط والمحرق والأنصار وشباب بلاطة) بالنقاط 3 لكل فريق، والحسابات الرقمية للمجموعات الأخرى، والتي انصبت جميعها لمصلحة السلط، الذي بات عليه تحقيق الفوز في مباراته الثالثة والأخيرة في منافسات المجموعة على فريق شباب بلاطة الفلسطيني ومن ثم التطلع لنتائج الفرق الأخرى، والأهم من ذلك أن مواجهات الفرق الأخرى سبقت لقاء السلط مع بلاطة، وهو السلاح الذي تميز به الفريق وساعده كثيرا في تحقيق الفوز المطلوب وبالنتيجة التي تلبي طموحاته، فكانت 5-0 حاضرة وبكل قوة، وبرهنت هذه النتيجة أحقية “السلط” بالتواجد في الدور قبل النهائي عن جدارة واستحقاق.
وفي هذه المباراة دخل السلط في منافسة قوية مع أكثر من فريق لتحصيل أفضل مركز ثاني، وخصوصا مع فريق الفيصلي، بعد اللجوء إلى شطب نتائج فريقي شباب بلاطة والأمعري الفلسطينيين، كونهما احتلا المركزين الأخيرين في مجموعتيهما حسب تعليمات الاتحاد الآسيوي، وذلك لإيجاد التوازن في معادلة التأهل بين المجموعات الثلاث، وكون المجموعة الأولى التي جرت لقاءاتها في البحرين ضمت 3 فرق فقط.
وبفضل النتيجة المطلوبة وبهذا الرقم الكبير تخطى السلط بقية منافسيه، وخصوصا الفيصلي ليتحصل على المركز الثاني، فيما ابتعد الفيصلي كليا عن فرص التأهل، وبقي السلط الممثل الوحيد للأردن في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، في سابقة تاريخية تسجل لهذا الفريق الذي فرض حضوره القوي واحترامه في القارة الأكبر.
الفيصلي يبعد نفسه
خالف فريق الفيصلي كل التوقعات، التي انصبت على ترشحه السهل للدور قبل النهائي، خصوصا بعد أن حقق نتيجة الفوز في أول مباراتين على فريق شباب الأمعري الفلسطيني 2-0، وعلى تشرين السوري 1-0، في الوقت الذي كانت فيه نتائج الفرق الأخرى تصب في مصلحته، حيث سيطر التعادل الإيجابي 3-3 على لقاء الكويت الكويتي وتشرين السوري، وفوز الكويت على شباب الأمعري 4-1، ليتصدر الفيصلي فرق المجموع مع ختام الجولة الثانية بالعلامة الكاملة 6 نقاط.
وفي المباراة الأخيرة له في هذه المجموعة (الثالثة) أمام فريق الكويت الكويتي بات الفريق بحاجة إلى التعادل على أقل تقدير، ليختتم مشواره وهو متصدر، بيد أن الأمور سارت بعكس التوقعات، عندما تمكن الفريق الكويتي من تحقيق الفوز بهدف وحيد، ليدخل الفيصلي في (ورطة) الحسابات الرقمية، وبات يتطلع لتحصيل أفضل مركز ثاني بعد أن ترك صدارة المجموعة الثالثة للفريق الكويتي الذي تربع عليها وحيدا برصيد 7 نقاط، وكانت كفيلة بحمله إلى الدور قبل النهائي.
وجاءت مباراة السلط وشباب بلاطة التي ستحدد هوية الفريق الذي سيتأهل كأفضل مركز ثاني، وهي المباراة التي قضت على آمال الفيصلي بالكامل وأبعدته عن دائرة المنافسة، والتي ذهبت لمصلحة السلط.
الفيصلي لم يكن مقنعا كثيرا في لقاءاته الثلاثة في هذه التصفيات، حيث اكتفى فقط بتسجيل هدفين في مرمى الفريق الفلسطيني، قبل أن يخرج بفوز صعب على فريق تشرين السوري بهدف وحيد، ثم جاءت خسارته أمام الكويت والتي كانت البداية لفقدانه بطاقة الترشح.
السلط يواجه الكويت
حسب التعليمات الصادرة من قبل الاتحاد الآسيوي، يشهد الدور قبل النهائي في منافسات البطولة لمنطقة غرب آسيا، مواجهتين، حيث يلتقي فريق السلط مع نظيره فريق الكويت الكويتي، ويلتقي ايضا فريقا العهد اللبناني والمحرق البحريني، وحسب المواعيد السابقة، والتي حددها الاتحاد الآسيوي، فان لقاءات (الذهاب) لهذا الدور سوف تقام يومي 13 و14 أيلول (سبتمبر) المقبل، بينما تقام لقاءات (الإياب) يومي 27 و28 من ذات الشهر.
وينتظر أن يعلن الاتحاد الآسيوي في غضون الأيام القليلة المقبلة عن المواعيد الرسمية لهذه اللقاءات وتحديد أماكن إقامتها، في الوقت الذي توقع فيه مختصون أن تقام جميع لقاءات الدور قبل النهائي وفق نظام (التجمع) في إحدى الدول، خصوصا في ظل الإجراءات التي تتخذ حاليا لوقف انتشار فيروس كورونا.
ويذكر أن الفريقين الفائزين في مواجهتي الدور قبل النهائي في مجموع (الذهاب والإياب)، سوف يتأهلان إلى المباراة النهائية لمنطقة غرب آسيا، والتي ستقام إيضا وفق نظام (الذهاب والإياب)، والفائز في مجموع هاتين المباراتين يتأهل إلى المباراة النهائية لبطولة كأس الاتحاد الآسيوي، والتي ستجمعه مع الفريق الحاصل على المركز الأول لمنطقة شرق آسيا، والتي لم يحدد موعدها لغاية الآن، علما أن المباراة النهائية ستقام في منطقة غرب آسيا، وعلى أرض الفريق الحاصل على المركز الأول لهذه المنطقة.
عربيات يناشد أهالي السلط
وجه رئيس نادي السلط خالد عربيات رسالة إلى أهالي مدينة السلط، بمواصلة وقوفهم خلف فريق مدينتهم، وشدد في رسالته على أبناء المدينة المقتدرين لمساندة النادي في دعم الفريق، خصوصا وأن المرحلة المقبلة تتطلب (فزعة) من الجميع، وأن المتطلبات المالية حتى يواصل الفريق تقديم عروضه الفنية المميزة عالية جدا، وتفوق إمكانيات النادي، وهذا يتطلب من الجميع دعم ومساندة النادي.
وأكد عربيات في تصريحات لـ “الغد” أن نجوم الفريق والأجهزة الفنية والإدارية والطبية المرافقة له كانت على قدر كبير من تحمل المسؤولية في هذا الاستحقاق الآسيوي الكبير، وأن ما قدمه الفريق في المباريات الثلاث التي خاضها في دور المجموعات تؤكد مدى التطور الفني الكبير الذي وصل إليه الفريق، وهذا ما سعى اليه الجميع.
وقال عربيات “مع بدء تحضيرات الفريق لخوض البطولات المحلية، والتأهب لخوض بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، أعلنت من خلال صحيفتكم الغراء، أن مشاركة فريق السلط في هذه التصفيات ستكون تاريخية على أرض الواقع، ونحن في إدارة النادي اعتدنا على تجهيز الفرق المشاركة بالبطولات إعدادا جيدا، وفريق الكرة يستحق هذا الإعداد، والحمد لله جاءت النتائج لتلبي طموحات الجميع، وأن يتواجد الفريق بين الاقوياء في قارة آسيا، مؤكدين على أن الفريق سينال من الدعم والمساندة اكثر من أي وقت مضى، وهذا وعد منا، فالفريق يستحق التميز.
أبو عابد: نستحق التأهل
أكد المدير الفني لفريق السلط جمال أبو عابد، أن فريقه استحق التأهل إلى الدور قبل النهائي، وهذا ما كان يتطلع اليه قبل الدخول في منافسات البطولة، موضحا أن فريق السلط قدم مستويات فنية جيدة في المباريات الثلاث، وأن المباراة الأخيرة أمام فريق شباب بلاطة الفلسطيني كان لها حسابات خاصة، بعد أن ابعدنا اللاعبين عن نتائج الفرق الأخرى، حتى ينصب تركيزهم داخل الملعب فقط، لكن معلومات “التأهل” وصلت للاعبين في الشوط الثاني، وهذا ما دفعهم للمحافظة على تقدمهم لبذل المزيد من الجهد وتحقيق الهدف المطلوب.
وقدم أبو عابد الشكر لإدارة النادي على دورها الكبير في تحفيز الفريق، مثلما شكر اللاعبين كافة على ما قدموه من جهود كبيرة في المباريات الثلاث، والتي مكنتهم من تحقيق بطاقة التأهل عن جدارة واستحقاق.
وعبر أبو عابد عن حزنه لخروج فريق الفيصلي من التصفيات، في الوقت الذي أشاد فيه بالأداء القوي الذي قدمه اللاعبون المحترفون بفريقه السلط، والتي عززت من مستواه الفني، مؤكدا أن الجهاز الفني هو من اختار اللاعبين المحترفين بعد أن اطلع على مستواهم الفني وسيرتهم الرياضية.
حياصات: تغلبنا على المصاعب
المدير الإداري للفريق أشرف حياصات شدد على أن فريق السلط قدم نموذجا راقيا واستحق التأهل إلى الدور قبل النهائي بعد مجهودات مضنية بذلها الجميع وحققت الهدف المنشود، والذي سعينا اليه قبيل انطلاق التصفيات الآسيوية.
وأكد حياصات، أن وفد الفريق الذي دخل في (الفقاعة الطبية) قبل انطلاق منافسات البطولة حسب تعليمات الاتحاد الآسيوي، التزم بجميع التعليمات والإجراءات حفاظا على صحة وسلامة الجميع، وتجنبا للعقوبات التي تفرض من قبل الاتحاد الآسيوي، لافتا إلى أن الوفد قدم صورة نموذجية عن مدى التزامه بكافة التعليمات، والذي انعكست ايجابيا على أداء اللاعبين داخل الملعب، فكان التأهل نصيبنا، والذي جاء عن جدارة واستحقاق وتميز.
وقدم حياصات شكره إلى أسرة النادي كافة، على وقوفها الكبير مع الفريق طيلة منافسات الموسم الكروي، وشكر ايضا الأجهزة الفنية والإدارية والطبية، وجميع اللاعبين الذي وضعوا مصلحة النادي فوق أي اعتبارات أخرى، مثلما تحملوا الصعوبات بل تجاوزوها في سبيل رفعة وتميز نادي السلط، وهذا يسجل لهم ونقدره.
ياسين: نحمد الله على التأهل
كابتن الفريق وحارس مرماه معتز ياسين، أشاد بالروح العالية التي تحلى بها الفريق في كافة مبارياته، والتي اسهمت في نيل بطاقة التأهل إلى الدور قبل النهائي، موضحا أن اللاعبين تعاهدوا على تحقيق الهدف المنشود من هذه المشاركة بالبطولة الآسيوية، حيث أوفى الجميع بالعهد، وكان التأهل من نصيبنا بعد أداء رجولي وبطولي من كافة اللاعبين.
وقدم الحارس ياسين شكره إلى اللاعبين الذي وصفهم بـ “الرجال الرجال” والذين تغلبوا على جميع الصعوبات التي واجهتهم، وقدموا درسا كبيرا ووافيا حمل عناوين ومضامين (الأداء الرجولي) داخل الملعب، وهو ما عزز من فرصة الفريق في تحقيق الفوز في المباراتين أمام فريقي الأنصار اللبناني وشباب بلاطة الفلسطيني، موضحا حتى أن الخسارة التي تلقاها الفريق في مباراته الأولى أمام فريق المحرق البحريني كان فيها فريقه السلط الأفضل والأخطر، والأقرب لتحقيق الفوز، لكن الفوز ذهب للفريق البحريني، والخسارة شكلت لنا حافزا قويا لمواصلة تقديم العروض القوية وهذا ما تحقق في مباراتي الفريق أمام الأنصار وشباب بلاطة.
نتائج لقاءات المجموعتين
أسفرت كافة لقاءات المجموعتين الثانية والثالثة، والتي جرت في العاصمة عمان خلال الفترة من 21 ولغاية 27 أيار (مايو) الحالي عن النتائج التالية:
في المجموعة الثانية، وضمن لقاءات الجولة الأولى، فاز المحرق البحريني على السلط 1-0، وفاز الأنصار اللبناني على شباب بلاطة الفلسطيني 2-0، وفي الجولة الثانية، فاز السلط على الأنصار اللبناني 2-1، وفاز شباب بلاطة الفلسطيني على المحرق البحريني 3-2، وفي الجولة الثالثة فاز فريق السلط على شباب بلاطة الفلسطيني 5-0، وفاز فريق المحرق البحريني على الأنصار اللبناني 3-1.
في المجموعة الثالثة، وضمن لقاءات الجولة الأولى، فاز فريق الفيصلي على شباب الأمعري الفلسطيني 2-0، وتعادل فريقا الكويت الكويتي وتشرين السوري 3-3، وفي الجولة الثانية فاز الفيصلي على تشرين السوري 1-0، وفاز الكويت الكويتي على شباب الأمعري الفلسطيني 4-1، وفي الجولة الثالثة فاز فريق الكويت الكويتي على الفيصلي 1-0، وفاز فريق تشرين السوري على شباب الأمعري الفلسطيني 5-1.
وبهذه النتائج تأهل فريق المحرق البحريني بطلا للمجموعة الثانية، وبفارق المواجهات عن فريق السلط، والأخير تحصل على بطاقة التأهل كأفضل صاحب مركز ثاني، كما تأهل فريق الكويت الكويتي بطلا للمجموعة الثالثة، في الوقت الذي تأهل فريق العهد اللبناني بطلا للمجموعة الأولى، في حين تم شطب نتائج فريقي شباب بلاطة عن المجموعة الثانية، وشطب نتائج فريق الأمعري عن المجموعة الثالثة كونهما احتلا المركز الأخير في مجموعتيهما.

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة