السوق العتيق بجرش ينتظر وضعه على الخريطة السياحية

جرش – رغم أن أهمية السوق العتيق في الوسط التجاري لمدينة جرش لا تقل عن المدينة الأثرية وباقي المواقع الأثرية في محافظة جرش، تحولت بيوته ومحاله لبيوت مهجورة وخرب ووكر للعابثين وآيلة للسقوط، وما زال خارج دائرة المشاريع السياحية لغاية الآن رغم وعود الجهات المعنية بصيانة وترميم السوق ووضعه على الخريطة السياحية منذ 40 عاما.
ما زال السوق الذي يزيد عمره على 200 عام غير مستثمر، رغم ما يمكن أن يشكله من إضافة للمنتج السياحي بجرش، في وقت حولت سنوات الإهمال، جانبا من “السوق” إلى مكب للنفايات وملتقى للعابثين مع بدء انهيار وتصدع أجزاء كبيرة منه، تحول مشروع صيانته وترميمه إلى مطلب ضروري لحمايته من الانهيار الكامل قبل استثماره سياحيا.
في وقت تصنف فيه محال السوق أنها تراثية وتاريخية وتعود للعهد العثماني، ومنها بيوت ما تزال تستخدم لــ 3 فئات، منها بيوت مهجورة وتعرضت للانهيار والتصدع وتحولت إلى مكبات للنفايات وملجأ للعابثين، ومنها بيوت مؤجرة وأخرى ما يزال يقطنها ويعمل فيها أصحابها الأصليون الذين ورثوها عن أجدادهم.
إلى أن رئيس بلدية جرش الكبرى أحمد العتوم يؤكد في تصريح إعلامي، أن نسبة الإنجاز في عطاء تصميم السوق العتيق في محافظة جرش ضمن مشروع ربط المدينة الأثرية بالمدينة الحضرية وصل لــ 85 % وبعد الانتهاء من التصاميم سيتم البدء بمشروع صيانة وترميم السوق.
وقال العتوم، إن البلدية عملت بالتعاون مع وزارة السياحة والأثار على وضع خطة شاملة لعدد من المشاريع لربط المدينة الأثرية بالحضرية ومن ضمنها تصاميم للسوق العتيق بهدف إطالة مدة السائح داخل المحافظة ولإيجاد فرص عمل لأبناء المحافظة.
وأضاف، إن المحاور الرئيسية لخطة تطوير وسط المدينة هي تطوير السوق العتيق والساحة الهاشمية وإيجاد حلول لمالكي البسطات وتأهيل شارع الملك عبدالله الثاني وتحديث الخطة المرورية لوسط المدينة وإعادة ترميم الحمامات الشرقية القريبة من الساحة الهاشمية.
وبين، أن عطاء تطوير السوق العتيق ممول من الوكالة الأميركية للتنمية عبر برنامج دعم البلديات، إذ تشمل عناصر تطوير السوق العتيق تنظيف الحجارة والواجهات وإزالة المظلات العشوائية واستبدالها بمظلات معدنية لتوحيد المنظر واستبدال الكوابل الكهربائية الهوائية بكوابل أرضية وتوحيد لوحات العرض.
ومن المؤكد، أن مشروع الربط سيوفر عددا من فرص العمل لأبناء المحافظة، إذ سيتم إيجاد سوق لتسويق المنتجات الريفية وعربات للبيع وإنشاء 7 أكشاك في الساحة الهاشمية، فضلا عن أن مشروع الربط يتكون من شقين؛ الأول هو الربط المكاني من حيث دخول الزائر للمدينة الأثرية ومن ثم وصوله إلى المدينة الحضرية عبر الجسر الروماني، والشق الثاني الربط الثقافي بين المدينة الأثرية والحضرية وهي وصول السائح إلى المدينة الأثرية والإطلاع على تاريخها ومن ثم الإطلاع على المباني التراثية داخل المدينة الحضرية بحسب العتوم.
إلى جانب ذلك ما زال التجار يديرون محالهم التجارية منذ عشرات السنين، وهي على حالها، وأغلبها مقاه ومحال أحذية ومفروشات وملابس، ومختلف المهن التي يعتاش منها المواطنون، وهم متمسكون فيها نظرا لانخفاض أجورها وموقعها الإستراتيجي مقارنة بالمحال التجارية الأخرى البعيدة عن الوسط التجاري، فضلا عن أن محال السوق العتيق قريبة من المدينة الأثرية ويسهل دمجها بالمسارات السياحية ومشروع ربط المدينة الأثرية بالحضرية في حال تم الموافقة على تنفيذ هذه المشاريع.
ويشغل 28 تاجرا في الوسط التجاري محال السوق العتيق ويمتهنون بيع الحرف المختلفة ونشاطات تجارية أخرى لا تتناسب والقيمة التاريخية للسوق، كبيع الأحذية والمفروشات والبقالات والمقاهي ومحال الملابس، لا سيما وأن هذه المحال، التي تعد الأقدم في محافظة جرش، ويجب أن تختص ببيع القطع الأثرية والتحف ومستلزمات الزوار والسياح لمدينة جرش، فضلا عن ضرورة أن يكون السوق العتيق ممرا سياحيا مستقلا على الخريطة السياحية.
وأكد تجار أن المحال التي يعملون فيها قديمة وتاريخية، ومنها ما هي أثرية، بيد أنها غير مؤهلة ولم يشملها أي مشروع سياحي لتطويرها أو صيانتها، وأن بقاءها على هذا الوضع يهدد بانهيارها وتساقط حجارتها بسبب الظروف الجوية.
ووفق التاجر ممدوح الصباغ، الذي يدير محلا تجاريا منذ 50 عاما في سوق جرش العتيق، كان قد ورثه عن والده، فإنهم موعودون كتجار بتطوير وصيانة وترميم السوق العتيق منذ أكثر من 40 عاما، ولغاية الآن لم يتحقق أي مشروع من المشاريع السياحية التي تهدف لإدخال الزوار إلى الوسط التجاري والسوق العتيق بشكل خاص، لا سيما وأن البيوث التراثية والخرب القديمة ومحال السوق العتيق أصبحت بأمس الحاجة للصيانة والترميم والتطوير والتحديث وشمولها بأي مشروع سياحي يقوم على توحيد الآرمات وتنظيف واجهات المحال وتوحيد البوابات وحماية البيوث التراثية والخرب الأثرية من العبث والنفايات والعابثين.
وبين الصباغ أن السوق العتيق كان اسمه الحارة الشامية، وهو كذلك إحدى الحارات العثمانية التي شيدت العام 1870، وفق الكتب التاريخية، وهي مرتبطة بتاريخ المدينة الأثرية كذلك، ومنها ما أقيم على أنقاض بيوت، وخرب تراثية رومانية قديمة وذات أهمية تاريخية وأثرية، إلا أنها أصبحت مهددة بالانهيار والإزالة بين الحين والآخر بسبب الإهمال والظروف والعوامل الجوية.
وأضاف التاجر سامر طيجون، أن السوق العتيق من أجمل وأكبر المواقع الأثرية القريبة من المدينة الأثرية ويربط بينهما جسر روماني ضخم، وما يزال من دون أي مشروع سياحي استثماري لغاية الآن، رغم أهميته، فيما يقتصر استخدام السوق على محال تجارية بمهن مختلفة كبيع الأحذية والملابس والمفروشات والمستلزمات المدرسية، في حين يجب أن تأخذ محاله طابعا سياحيا، وهذا لا يمكن أن يتم من دون مشاريع سياحية تضمن دخول الزوار والسياح الى السوق، موضحا أن هناك محال بالسوق، بخاصة غير المشغولة، تحولت الى خرب ومكب للنفايات، وتتعرض للعبث بين الحين والآخر، كونها أثرية وتاريخية بحجة البحث عن الدفائن تحتها، ما يعرضها لخطر الانهيار.
ومن الجدير بالعلم أن مدينة جرش فيها سوق عتيق كامل بمختلف عناصره، وذكره مستشرق ورحالة ألماني في مذكراته العام 1806، وهو مقام على أنقاض خرب وبيوت تراثية رومانية وبيزنطية وله ميزات تاريخية وأثرية لا تقل أهمية عن باقي المواقع الأثرية في مدينة جرش وفيه 3 بيوت تراثية أحدها كان بيت رواق جرش، وآخر يستخدم حاليا مقرا لنادي الفيحاء الرياضي، وبيت آخر مقام على الطريقة الشامية القديمة، وفيه ميزات تاريخية وهندسية فريدة من نوعها، وهو بيت أبو عبادة عقدة.

 صابرين الطعيمات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة