الغور الشمالي: إخفاق مكافحة سوسة النخيل الحمراء

تشير العديد من المعطيات الراشحة من المزارعين إلى إخفاق الجهود في مواجهة آفة سوسة النخيل الهندية الحمراء، التي تعد من أخطر الآفات على أشجار النخيل، لا سيما وأنها تؤدي إلى خسارة 70 % من إنتاج الأشجار.
ومنذ تسجيل هذه الآفة، سارعت وزارة الزراعة إلى اتخاذ إجراءات عديدة للسيطرة عليها ومنع انتشارها، بغية الحد من آثارها الاقتصادية على المزارعين، من خلال تنفيذ برامج مكافحة متكاملة تشمل تطبيق إجراءات الحجر الزراعي التي تحظر استيراد أشجار وفسائل النخيل من الدول الموبوءة بالآفة، ومنع نقل الفسائل من المناطق المصابة إلى السليمة.
ويقول مدير زراعة الشونة الشمالية الدكتور موفق أبو صهيون، إن كوادر المديرية المتخصصين ينفذون عمليات مراقبة الآفة من خلال مديريات الزراعة الأخرى في مناطق وادي الأردن، باستخدام المصائد الفرمونية الحديثة المتخصصة التي تحد من انتشار الحشرة، ومعالجة الأشجار المصابة إصابات طفيفة ومتوسطة، فضلا عن تنفيذ حملات رش بالمبيدات الكيماوية عند ارتفاع مستوى نشاط الحشرة.
ويؤكد أنه تم الإيعاز للكادر الفني المتخصص بسوسة النخيل في المديرية، لتنظيم جولات ميدانية من أجل تفقد أشجار النخيل ومعالجة المصابة منها، مشيرا الى أن الكادر سيقوم بتوزيع “الفرمونات” على المصائد، فيما سينفذ فريق العمل جولة في منطقة الشيخ حسين/ تل الأربعين، ثم ينتقل إلى مناطق أخرى.
وبدورهم، يؤكد مزارعون أن نحو 70 % من أشجار النخيل باتت مصابة بهذه الآفة، وأنهم تكبدوا خسائر مالية تفوق قدرتهم على تغطيتها، وتزيد من مخاوفهم بشأن مستقبلهم الزراعي.
ومن جهته، يقدم قسم الإرشاد الزراعي النصح والإرشاد للمزارعين في كيفية التعامل مع تلك الحشرة، وتوزيع المبيدات الحشرية ومادة “الفرمونات” على المصائد، تجنبا لحدوث أي خسائر.
ويبلغ عدد أشجار النخيل المثمر في الأردن أكثر من نصف مليون شجرة، تنتج مختلف أنواع التمور، فيما يتجاوز معدل النمو السنوي لزراعة النخيل 8 %، وتنتج تلك الأشجار نحو 25 ألف طن من التمور، فيما تشكل تمور “المجهول” ما نسبته 14 % من المحصول على مستوى العالم.
ويقول المزارع محمد أبو زينة، إن استمرار الوضع على حاله من شأنه أن يتسبب بهلاك أشجار النخيل، لا سيما وأن الآفة تؤدي إلى خسارة 70 % من إنتاج الأشجار، مشيرا الى أن تلك المشكلة تواجه مزارعي النخيل سنويا، لكن في العادة تقوم أقسام الإرشاد الزراعي بمساعدتهم لمواجهة تلك الحشرة التي باتت تشكل قلقا كبيرا لهم نتيجة الخسائر المالية التي تضاف إلى انتكاساتهم الزراعية الأخرى، وفي مقدمتها تداعيات جائحة “كورونا”.
ويؤكد أبو زينة أن الظروف المالية التي يعانيها المزارع حاليا، تحول دون قدرته على شراء المبيدات باهظة الثمن لمكافحة الحشرة، مطالبا مديريات الزراعة بإيجاد طريقة تمكن فريق العمل في قسم الإرشاد الزراعي من التواصل معهم، تفاديا لوقوع أي خسائر، لافتا إلى صعوبة القدرة على اكتشاف الإصابة بالمرض في مراحله الأولى، خصوصا لدى المزارعين الذين يجهلون التعامل مع هذه “الآفة”.
أما المزارع محمد الغزواي، فيدعو مديريات الزراعة إلى تكثيف جهود قسم الإرشاد الزراعي والعمل على توزيع كوادره في الميدان، نظرا لكونهم مدربين ومؤهلين لكشف الإصابات والتعامل معها بشكل عاجل لتلافي انتقالها إلى الأشجار السليمة، مطالبا أيضا بتكثیف الزیارات، خصوصا أن موسم النخيل داعم أساسي للمزارعين، ويعتمدون عليه بعد التخلي عن الزراعات التقليدية.
ويؤكد المزارع علي التلاوي أن سوسة النخيل تشكل مصدر قلق وخطر حقيقي على مئات المزارعين، وتهدد إحدى أهم الزراعات الاقتصادية في مناطق وادي الأردن، موضحا أن هذه الآفة تكمن خطورتها بسرعة انتقال العدوى بين المزارع.
ويبين أن انتشار تلك الحشرة يتطلب من المزارع مكافحة شاملة في آن واحد لجمیع المناطق المصابة، مشيرا الى أن هذا الأمر يتطلب جهدا من قبل مديريات الزراعة المنتشرة في مناطق وادي الأردن، لمساعدة المزارعين من خلال توعيتهم بطرق العلاج والمكافحة، وزیادة فاعليتها بحملات الرش، وتزويدهم بالوسائل اللازمة للتعامل مع الحشرة.
يذكر أن آفة سوسة النخيل ظهرت في المملكة أول مرة مطلع العام 2000، وهي آفة دولية عابرة للحدود، إذ تستطیع الحشرة الطیران بمعدل 5 كم یومیا، وغالبا ما تنتشر مع وجود أشجار مهملة سواء في مزارع خاصة أو في الشوارع أو في الحدائق المنزلية.

علا عبد اللطيف/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة