الغور الشمالي: الحمضيات تحت تهديد نقص مياه الري

– يعيش مزارعو حمضيات في لواء الغور الشمالي بمحافظة اربد، تحت وطأة نقص مياه الري المسالة إلى مزارعهم، ما يثير مخاوفهم من تدني جودة وإنتاجية محاصيل الموسم الحالي.
ولفتوا الى ان الحمضيات، تحتل المرتبة الأولى في الزراعة بالمنطقة، إذ تشكل حوالي 90 % من مجمل الانتاج الزراعي والمساحة المزرعة بأشجار الحمضيات.
وقالوا إن نقص مياه الري، بات يهدد عملهم على نحو متكرر، وشبه سنوي تقريبا، الى جانب ما يقوم به من تهديد لمختلف زراعات اللواء، الذي تحتاج فيه المزروعات بأنواعها كافة، لكميات مياه ري مناسبة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة في الأغوار، بخاصة خلال فصل الصيف، وهو ما يتطلب كميات مياه ري مناسبة.
واعتبروا ان سلطة وادي الأردن، لم تف باتفاقاتها مع المزارعين، التي سبق وان أقرتها متعهدة بإسالة مياه للري 21 ساعة أسبوعياً لكل وحدة زراعية، تزداد تدريجياً وفق الحاجة، لكن حاليا، لا يسال الماء الى الوحدات الزراعية سوى 18 ساعة، أو أقل، برغم حاجة الأشجار الملحة للمياه، حفاظا على استمرارية الإنتاج.
وبين المزارع محمد البشتاوي أن هناك عدة عوامل تسهم بتناقص كميات مياه الري المخصصة لمزارع الحمضيات، أبرزها الاعتداءات على شبكات الري، وتلف الشبكات، داعياً إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات المائية الفعلية للمزارعين، بخاصة المالكين لمزارع الحمضيات.
وأشار الى أن هذه الفترة من الموسم حساسة بالنسبة للمزروعات، إذ تتطلب كفاءة في استغلال مياه الري وادارتها، للمحافظة على جودة وإنتاجية الثمار.
وبين المزارع علي التلاوي، أن نقص مياه الري بات يشكل تحدياً حقيقياً أمام مزارعي الأغوار، في وقت ترجع فيه الهطل المطري للعام الحالي، داعين في الوقت ذاته إلى مراعاة خصوصية منطقة الغور الشمالي، التي تعتبر المنتج الوحيد لأصناف متنوعة من الحمضيات ذات الميزة النسبية، والتي تتطلب كميات مناسبة من المياه تفي باحتياجات الأشجار.
وأكد المزارع ايمن ابو زينة، صاحب مزرعة حمضيات في منطقة قليعات، أن مساحات من أشجار الحمضيات، تتعرض أوراقها للاصفرار والذبول، ما ينذر بتدني كمية وجودة المحاصيل، والتسبب بخسائر مالية للمزارعين، عدا عن تأثر محاصيل الزراعات الصيفية وأشجار الموز، داعين إلى أهمية زيادة ساعات الري المخصصة في المرحلة المقبلة، التي تشهد عادة موجات حرارة مرتفعة.
من جانبه، دعا مساعد مدير زراعة اللواء المهندس محمد النعيم، مزارعي اللواء إلى ضرورة تنظيم عمليات ري الأشجار الحمضيات، وممارسة الري المتباعد وفق احتياجات الأشجار الفعلية، مع مراعاة عدم تعطيشها لمنع تساقط الثمار.
وأشار إلى أن زيادة كميات مياه الري عن الحاجة الفعلية، يؤدي الى تشقق الثمار وتساقطها، ما يتسبب بخسائر مالية لمزارعي الحمضيات في ظل ما تعرضوا له من خسائر متلاحقة في الفترة الماضية جراء جائحة كورونا.
وأشار النعيم إلى أن الظروف المائية، تتطلب اتباع وسائل ري حديثة كاستخدم الري بالتنقيط، ما يسهم بتوفير مياه للري، ومنح الزراعات احتياجاتها الفعلية، بالإضافة لوجوب حفر برك لمياه الري في المزارع التي تفتقر لها، واستخدامها عند الحاجة.
وأكد أن كوادر الإرشاد في المديرية، مستعدة لتقديم المشورة العلمية للمزارعين في مختلف المجالات.
من جانبه، أكد مصدر من سلطة وادي الأردن، أن صعوبة الوضع المائي للعام الحالي، انعكس على احتياجات المزارعين المائية، نتيجة نقص كميات الأمطار في الموسم الماضي.
وأشار الى أن السلطة كانت على تواصل مع مزارعي وادي الأردن في الشهور الماضية، ووضعتهم بصورة الوضع المائي، للحد من آثار نقص المياه على حجم المساحات المزروعة.
وأكدت في الوقت ذاته، الحرص على توفير المياه الكافية لمختلف الزراعات في مناطق وادي الأردن، واتخاذ إجراءات التقنين لضمان إدامة التزويد المائي في فصل الصيف، بالتزامن مع حملات متواصلة للسلطة، لضبط الاعتداءات على مصادر المياه.
وتبلغ المساحة الزراعية في اللواء نحو 118 ألف دونم، تسيطر على غالبيتها زراعة الحمضيات بمساحة 66 ألف دونم، فيما تحتل زراعة الخضراوات مساحة 34 ألف دونم، و12 ألف دونم للقمح والشعير، بالإضافة إلى 3 آلاف دونم من الموز ومثلها لأشجار النخيل.

علا عبد اللطيف/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة