الغور الشمالي: بيوت مهجورة تتحول إلى أماكن للسهر بأوقات الحظر الليلي

الغور الشمالي- فيما تغلق المقاهي والمطاعم أبوابها عند الساعة التاسعة مساء، التزاما بأوامر الدفاع للحد من التجمعات التي يمكن أن تتسبب بانتشار فيروس كورونا، يلجأ أصحاب أسبقيات إلى البيوت المهجورة في اللواء لاستكمال سهراتهم، مستغلين بعدها عن أعين الرقابة.
ويطالب سكان في اللواء من الجهات المعنية ضرورة العمل على اتخاذ إجراءات قانونية، تحد من هذه التصرفات التي باتت تشكل بؤرا لانتشار الفيروس وحالة من التوتر والازعاج للمجاورين، مشيرين إلى أن تلك البيوت تحولت إلى مكاره صحية، وأماكن لتجمع النفايات والحيوانات الضالة والحشرات ايضا.
ويقول محمد البشتاوي، إن البيوت المهجورة، تتحول بعد الساعة العاشرة ليلا، إلى أماكن يجتمع فيها أصحاب سوابق لقضاء أوقاتهم وتناول الخمور، مطالبا بالعمل على استثمارها بالفائدة التي تعود على أهالي اللواء، وخصوصا أن مواقعها استراتيجية، إذ ان منها ما يقع على الشارع الرئيسي وبعضها الآخر بالقرب من قناة الملك عبدالله.
وبين أن بعض هذه البيوت كانت اسكانات وظيفية تعود إلى قطاعات صحية أو تربوية، أو سلطة وادي الأردن، غادرها سكانها إلى محافظات اخرى.
وأشار البشتاوي، إلى أن تلك الإسكانات بنيت تسهيلا على الموظفين في مختلف القطاعات، لكنها تم هجرها منذ سنين لتتحول الى ملاذ للعديد من ذوي الأسبقيات، لاسيما مع الحظر الليلي بعيدا عن أعين الأجهزة الأمنية.
ويقول إن هذه البيوت تعرضت إلى سرقة محتوياتها من أبواب وشبابيك من قبل أصحاب السوابق، لتتحول فيما بعد إلى وكر للمنحرفين أو مكب للنفايات من قبل المجاورين، ما أثر ذلك على جانبي قناة الملك عبد الله.
وتؤكد أم محمد العلي من سكان اللواء، أن البيوت المهجورة أصبحت “مكان رعب وقلق”، وخصوصا في أوقات الليل، بسبب تجمع العديد من الشباب المنحرفين فيها، وما يصدر عنهم من إزعاجات، مشيرة إلى أن منزلها قريب من البيوت المهجورة، وأثناء المرور يلفت المنظر المنفر انتباه المارة.
وحمل المواطن صابر الطويسات، مسؤولية ما آلت اليه أوضاع البيوت المهجورة للدوائر الحكومية التي كانت تشغل هذه البيوت، والى البلديات العاملة في اللواء، بسبب عدم متابعتها لها وغياب التنسيق بينها وبين سلطة وادي الأردن.
ولفت إلى أن الجيران قاموا بتقديم العديد من الملاحظات إلى الجهات المعنية، للتوصل إلى حلول تنهي معاناة المجاورين لتلك المنازل، واستغلال تلك الأماكن بمشاريع استثمارية تعود على المواطنين، وخصوصا ان مناطق لواء الغور الشمالي من المناطق الأشد فقرا.
وطالب الطويسات من الجهات المعنية بعمل تسوية مع الجهات التي تعود لها هذه البيوت المهجور، لاقامة مشاريع أو حدائق أو ملاعب بدلا منها تعود بالخير على أبناء اللواء، والحد من مشاكل الغرق التي تؤرق أهالي المنطقة في كل موسم صيف.
ويؤكد رئيس بلدية طبقة فحل محمد سعود، ان معوقات فنية وقانونية، تحول دون تمكنها من إزالة هذه البيوت إذ إن أصحابها إما أنهم قد ماتوا، ما يعيق الوصول إلى الورثة لتوجيه إنذار بالهدم، لاسيما وان القانون يمنع هدم أي بناء دون تبليغ أصحابه، أو أن أجزاء من تلك المنازل مؤجرة لعمال وافدين، الأمر الذي يحول دون هدمها أيضا.
واضاف سعود، إن بعض عمليات الهدم والإزالة لبيوت مهجورة، والتي قامت بها مجالس سابقة عادت بمشاكل على البلدية، لان عملية الإزالة لم تكن تستند لأسس فنية وقانونية صحيحة، رغم اقراره بتعدد الأذى الذي يخلفه وجود هذه البيوت، من حيث تشكيلها مكاره صحية وبيئية، أو بالإضافة إلى مشاكل أمنية لتحولها إلى بؤر للمنحرفين.
وقدر عدد البيوت المهجورة التابعة لبلدية طبقة فحل حوالي 25 بيتا، ناهيك عن البيوت الموجودة في مناطق البلديات الأخرى التابعة للواء ولم يتم حصرها.
وقال سعود، انه بانتظار أن يقوم مدراء مناطق البلدية بتقديم حصر لأعداد هذه البيوت وأماكنها وأوضاعها تمهيدا للتعامل معها وفق أسس فنية وقانونية صحيحة.
وأكد سعود، أن البلدية تتعامل مع البيوت المهجورة من خلال شكاوى المجاورين، أو من خلال الجولات التي تقوم بها أجهزة البلدية، فتعرض توصية على اللجنة المحلية لإصدار قرار بالهدم، مشيرا إلى انه يتم أولا توجيه إنذار إلى صاحب البيت أو وكيله بتوقيعه على إخطار بالهدم، ومن ثم ينشر قرار الهدم بالصحف المحلية.
من جانبه يؤكد مصدر أمني في اللواء، ان هناك دوريات أمنية على مدار الساعة في اللواء للتأكد من تطبيق أوامر الدفاع وعدم حدوث تجمعات مخالفة، مشددا على انه سيتم مراقبة هذه البيوت المهجورة في ذات الاطار.
ومن الجدير بالذكر أن عدد السكان في اللواء يبلغ حوالي 130 ألف نسمة موزعين على 3 بلديات، هي بلديات شرحبيل بن حسنة ومعاذ بن جبل وطبقة فحل.

علا عبد اللطيف/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة