الفحيص: إشارة مرور تصبح لغزا.. و”الأشغال” تتهم مجاورين بتعطيلها

عادت إشارة المرور الوحيدة في لواء ماحص والفحيص، لتشكل لغزا للسكان الذين يسلكون طريق الحمر التابع لمدينة الفحيص، باتجاه منطقة صويلح، أو باتجاه دوار أم النعاج صوب مدينة السلط.
فقبل أكثر من 4 أشهر، نشرت “الغد” تقريرا أبدى فيه سكان باللواء استغرابهم من تعطل تلك الإشارة لمدة طويلة، مشيرين إلى أنها تقع على تقاطع يتسبب بين الفترة والأخرى بحوادث سير خطرة، حيث تم تشغيلها بعد يوم واحد من نشر التقرير، لكنها تعطلت مجددا وما تزال دون تشغيل.
المواطن حسان الصمادي، يقول إن تشغيل الإشارة يعد ضروريا خصوصا مع دخول فصل الشتاء، كون المنطقة تشهد ضبابا كثيفا في الكثير من الأحيان وانعدام الرؤية، ما قد يؤدي إلى وقوع حوادث سير عند الإشارة.
وأكد الصمادي أن تلك المنطقة، باتت تشهد حركة سير أكثر كثافة مقارنة بأعوام سابقة، لافتا إلى أن تشغيل الإشارة يحد كذلك من الارتباكات المرورية.
أما المواطن يزن سماوي، فيقول إن الإشارة باتت أشبه باللغز، وما إن تعمل لمدة قصيرة حتى تعود وتتعطل، مضيفا أن أهميتها تكمن بوجودها على تقاطع يعد خطرا ويتسبب بوقوع حوادث سير.
وطالب سماوي، بضرورة إعادة تشغيلها بالتزامن مع بدء تعرض المملكة لمنخفضات جوية، مؤكدا ما ذكره الصمادي بشأن الضباب الكثيف الذي تشهده المنطقة في فصل الشتاء.
ومن جهته، قال مسؤول سابق في بلدية الفحيص، إن إشارة المرور تأتي ضمن مشروع كان بدأ في نيسان (أبريل) من العام 2014، ولم يتم تسليمه من قبل المقاول رغم مرور نحو 8 سنوات.
وأكد لـ”الغد” بعدما طلب عدم ذكر اسمه، أن المشروع أثار العديد من التساؤلات، كون مخصصاته التي تم إقرارها بلغت 3 ملايين دينار، إلا أنه الكلفة وصلت إلى أكثر من 8 ملايين.
إلا أن وزارة الأشغال العامة والإسكان، أكدت في ردها على استفسارات “الغد”، أن ذلك المشروع الذي بلغ طول العمل فيه 4 كم ويمتد من نزول البكالوريا باتجاه تقاطع أم النعاج، تم الانتهاء منه بالفعل في آذار (مارس) من العام 2017، مشددة على أن العطاء مستلم تعاقديا من قبل الوزارة.
وفيما يتعلق بتكرار تعطل إشارة المرور، قالت الوزارة “إن الإشارة غير معطلة وإنما يتم العبث بها من قبل المجاورين بإنزال قاطع الكهرباء وباستمرار”.
ودعت الوزارة إلى ضرورة الحفاظ على الممتلكات العامة، وعدم المساس بها، مشيرة إلى أنها وضعت الإشارة لحماية سالكي الطريق من أهالي اللواء وغيرهم من خطر وقوع الحوادث، وللحد من الارتباكات المرورية على ذلك التقاطع.
وبالعودة إلى تقرير “الغد” السابق، فقد قال فيه الشاب نائل الرياحي، إنه يسلك هذا الطريق يوميا، متجها وعائدا من عمله في عمان، ويؤكد أن تعطل إشارة المرور أعاد بالفعل خطر حدوث حوادث سير، كون العديد من السائقين لا يعرفون أو لا يلتزمون بأولويات السير وقواعده.
وأضاف، أنه يصادف كل مدة وقوع حادث سير بين مركبتين أو أكثر عند مروره من المنطقة، مطالبا بإعادة تشغيل الإشارة، لحماية الأرواح والممتلكات.
أما الخمسيني وسام حداد، فيقول إنه يسكن منطقة الفحيص ويستخدم هذا الطريق مرات عدة خلال اليوم الواحد، مشيرا إلى أنه كان سعيدا بتركيب إشارة مرور تحد من خطر التقاطع، لكنه صدم بعد فترة قليلة بتعطلها وعدم إصلاح الجهات المعنية لها.
ووفق حداد، فإنه دائما ما يتفادى تعرضه لحادث سير عند ذلك التقاطع، إذ يقوم عند الوصول إليه، بتخفيف السرعة قدر الإمكان حتى لا يتفاجأ بمرور سائق غير ملتزم بقواعد السير، لا سيما في أوقات الذروة التي تتمثل بفترة بدء دوام الموظفين، وكذلك فترة انتهائه.
وفي السياق ذاته، تقول الشابة رهف عطوان، إنها ولدى مرورها من عند التقاطع، تتحلى بأعلى درجات التركيز، خشية مرور سائق بشكل مسرع ودون مراعاة وجود مركبات أخرى، ما يزيد احتمالية خطر التعرض لحادث سير.
وطالبت عطوان، الجهات المعنية، بالعمل على تفعيل إشارة المرور وعدم تركها معطلة، وبالتالي تعريض حياة الناس للخطر وكذلك مركباتهم.
وعلى ذكر إشارة المرور هذه، استغل الستيني أبو عماد، الحديث للمطالبة بوضع إشارة مرور عند التفافة قريبة من التقاطع، قائلا إنها تسبب أزمة سير خانقة وارتباكا مروريا يؤدي لوقوع حوادث تصادم، مشيرا إلى أن الالتفافة، هي أول التفافة بعد ما يعرف بـ”دوار شاكر” في منطقة الفحيص باتجاه طريق الحمر.
وقال أبو عماد، إن هذه الالتفافة، تستدعي وضع إشارة مرور لأنها على شارع رئيس ويعد حيويا، لا سيما أنه يشهد حركة سير كثيفة نهارا وليلا.
وبشأن التقاطع المؤدي إلى صويلح أو السلط، قال أبو عماد إنه تم تركيب إشارة المرور عنده، نتيجة مطالبات عدة من سكان منطقة الفحيص تحديدا، لكن “يا فرحة ما تمت” على حد تعبيره، مشيرا إلى أنها تعطلت أو عطلت بعد فترة وجيزة من تشغيلها دون معرفة الأسباب، متسائلا “لماذا ركبت الإشارة ودفعت تكاليفها وتكبدوا جهدا ووقتا لذلك ما دامت لن تستمر؟”.

محمد سمور/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة