الفلسطينيون يحيون الذكرى الـ52 لإحراق “الأقصى” ويطالبون بحماية دولية

أحيا الفلسطينيون، أمس، الذكرى الـ52 لإحراق المسجد الأقصى المبارك، بفعاليات شعبية أكدت مواصلة نصرة الأقصى والدفاع عنه في وجه انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحقه، داعين إلى تدخل المجتمع الدولي لحمايته ووقف عدوان الاحتلال.
وعلى وقع اقتحام المستوطنين المتطرفين للأقصى وتنفيذ جولات استفزازية داخل باحاته بحماية الاحتلال، فقد نظمت فصائل العمل الوطني والإسلامي في قطاع غزة مهرجاناً جماهيرياً حافلاً بهدف نصرة الأقصى في ذكرى جريمة إحراقه من قبل المستوطن المتطرف مايكل دينس روهان، في 21 آب (أغسطس) 1969.
وأكدت الفصائل الفلسطينية مواصلة نصرة المسجد الأقصى والدفاع عنه، لافتة إلى أن المهرجان الشعبي يأتي في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي ضد أهالي الضفة الغربية المحتلة والتي كان آخرها المجزرة بحق أبناء جنين، وتزايد وطأة الحصار المفروض على قطاع غزة.
من جانبها، طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية العالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي، بسرعة تنفيذ قرارات القمم العربية والإسلامية والقرارات الأممية الخاصة بالقدس ومقدساتها.
وأوضحت الوزارة، أن الجرائم ما تزال مستمرة حتى يومنا هذا في اطار مخطط استعماري تهويدي توسعي يهدف إلى تغيير معالم مدينة القدس، وما في باطنها، وتهجير الاهالي، واغراقها بالاستيطان والمستوطنين، وفصلها تماماً عن محيطها الفلسطيني، وربطها بالعمق الإسرائيلي، بما يخدم رواية الاحتلال التلمودية الاستعمارية.
وأشارت إلى استهداف المقدسات المسيحية والإسلامية في القدس، وفي مقدمتها الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد المسجد الأقصى المبارك ومحيطه.
ونوهت إلى أن الحريق المتعمد للأقصى ما يزال مستمراً، وبأشكال أكثر خطورة، تشمل تغيير وضعه التاريخي والقانوني القائم قبل الاحتلال، وتشويه باطن الأرض التي تقع تحت الأقصى، وتزوير معالمها بالحفريات، وزراعة معالم وإقحامها عنوة في باطن الأرض لصالح رواية الاحتلال، واستكمال عمليات تقسيمه زمانياً ريثما يتم تقسيمه مكانياً، وسط الاقتحامات اليومية المتواصلة التي يقوم بها غلاة المتطرفين اليهود وزعماؤهم، بمن فيهم مسؤولون إسرائيليون وأعضاء كنيست.
وحملت الوزارة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن عدوانها المتواصل على القدس عامة، والمسجد الأقصى بشكل خاص، مثمناً الجهود الأردنية الحثيثة للدفاع عن القدس والمقدسات المسيحية والإسلامية والمسجد الأقصى.
كما أكدت استمرار التنسيق المشترك بين فلسطين والأردن على المستويات كافة، لتوفير الحماية للقدس ومقدساتها.
بدوره، قال المجلس الوطني الفلسطيني إن ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من عدوان متواصل من قبل الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، هو امتداد لجريمة إحراقه قبل 52 عاماً.
وأكد المجلس إن ما تتعرض له المقدسات المسيحية والإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى من عمليات تهويد على طريق تثبيت تقسيمه مكانياً وزمانياً، كما يحدث الآن في الحرم الإبراهيمي الشريف، يستوجب تدخلا عربياً وإسلامياً ودولياً عاجلا لوضع حدٍ لانتهاكات وجرائم الاحتلال.
ولفت إلى مساعي سلطات الاحتلال لتغيير الوضع القانوني والديني للحرم القدسي الشريف، وتنفيذ مشروعها التهويدي لمدينة القدس المحتلة، باستكمال التطهير العرقي والتهجير القسري للفلسطينيين.
وحذر المجلس من إقدام سلطات الاحتلال على تنفيذ مشروع تهويدي يطال باب المغاربة ببناء جسر دائم بدلا من القائم بين ساحة البراق والمسجد الأقصى، بهدف إحداث المزيد من التغيير في الطابع العربي الإسلامي وتشويه المعالم التاريخية والحضارية، وفتح المجال واسعاً لاقتحام قوات الاحتلال للمسجد لقمع واعتقال المصلين والمرابطين فيه.
فيما أكدت حركة “فتح” إن “المسجد الأقصى سيبقى خالصاً للمسلمين وحدهم؛ لا يقبل القسمة ولا الشراكة.
وأضافت، أن “القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية خط أحمر”، مؤكدة أنها “ستبقى العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية العربية الحرة والمستقلة”، بحيث “لا سلام ولا استقرار في المنطقة إلا بتحرير القدس، وإقامة دولة فلسطين الحرة المستقلة، وعودة اللاجئين”.
ولفتت إلى أن “كافة إجراءات الاحتلال بحق المسجد الأقصى، والمرابطين والمصلين، دليل على أهداف يسعى إليها الاحتلال، لكن لن تمر بصمود المرابطين وأهالي القدس”.
وبالمثل؛ أكد الناطق باسم حركة “حماس” في مدينة القدس، محمد حمادة، أن نيران انتهاكات الاحتلال واعتداءاته ما تزال تهدد المسجد الأقصى والمدينة المقدسة.
وحذر من خطر مخططات التهويد والتهجير والتقسيم التي تسعى سلطات الاحتلال لتنفيذها، معتبراً أن الاحتلال يواصل يومياً إشعال الحرائق في القدس والأقصى من خلال إغلاق البوابات ومواصلة الحفريات تحت أساسات المسجد ورعاية الاقتحامات اليومية وغيرها من الانتهاكات.
ودعا حمادة جماهير الشعب الفلسطيني، إلى ضرورة تكثيف الرباط والتواجد في المسجد الأقصى، مطالباً أهالي الضفة وغزة والشتات بضرورة رفع لواء الأقصى وتفعيل قضيته قبل فوات الاوان لأن العدو يمضي وإن ببطء في مخططاته الخبيثة ضد الأقصى.
في حين قالت حركة الجهاد الإسلامي، إن “المسجد الأقصى غير قابل للمفاوضات ولا التنازلات”، داعية الدول العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه المدينة المقدسة. وأضافت الحركة أن “الحرائق لم تزل مستمرة بحق المسجد الأقصى بأشكال متعددة، من اقتحامات المستوطنين والمتطرفين، بدعم مباشر من الحكومة الإرهابية، وبحماية جيش الاحتلال، ومن حفريات تهدد ما تبقى من أساسات المسجد، وتهويد لمعالم المدينة المقدسة، وتهديد للمقدسيين القاطنين في محيط المسجد”.
ودعت إلى “الوقوف صفاً واحدا لمجابهة مخططات الاحتلال، ومحاولاته المحمومة لتفريغ المدينة المقدسة، وتزوير تاريخها وجغرافيتها”، مشيرة إلى خطورة “البؤر الاستيطانية التي تقيمها سلطات الاحتلال في مختلف أرجاء المدينة المقدسة، والتي تهدد الوجود العربي الإسلامي في القدس”.
بدورها؛ أكدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية في مواجهة عدوان الاحتلال المستمر بحق الأقصى،
ودعت إلى بناء استراتيجية وطنية للمجابهة الشاملة مع قوات الاحتلال والمستوطنين، وتحقيق وحدة الصف الوطني في خندق المقاومة بكل أشكالها، وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية وتوفير عناصر الصمود والثبات والوحدة في الميدان في مواجهة الاحتلال والاستيطان وتهويد القدس وتهجير سكانها والتصدي للمشروع الصهيوني”.

نادية سعد الدين/  الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة