الفلسطينيون يحيون اليوم الذكرى الـ74 لـ”النكبة”

يحيي الفلسطينيون، اليوم الاحد، الذكرى السنوية الـ74 “لنكبة فلسطين”، بفعاليات وأنشطة شعبية زاخرة لتأكيد التمسك بحق العودة ورفض التوطين، في ظل تصعيد إسرائيلي غير مسبوق لقضم أراضي الضفة الغربية، وتقويض آمال الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة.
وبالتزامن مع ذكرى “النكبة”، وعلى وقع استشهاد الشاب الفلسطيني وليد الشريف (23 عاماً)، أمس، متأثراً بجراح أصيب بها في الجمعة الثالثة من شهر رمضان في المسجد الأقصى؛ فقد دعت ما يسمى “جماعات الهيكل”، المزعوم، للمستوطنين المتطرفين لتنفيذ اقتحام مركزي للمسجد الأقصى المبارك، اليوم، لإحياء ما يسمى “عيد الفصح العبري الثاني”، وفق مزاعمهم.
ويتقاطر الفلسطينيون في عموم فلسطين المحتلة في مسيرات وتظاهرات حاشدة لإحياء ذكرى “النكبة”، التي تصادف اليوم في الخامس عشر من شهر أيار (مايو) لعام 1948 بعدما تسبب العدوان الصهيوني في تشريد نحو 950 ألف فلسطيني من وطنهم وأراضيهم وارتكاب 250 مجزرة وتدمير نحو 531 قرية ومدينة فلسطينية، باتت اليوم تحت سيطرة المستوطنين المتطرفين.
وتنظم فعاليات “النكبة” هذا العام تحت شعار “كفى 74 عاماً من الظلم والكيل بمكيالين”، الذي يجسد الظلم المزدوج للشعب الفلسطيني الذي يشكله الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه والمجتمع الدولي بعجزه عن تنفيذ قراراته.
وتضم الأنشطة فعاليات جماهيرية وفنية وتراثية ومعارض ورسم جداريات فنية وعقد ندوات حوارية وأمسيات ثقافية وأدبية، وتنظيم مسابقة للرسم الحي، فيما ستنطلق مسيرة ومهرجان العودة اليوم من أمام ضريح الشهيد الفلسطيني، ياسر عرفات، إلى ميدان المنارة وسط مدينة رام الله، حيث ستكون هناك دقيقة صمت لـ74 ثانية تمثل سنوات النكبة.
كما ستنطلق صافرات الحداد والتكبيرات عبر المساجد والتلفزيون الرسمي والإذاعات المحلية، وستقرع أجراس الكنائس، بالإضافة إلى مهرجان مركزي سينظم في قطاع غزة، فيما يتم تنظيم الفعاليات الثقافية والفنية الزخمة والمعارض التراثية ضمن برنامج إحياء ذكرى النكبة، داخل الوطن المحتل وخارجه عبر فضاءات دول العالم.
فيما زخرت مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية بالشعارات التي تؤكد التمسك بحق العودة، كما انطلقت حملة الكترونية تستمر حتى يوم بعد غد، لإرسال رسالة من خلالها للعالم حول استمرار النكبة والحق الفلسطيني في العودة والذي لا يسقط بالتقادم وسياسة المجتمع الدولي بالكيل بمكيالين، بحسب ما ورد في الحملة.
وبحسب مركز المعلومات الفلسطيني، سيطرت العصابات الصهيونية خلال النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، وتم تدمير 531 منها بالكامل، وطمس معالمها الحضارية والتاريخية، وما تبقى تم إخضاعه إلى كيان الاحتلال وقوانينه.
كما شهد عام النكبة أكثر من 70 مجزرة نفذتها العصابات الصهيونية، التي أمدتها بريطانيا بالسلاح والدعم، كمجازر دير ياسين والطنطورة، وأكثر من 15 ألف شهيد والعديد من المعارك بين المقاومين الفلسطينيين والجيوش العربية من جهة والاحتلال الاسرائيلي من الجهة المقابلة.
وقال إن الاحتلال دمر 531 بلدة وقرية كلياً، وإنشاء مستوطنات إسرائيلية على أراضيها، كما احتل المدن الكبيرة وشهد بعضها معارك عنيفة وتعرضت لقصف احتلالي أسفر عن تدمير أجزاء كبيرة منها، ومنها اليوم ما تحول إلى مدينة يسكنها إسرائيليون فقط، وأخرى باتت مدن مختلطة.
وسيطر الاحتلال، الذي أعلن قيام كيانه الصهيوني في مثل هذا اليوم، على 78 % من مساحة فلسطين التاريخية (27000 كيلو متر مربع)، فيما سيطر عام 1967 على أكثر من 85 % من مساحة فلسطين، بفعل العدوان وتوسع الاستيطان والتهجير.
فيما دعا ناشطون فلسطينيون إلى التصدي لاقتحامات المستوطنين للأقصى، وإفشال مخططات التهويد في مدينة القدس المحتلة، أسوة بنجاح المصلين طيلة شهر رمضان في إحباط مخططات المستوطنين لتنفيذ طقوس تهويدية منها ذبح القرابين ورفع أعلام الاحتلال الإسرائيلي بالأقصى.
كما ساهم تصدي المرابطين في الأقصى، لتغيير مسار اقتحامات المستوطنين وتسريعها، رغم الحماية الكبيرة من قوات الاحتلال.

نادية سعد الدين/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة