الفواكه على طرقات التنزه.. بديل غياب المعارض التسويقية بعجلون

– في وقت بدأت فيه مختلف أنواع الفواكه الصيفية في محافظة عجلون بالنضوج وبكميات كبيرة، وخاصة العنب، وجد مزارعو المحافظة في قدوم السياح والمتنزهين فرصة لتسويق منتجاتهم بأسعار جيدة، مستغلين طرقات ومسارات التنزه لعرض منتجاتهم في ظل غياب معارض منظمة، وانخفاض أسعار البيع في الأسواق المركزية، وفق مزارعين.
ويقصد محافظة عجلون خلال أشهر الصيف التي تتميز بمناخها المعتدل وطبيعتها الخلابة، آلاف المتنزهين من محافظات أخرى، كما تعد إحدى أهم المناطق السياحية التي يقصدها السياح من خارج المملكة.
ومع غياب المعرض الدائم لتسويق منتجات المحافظة، يضطر المزارعون إلى عرض تلك الفاكهة على البسطات والطرق أو أمام مزارعهم، وفي الأماكن التي تشهد قدوم أفواج سياحية، مؤكدين أن إنتاج الموسم الحالي من العنب، انخفضت أسعاره على نحو لافت، بحيث بات تجار الجملة الذين يأتون إلى كرومهم للشراء، لا يدفعون أكثر من 40 قرشا للكيلو الواحد، وهو سعر لا يمكنهم من تسديد نفقاتهم.
ودفع انخفاض أسعار أنواع من الفاكهة الصيفية في عجلون، بخاصة العنب، إلى محاولة المزارعين تجفيف كميات منها بطرق تقليدية، سعيا منهم لتسديد نفقات الاعتناء بكرومهم، وتحقيق هامش معقول من الربح.
ويحمل الصيف خيرات كثيرة، تستمر لزهاء 4 أشهر بحيث يمتد موسمها من مطلع شهر حزيران (يونيو) وحتى نهاية أيلول (سبتبمر) من كل عام، وتشمل ثمار العنب والأسكدنيا والتوت والتفاح البري والتين والخوخيات والعناب.
ويؤكد المهندس الزراعي سامي فريحات، أن بيئة المحافظة مثالية لزراعة التين والعنب، مبينا أن كثيرا من المزارعين استصلحوا منذ سنوات مساحات كانت صخرية وغير صالحة للزراعة، لتوفر لهم مردودا ماليا جيدا لزراعتها بأنواع عديدة مثمرة.
ويضيف أن بيئة المحافظة وطقسها المتباين في درجات الحرارة يجعلان موسم الفاكهة الصيفية تنضج مبكرا في المناطق الشفاغورية كراجب وكفرنجة والوهادنة، ومتأخرة نسبيا في المناطق المرتفعة كرأس منيف واشتفينا وصخرة.
ويقول المزارع حابس عنانبة، إن المحافظة تشهد في هذه الأيام نضوج كثير من أنواع الفواكه الصيفية كالعنب والتين والخوخيات والتفاحيات، موضحا أن نضوجها وعرضها دفعة واحدة يتسبب بانخفاص أسعارها، خصوصا في ظل عدم توفر معارض لبيع الإنتاج.
وأوضح أن كثيرا من المزارعين بدأوا يلجأون إلى عرض تلك الفاكهة بالقرب من المواقع السياحية وعلى الطرق المؤدية إليها، ما يتيح لهم بيعها بأسعار معقولة تعوضهم شيئا من نفقات رعاية تلك الأشجار.
وأشار إلى أن تجار الجملة يجتمعون صباحا في الساحات والطرق وطيلة الموسم، لشراء أنواع الفاكهة من المزارعين، بحيث يبيعون بعضها على البسطات للأهالي، بينما ينقلون كميات منها لأسواق خارج المحافظة.
ويقول المزارع محمد عيد، إنه يمتلك كرم عنب، إلا أن إنتاجه، رغم وفرته، لا يغطي نفقاته السنوية من أسمدة و مبيدات وحراثة وأجور عمال وغيرها، مشير إلى أن التجار لم يدفعوا سعرا للكيلو الواحد أكثر من 40 قرشا وأحيانا أقل، ما دفعه للتفكير بعدم بيعه ومحاولة تجربة تجفيفه وتحويله الى “زبيب” يباع بأسعار جيدة.
ودعا الوزارة للاهتمام بهذا الجانب ودعم المزارعين وتدريبهم على طرق حديثة وتجارية لتجفيف الثمار كالعنب والتين والمشمش، وإيجاد “برادات” في المحافظة لحفظ الفائض من الفاكهة.
ويرى المزارع أبو نادر فريحات، أن موجات الطقس الحارة تتسبب بسرعة نضوج العنب، ما يتسبب بزيادة المعروض منه، وتراجع أسعاره، مؤكدا أن أسعار بيعه بـ”الجملة” تراجعت للنصف، إذ كان يباع الكيلو منه في مواسم سابقة بدينار، في حين انخفض حاليا لأقل من 40 قرشا، ما تسبب بخسائر لهم.
وزاد أن ثمار العنب عادة ما تحافظ على أسعار جيدة طيلة الموسم، ما يتيح فرصة للمزارعين باستثمار الموسم طيلة 3 أشهر من دون أن تكون هناك مشاكل تسويقية.
ويشكل موسم الفاكهة، مصدر غذاء ودخل لأبناء المحافظة، خصوصا في ظل ارتفاع أسعار الفاكهة المستوردة، بحيث يستغل الفائض منها لقضاء احتياجات الأسر الأخرى.
وتعد ثمار العنب الأجدى للأهالي، فهي تتوافر بكثرة، كما أن تسويقها في مواسم سابقة أمر سهل عبر قدوم تجار لشرائها من البساتين، أو بمجرد نقلها لتجار جملة في المحافظة لتباع بأسعار جيدة.
وتؤكد مصادر في مديرية زراعة المحافظة، أن الأسعار مرتبطة بالعرض والطلب، مبينة أن الفاكهة الصيفية في عجلون تشهد رواجا جيدا في الأسواق المحلية، بخاصة العنب، التي تنتشر كرومه على مساحات لا بأس بها من الأراضي، مشيرة إلى أنها توفر باستمرار إرشادات للمزارعين وعلاجات ضرورية لمكافحة الآفات الزراعية.
يذكر أن وزارة الزراعة عملت في سنوات سابقة على إيجاد معرض دائم للمنتجات الشعبية العجلونية في إشتفينا لمساعدة المزارعين، خصوصا وأن هذه المنطقة يقصدها الزوار من المحافظات والسياح الأجانب، ما أسهم حينها بتسويق المنتجات العجلونية بيسر وسهولة.
ويرى مزارعون أن هذه الأسواق، تسهم بفتح فرص عمل جديدة لأبناء وبنات المنطقة، إضافة لتشجيع الجمعيات والأسر على زيادة الاهتمام بمنتجاتها، وإنتاج مزيد منها بجودة عالية، مطالبين بإعادة فتح مثل هذه الأسواق بشكل دوري مع بدء كل موسم.
يذكر أن مشكلة التسويق كانت محط اهتمام حوارية عقدتها مؤخرا بلدية عجلون الكبرى ناقشت نتائج الدراسات البيئية والاجتماعية لمشروع سوق ريف عجلون السياحي.
ونظمت البلدية الجلسة الحوارية التشاورية مع عدد من ممثلي المجتمع المحلي لمناقشة النتائج الإجتماعية والبيئية لمشروع سوق ريف عجلون السياحي الذي فازت به البلدية بالمنافسة ضمن (مشروع الخدمات البلدية والتكيف الاجتماعي).
وأكد رئيس البلدية حمزة الزغول، خلال افتتاحه الجلسة، أهمية وضع المشروع على المسار السياحي ضمن الخريطة السياحية لمحافظة عجلون باعتباره مشروعاً ريادياً يسهم في تسويق المنتجات العجلونية والحرف اليدوية التي تنتجها سيدات المجتمع المحلي من مختلف مناطق البلدية، مؤكدا أن المشروع في حال تنفيذه سيسهم في تنشيط الحركة التجارية وتسويق المنتجات الزراعية العجلونية في المنطقة من خلال تعزيز السياحية المحلية، الأمر الذي من شأنه دعم الوضع الاقتصادي وتنمية المحافظة، لافتاً إلى أن المشروع سيعمل على توفير 180 فرصة عمل منها 110 وظائف موسمية و 70 وظيفة دائمة سيتم الإعلان عنها للمواطنين سكان مناطق البلدية بحيث يتم توزيعها بعدالة بين جميع المناطق.
وبينت منسقة المشاريع الابتكارية في وزارة الإدارة المحلية مديرة المشروع المهندسة لما المجالي، أن المشروع يتكون من مرافق عامة وساحات لعرض المنتجات الزراعية العجلونية الموسمية والحرف اليدوية ومحلات بيع دائمة ومكاتب ومبنى الإدارة و كفتيريا ومطعم وقاعات تدريب وساحات خضراء وألعاب للأطفال.
ومن المخطط له أن ينفذ المشروع على قطعة أرض بمساحة 6 دونمات مقابل القرية الحضرية التي تسمى منطقة المطل، ومن المتوقع طرح عطاء التنفيذ في الأسابيع القليلة المقبلة، على أن تتم المباشرة بالتنفيذ بعد مرور 30 يوماً من طرح العطاء بقيمة تمويلية تقدر بمليون دولار مقدمة من دول مانحة عدة بإشراف البنك الدولي.

عامر خطاطبة/ الغد

التعليقات

  1. بس سؤال يقول

    عنب الصحراء ما اله دور في تخفيض سعر العنب

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة