الفيصلي يقترب من التأهل.. والسلط يسعى لإنجاز تاريخي

قطع فريق الفيصلي شوطا كبيرا نحو حسم بطاقة التأهل إلى الدور ربع النهائي لبطولة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بعد أن توج جهوده في المباراة المهمة التي خاضها أمام فريق تشرين السوري بتحقيق الفوز بهدف وحيد، مكنه من الانفراد بصدارة المجموعة الثالثة برصيد 6 نقاط، وبات الفريق بحاجة فقط إلى نتيجة التعادل على أقل تقدير في المباراة التي تجمعه مع فريق الكويت الكويتي في ختام لقاءات المجموعة، والتي تقام يوم غد الخميس.
بطاقة التأهل مرهونة بيد الفيصلي فقط، وهو الفريق الذي اعتاد على حسم مثل هذه المواجهات المصيرية، ولعل الخبرات الواسعة لدى لاعبيه لدليل على قوة الفريق ومقدرته على تحقيق النتيجة الإيجابية أمام الفريق الكويتي، وهذا ما أكده مديره الفني السوري حسام السيد، الذي أشار إلى أن فريقه قادر على التأهل بهمة اللاعبين.
وصول “الأزرق” إلى قمة المجموعة الثالثة بعد الجولة الثانية، لم يكن سهلا، واحتاج فيه الجهاز الفني واللاعبون إلى جهود مضاعفة حتى يتحقق الهدف المنشود، حيث تمكن الفريق من تحقيق الفوز في مستهل مشواره في البطولة على فريق الأمعري الفلسطيني وبهدفين دون رد، قبل أن يدرك الفوز المهم والمطلوب على فريق تشرين السوري بهدف وحيد، بعد أن أهدر له نجمه أحمد العرسان ضربة جزاء في الشوط الأول.
الأداء الفني لفريق الفيصلي بدأ بالتطور تدريجيا ومن مباراة إلى أخرى، وهذا يعود إلى حنكة الجهاز الفني في كيفية التعامل في مثل هذه البطولات المهمة، حيث يعتبر اللقب الآسيوي من طموحات “الأزرق” حيث بدأت هذه الطموحات تظهر مع إطلالة الموسم الحالي، عندما أنجز النادي العديد من الصفقات الناجحة، التي اراحت جماهير الفريق، وعززت من فرص تحقيق الألقاب ولعل أثمنها لقب كأس الاتحاد الآسيوي، والذي يعتبر شريكا رئيسيا مع الفيصلي بعد أن تمكن “الأزرق” من الفوز به مرتين.
مواجهة حاسمة
تعتبر مباراة الفيصلي مع الكويت الكويتي، والتي تجمع بين الفريقين يوم غد على ستاد عمان الدولي، وتحديدا عند الساعة 4 مساء حاسمة ومفصلية، وهي المواجهة التي ستحدد هوية الفريق الذي سيعتلي قمة المجموعة الثالثة، والفوز يعتبر مطلب الفريقين، خصوصا بالنسبة للفريق الكويتي الذي يدخل أجواء المباراة برصيد 4 نقاط حققها من خلال التعادل الذي سيطر على مباراته أمام فريق تشرين السوري 3-3، والفوز الكبير الذي خرج به أمام فريق الأمعري الفلسطيني 4-1، حيث شهدت هذه المباراة تقدم الفريق الفلسطيني بهدف حتى الدقيقة 67، قبل أن يتمكن الفريق الكويتي من قلب الموازين وتسجيل أربعة أهداف انعشت آماله في التقدم نحو المنافسة من جديد على خطف بطاقة التأهل المخصصة لفرق المجموعة الثالثة.
أما بالنسبة للمواجهة الأخرى التي تقام ضمن لقاءات هذه المجموعة، والتي تجمع بين فريقي تشرين السوري والأمعري الفلسطيني وتبدأ عند الساعة 8.5 من مساء يوم غد على ستاد عمان الدولي، فهي فعليا ابتعدت عن الحسابات الرقمية، وتعتبر (تحصيل حاصل) ولا تؤثر نتيجتها على فرص الفريقين في المنافسة على بطاقة التأهل، والتي انحصرت فقط بين فريقي الفيصلي والكويت الكويتي.
ويملك فريق تشرين السوري نقطة واحدة، تحصل عليها من خلال التعادل الإيجابي 3-3 الذي سيطر على مباراته الأولى أمام فريق الكويت الكويتي، وخسر في مباراته الثانية أمام فريق الفيصلي 0-1، فيما يقبع فريق الأمعري الفلسطيني بالمركز الرابع والأخير على سلم الترتيب العام برصيد خال من النقاط، بعد أن خسر مباراتيه أمام الفيصلي 0-2، وأمام الكويت الكويتي 1-4.
السلط يسعى لإنجاز تاريخي
كان بمقدور فريق السلط حسم الصراع على البطاقة المخصصة لفرق المجموعة الثانية، بعد أن أضاع فوزا كان في متناول يديه، ومنح لفريق المحرق البحريني في المباراة الأولى لفرق هذه المجموعة، حيث أهدر لاعبو السلط فرصا لا تصدق، في الوقت الذي تمكن فيه الفريق البحريني من خطف هدف الفوز مع نهاية الشوط الأول، وهو الوصول الأول الوحيد الخطير له طيلة مجريات المباراة.
وأبى فريق السلط أن لا يضيع فرصة المنافسة على التأهل فجاء الموعد في مباراته الثانية أمام فريق الأنصار اللبناني، بعد أن اطمأن على نتيجة مباراة فريقي شباب بلاطة الفلسطيني والمحرق البحريني، والتي تمكن فيها الفريق الفلسطيني من الفوز وقبل موازين وفرص التأهل، والتي عززت من فرص السلط، الذي قدم اداء ولا أروع أمام الفريق اللبناني، فتقدم بهدف النجم محمد الداوود، قبل أن يدرك الفريق اللبناني هدف التعادل من ضربة جزاء مع صافرة نهاية الشوط الأول.
ومع بداية الحصة الثانية ظهر اصرار “السلطية” على التسجيل واضحا، بعد أن فرض لاعبوه سيطرة كاملة على المجريات، في الوقت الذي بدأ التخوف على جهازه الفني وهو يشاهد الكثير من الفرص الخيالية التي تهدر أمام مرمى فريق الأنصار، بيد أن ضربة الجزاء التي احتسبها الحكم في الدقيقة 88 منحت السلط هدف الفوز والتقدم من جديد نحو بوابة المنافسة.
جميع الاحتمالات واردة في ختام لقاءات المجموعة الثالثة، بعد أن تساوت الفرق الأربعة بالنقاط (3) لكل فريق، ففريق السلط مطالب بتحقيق الفوز في مباراته الأخيرة التي تجمعه مع فريق شباب بلاطة الفلسطيني عند الساعة 8.5 من مساء يوم غد على ستاد الملك عبدالله الثاني بالقويسمة، شريطة تعثر فريق المحرق البحريني بالخسارة أو التعادل في المباراة التي تجمعه على ذات الملعب عند الساعة 4 مساء، أمام في حال حقق فريقا السلط والمحرق البحريني الفوز فان بطاقة التأهل ستكون من نصيب فريق المحرق، وذلك بفارق المواجهات بين الفريقين، والحال ينطبق على فريق الأنصار اللبناني الذي يحتاج إلى الفوز على فريق المحرق البحريني، مقابل تعثر السلط أمام شباب بلاطة، ما يعني تأهله إلى الدور ربع النهائي، كما يملك فريق شباب بلاطة فرصة التأهل المرهونة بتحقيق الفوز على نظيره فريق السلط، وتعثر فريق الأنصار اللبناني أمام المحرق البحريني سواء بنتيجة التعادل أو الخسارة.
انسجام وتناغم
ظهر فريق السلط في هذه البطولة بأداء مغاير على المستويات التي قدمها في لقاءات دوري أندية المحترفين، حيث ظهر الانسجام والتناغم واضحا على الأداء الفني الذي قدمه نجوم الفريق في المباراتين أمام فريقي المحرق البحريني والأنصار اللبناني، وهذا يعود بالفضل غلى الجهاز الفني الذي يقوده “المحنك” جمال أبو عابد، الذي اثبت كفاءته وقدراته الفنية في كيفية قيادة الفريق في هذه البطولة، خصوصا وانها تعتبر مشاركة تاريخية للفريق، حيث ظهرت بصمات أبو عابد وجهازه المعاون على التطوير الكبير الذي لازم الفريق، كما أن وقوف الهيئة الإدارية برئاسة خالد عربيات والجهاز الإداري المرافق للفريق ساهم وبشكل كبير على تسهيل مهمة الجهاز الفني واللاعبين، رغم شح الإمكانيات التي يعاني منه النادي كبقية الأندية الأخرى، وهذا يسجل لإدارة نادي السلط على تعاونها الكبير في وصول الفريق إلى هذا المستوى الفني المتطور، والدخول في المنافسة على بطاقة التأهل المخصصة لفرق المجموعة الثالثة وبكل قوة في أول مشاركة للنادي في المحفل الآسيوي الكبير.
أبو عابد: فريقي استحق الفوز
أكد المدير الفني لفريق السلط جمال أبو عابد، أن فريقه استحق الفوز بعدما تغلب على الأنصار اللبناني 2-1.
وقال أبو عابد في المؤتمر الصحفي بعد نهاية المباراة: كما شاهدتم للمباراة الثانية على التوالي كنا نسيطر بصورة ممتازة على الملعب، وكان اللاعبون يقومون بتنفيذ الواجبات المطلوبة منهم.
وأضاف: المباراة أمام فريق الأنصار اللبناني كان فيها شد عصبي وتركيز عال لأن فريقنا كان يحتاج لتحقيق الفوز، ونحمد الله لأن اللاعبين قدموا المطلوب منهم لنحقق الفوز.. وأشكر اللاعبين الذي بذلوا مجهود كبير في المباراتين بغضون أربعة أيام، وأبارك لجماهير النادي على هذه النتيجة.
وكشف أبو عابد: من الصعب معالجة كافة الأخطاء في غضون يومين، ولكننا عملنا بعد المباراة الماضية على معالجة معظم الأخطاء، وتمكن فريقنا من فرض شخصيته على أرض الملعب أمام فريق الأنصار اللبناني.. وعمر فريقنا عامين وهو يمتلك الشخصية والروح كي يصبح من الفرق التي تنافس بقوة حتى على المستوى الآسيوي.
وانجا: نسعى للتأهل
وقال لاعب السلط رونالد وانجا الذي اختير أفضل لاعب في المباراة: فريق الأنصار اللبناني قوي، والمدرب طلب منا أن نتعامل مع المباراة بصبر، وأن نضغط على الفريق المقابل ونحاول استعادة الكرة، وهذا ما منحنا الفوز في المباراة.
وأردف بالقول: سندخل المباراة الثالثة أمام فريق شباب بلاطة الفلسطيني من أجل تحقيق الفوز، حيث أن المنافسة قوية في المجموعة وكل الفرق تمتلك فرصة متساوية في التأهل.
جاسبرت: النتيجة عادلة
في الجهة المقابلة اعترف روبرت جاسبرت مدرب الأنصار بتفوق السلط في المباراة، وقال: أهنئ فريق السلط على الفوز، لعبنا اليوم أمام فريق قوي، وقد بدأوا المباراة بصورة أفضل منا، واحتجنا لبعض الوقت من أجل إيجاد ايقاعنا، وقد كانوا محظوظين في النهاية لتسجيل هدف الفوز.
وأوضح: كنا بحاجة للمزيد من القوة لنحافظ على نتيجة التعادل، ولكن بشكل عام يمكن القول أن النتيجة كانت عادلة.. نحن دائما نعمل على إعداد الفريق من أجل تقديم كرة قدم جيدة، وأنا أركز على إعداد فريقي بغض النظر عن هوية الفريق المقابل، ولكن اليوم السلط لعب بشكل أفضل منا، وهو أمر يمكن أن يحصل في مباريات كرة القدم.
وتابع: كل الفرق في المجموعة تمتلك الآن فرصة متساوية، ولكن نحن يجب أن نركز على المباراة الأخيرة أمام المحرق، حيث أن مباريات الجولة الأخيرة ستكون مهمة وحاسمة لكل الفرق.
السيد: أشكر اللاعبين
شدد حسام السيد مدرب نادي الفيصلي الأردني على أن فريقه لم يحسم بعد بطاقة التأهل لقبل نهائي منطقة الغرب، رغم فوزه على تشرين السوري 1-0.
وقال السيد في المؤتمر الصحفي بعد نهاية المباراة: أشكر اللاعبين على الأداء المميز الذي قدموه، حيث كان مستوانا جيداً وسيطرنا على المجريات وصنعنا عدة فرص، وربما لو سجلنا من ضربة الجزاء لتغير مسار مجريات المباراة وباتت الأمور أسهل علينا في الشوط الثاني، هذا الفوز جعلنا نقترب أكثر من التأهل للدور الثاني.
وكشف: نحن درسنا نقاط القوة والضعف لدى فريق تشرين، وقد استفدنا منها خلال المباراة، وهذا ظهر من خلال عدم حصول على تشرين على أي فرصة على مرمانا طوال المباراة، وقد كنا أفضل بكل شيء في الملعب.
وأضاف: جدول المباريات صعب على كل الفرق، ونحن نحاول بين المباريات أن نعمل على تصحيح الأخطاء، ونركز أيضاً على استشفاء اللاعبين، واليوم حافظ فريقنا على ذات مستوى الأداء حتى النهاية، ولم يتراجع مستوى الأداء لدينا.
وأوضح: مشكلتنا ما زالت في عدم استغلال الفرص، وهو أمر سوف نواصل العمل على معالجته.. نحن لم نتأهل حتى الآن، وهذا أمر أكدته للاعبين بعد المباراة، وسوف نلعب المباراة الأخيرة من أجل تحقيق الفوز.
البحري: لم نستحق الخسارة
في المقابل قال ماهر بحري مدرب تشرين: أنا برأيي الشخصي التعادل كان النتيجة العادلة للمباراة، حيث لم نستحق أن نخسر في مباراة اليوم.
وأردف بالقول: مباراة اليوم كانت تكتيكية، والفيصلي فريق جيد ويلعب على أرضه، ولهذا اعتمدنا على محاولة شن الهجمات المرتدة، ولم يحالفنا التوفيق في الاستفادة منها.
وتابع: أنا كان عندي معلومات عن الفيصلي، وأنا أدرك أنه فريق يمتلك تاريخا كبيرا في البطولة وهذا ما فرض علينا أن نلعب بحذر.
نظام التأهل
حسب التعليمات الصادرة من قبل الاتحاد الآسيوي، فان الفريق صاحب المركز الأول في المجموعات الثلاث يتأهل مباشرة إلى الدور قبل النهائي لمنطقة غرب آسيا، فيما يتأهل الفريق صاحب أفضل مركز ثاني في المجموعات الثلاث، ليكمل عقد الفرق الأربعة المتأهلة.
ويتم احتساب آلية تحديد صاحب أفضل مركز ثان بين المجموعات الثلاث، في حال تساوي أكثر من فريق بالنقاط، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه سيتم شطب نتائج فرق أصحاب المركز الأخير من المجموعتين الثانية والثالثة لكون المجموعة الأولى التي تقام لقاءاتها في العاصمة البحرينية المنامة تضم 3 فرق فقط، حيث سيتم اللجوء إلى فارق المواجهات المباشرة، وفارق الأهداف (له وما عليه)، وصاحب عدد الأهداف الأكثر.

بلال الغلاييني/ الغد

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة