الكرك: جفاف 3 سدود والزراعات الصيفية تواجه العطش

مثل غيرها من السدود الموجودة في المحافظات كافة، تعاني سدود محافظة الكرك، او التي تشترك فيها مع محافظات اخرى، من نضوبها، بعد تدني معدلات الهطل المطري في فصل الشتاء الماضي، الأمر انعكس على ري المناطق الزراعية المرتبط تزويدها بمياه السدود، ما رفع من أصوات المزارعين بالشكوى جراء نقص المياه، بخاصة مع بدء موسم الزراعات الصيفية في منطقة الأغوار الجنوبية، اذ تراجع تزويدها بمياه الري الى مستويات قياسية.
وتضم المحافظة 5 سدود كبيرة، الى جانب 16 سدا وحفيرة ترابية، تتوزع على امتداد المناطق الشرقية الصحراوية، لتشكل نقاطا لتجميع مياه الأمطار.
وبحسب مصادر رسمية وغير رسمية، فان 3 سدود في المحافظة قد جفت وهي: الموجب (28 مليون م3)، وهو من السدود الكبيرة في المملكة، والتنور (15 مليون م3) وسد وادي الكرك (3 ملايين م3). في حين تراجع منسوب سد اللجون (2 مليون م3) الى حد كبير، في حين ان سد وادي بن حماد ما يزال في طور الانشاء.
أما سدود وحفائر المناطق الشرقية، فقد جف جزء كبير منها، فيما بقيتها على وشك الجفاف، وتراوح سعة غالبيتها، قبل وصولها الى هذه المرحلة غير المسبوقة في تاريخ السدود والحفائر بين 20 الف م3 الى 50 الف م3 مياه.
وتنتشر هذه المجموعة من السدود والحفائر، على طوال خطوط القرى في المحافظة من الجهة الشرقية، بمواجهة قرى الغوير والسلطاني والأبيض ومحي وادر والقصر والقطرانة والربة والجديدة واللجون، لتشكل مصدر ري رئيسي للزراعات الصيفية من الخضراوات في تلك المناطق.
ومع الحالة التي وصلتها السدود في المحافظات من تدن لمنسوبها وجفاف بعضها، فإن هذا الأمر انعكس على ري المناطق الزراعية المرتبط تزويدها بمياه السدود، ما رفع من أصوات المزارعين بالشكوى جراء نقص المياه، بخاصة مع بدء موسم الزراعات الصيفية في منطقة الاغوار الجنوبية، اذ تراجع تزويدها بمياه الري الى مستويات قياسية، وفقا لمزارعين كشفوا أن زراعاتهم ومشاريعهم الزراعية الموسمية، تضررت الى حد كبير لنقص المياه.
وأكدوا، ان الموسم الزراعي الحالي من أسوأ المواسم الزراعية على الاطلاق، جراء النقص الكبير في مياه السدود التي تزود مزارعهم بمياه الري.
وفي مثال على واقع السدود والحفائر في المحافظة، فإن المزارع في وادي الموجب والتي تتزود بمياه سد الموجب للري، تعاني من جفاف منذ أكثر من 3 شهور، وهذا بالتالي لم يؤثر على مزارعهم فحسب، بل وعلى نفوق أسماكه، ما دفع وزارة الزراعة الأسبوع الماضي الى فتح بئرين، إحداهما يتبع لها وآخر لوزارة المياه والري، لتغطية احتياجات مزارعي المنطقة.
وزير الزراعة خالد الحنيفات، قال في تصريحات صحفية، إنه سيكون لدينا ما لا يقل عن 10 آلاف بئر تجميعية العام المقبل، لرفد قطاع الزراعة. مضيفا ان “الوضع المائي في المملكة، ما يزال دون الخط الأحمر، ونحن قادرون على تغطية متطلبات المزارعين للشهر المقبل” .
رئيس لجنة المياه والزراعة في مجلس المحافظة سابقا فتحي الهويمل، إن شكاوى المزارعين بشأن نقص مياه الري في اللواء، ناجمة عن تراجع كميات مياه الري للموسم الحالي، لضعف الهطل المطري في الشتاء الماضي، لافتا الى تراجع منسوب سد التنور المائي والذي يعد مصدرا رئيسيا وشبه وحيد للري في الأغوار الجنوبية.
وبين أنه مع بدء موسم الزراعات الصيفية، كانت سعة تقدر بنحو نصف مليون م3 من أصل 16 مليون م3، وبالتالي فإن هذا الانخفاض الهائل في السعة الطبيعية للسد، ألحق ضررا كبيرا بزراعات اللواء الصيفية، وأفقدها مصدرا حيويا لاستمرارها، إذ لم يتوافر مصدر مساند لتفادي خسائر كبرى ستلحق بها، وتوفيره من آبار الأغور الجنوبية.
ولفت الهويمل، إلى أن مساحة الاراضي الزراعية في اللواء، تقدر بـ55 الف دونم، وهي مساحة كبيرة، تحتاج لضبط الري فيها، وتوزيعها على الأراضي بعدالة.
وأشار رئيس جمعية الأغوار الجنوبية عبدالله الرواشدة، الى ان الجمعية خاطبت وزارة المياه وجهات معنية أخرى، حول هذه المشكلة المصيرية التي ما تزال مستمرة منذ سنوات، ولم يجر حلها على النحو الذي ينتشل القطاع الزراعي في اللواء من معاناته التي تتكرر على نحو مستمر تقريبا، بينما تفاقمت في الموسم الحالي. على نحو غير مسبوق.
واكد الرواشدة، ان مزارعين في غور الصافي، يعانون من نقص كميات المياه المخصصة لمزارعهم، وبالذات الكمية المطلوبة للزراعات الصيفية من شبكة مياه سد التنور، مشيرا الى ان ما يرد اليهم من مياه تراجع من 900 لتر/ ثانية إلى 500 لتر/ ثانية.
وقال المزارع علي المشاعلة، ان المزارعين يعانون في كل موسم من انخفاض كميات المياه المخصصة لمزارعهم، ومن ضآلة فترات الضخ للمزارع، وفقا لنظام توزيع الحصص الخاص بسلطة وادي الاردن، موضحا ان الموسم الماضي، شهد نقصا حادا في مياه الري باللواء، بسبب تراجع كميات مياه سد التنور، الذي تعتمد زراعات اللواء على مياهه.
وأشار المزارع علي العمرو، الى ان مزارعين في منطقة وادي الموجب اللواء، يعانون سنويا من شح وصول مياه سد الموجب الى مزارعهم، لافتين الى تراجع مستويات تخزينه للمياه منذ اكثر من 5 سنوات، بسبب تراجع كميات الهطل المطري في المنطقة والاودية القريبة منه.

هشال العضايلة/ الغد

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة