“المدارس الحقلية” في عجلون.. هل تنجح بدعم الزراعات الحديثة؟

يقترح مزارعون وناشطون في محافظة عجلون أن يتم تعميم تجربة المدارس الحقلية التي تقدم الدعم والإرشاد للمزارعين وتوجيهها نحو مشاريع الزراعات الحديثة كزراعة الفاكهة الاستوائية، بالتوازي مع الزراعات التقليدية، لما لهذه الأنواع من مردود اقتصادي جيد، وسهولة في عملية التسويق.
واعتبروا أن طبيعة المحافظة تتلاءم وكثيرا من أنواع هذه الزراعات، كما أن رعايتها والعناية بأنواع كثيرة منها تحتاج إلى تكاليف وجهد أقل مقارنة بالزراعات التقليدية السائدة.
وتعد المدارس الحقلية إحدى المشاريع التي تستهدف صغار المزارعين والأسر الريفيّة ذات الدخل المحدود ومربي الثروة الحيوانيّة وغالبيتهم يحتاج الى الدعم الفني والتدريب العملي لإنجاح مشروعاتهم الخاصّة والمتعثرة في أغلب الأحيان.
ويقول المزارع محمد أبو أسامة إن تنوع مناخ المحافظة يجعلها صالحة لمختلف أنواع الزراعات الحديثة، كأنواع عديدة من الفاكهة الاستوائية ذات الجدوى الاقتصادية العالية، مقترحا بأن يتم توجيه الدعم لهذه الأنواع من الزراعات من مختلف الجهات المانحة والداعمة، سيما مشروع المدارس الحقلية، وحتى لا تبقى المحافظة محرومة من هذه الزراعات، مؤكدا أنه يفكر جديا بزراعة قطعة أرض له يقوم باستصلاحها حاليا لاستثمارها في الزراعات الحديثة.
وتعد هذه الأنواع من الزراعات الحديثة، كأنواع من الفاكهة الاستوائية مجدية، وتدر دخولا تفوق أضعاف الدخل الذي يجنيه المزارعون من الزراعات التقليدية التي يعتمد عليها مزارعو المحافظة كالزيتون والعنب واللوزيات، وأنواع دارجة من الفاكهة الصيفية كالتفاح والرمان والتين.
وكان عدد محدود من المزارعين والمختصين بالزراعة أثبتوا نجاح هذا النوع من الزراعات الحديثة بالتجربة في عدد من مناطق المحافظة، التي تعد بيئة مثالية لنجاحها.
المهندس الزراعي المشرف على إحدى المزارع المختصة بهذا النوع من الزراعات الحديثة زكي الياسين، أكد أن مختلف أنواع الفاكهة الاستوائية الأصل والتي زرعت في المزرعة بمنطقة راجب الدافئة نجحت، وأصبحت منتجة على نحو ممتاز، لافتا إلى أن المزرعة، تضم أنواعا متعددة، كالمانجا والأفوكادو والبابايا والمورينجا والكيوي والقشطة، كما زرع الكستناء والبندق في مناطق ذات طقس بارد في عبين وسامتا وصخرة، ونجحت هي الأخرى.
وبين أن لديه مشتلا لمختلف هذه الأصناف، قائلا “نعمل على توعية المزارعين الراغبين بزراعتها بأفضل الطرق لرعايتها، إذ أنها ستعمل في حال تعميمها على إحداث نقلة نوعية للمزارعين”.
ويقول المزارع أحمد عبدالرحمن إن توجههم لهذه الزراعات، يحتاج إلى الدعم الرسمي، كتقديم المنح والقروض، والتأهيل وعقد الورش التدريبية، وضمان التوجيه والإرشاد والنصح من كوادر وزارة الزراعة، باعتبارهم يجهلون الكثير عن طرق الرعاية المثلى لهذه الأنواع من الثمار، رغم يقينهم أنها ناجحة ومردودها المادي كبير، ولا يقارن بأنواع الزراعات التقليدية الدارجة لديهم، كالزيتون والعنب والأسكدنيا، والتي باتت تواجه الكساد وانخفاض أسعارها في مواسمها.
يذكر أن المساحات الزراعية المستغلة في المحافظة، وفق ارقام مديرية الزراعة، أكثر من 100 ألف دونم، بحيث يوجد منها 82 ألف دونم مزروعة بالزيتون، و21 ألف دونم مزروعة بأنواع الزراعات التقليدية كالحمضيات والعنب والفاكهة، فيما تبلغ مساحة الأراضي الحرجية 34 % من مساحة المحافظة البالغة 419 كلم 2.
ويقول المزارع مروح شويات إن المساحات الزراعية في المنطقة الشفاغورية قرب سد كفرنجة، والتي تصلح لأنواع عديدة من الزراعات الحديثة، ما تزال تستغل منذ عشرات السنين بزراعة انواع متعددة من الخضراوات والحبوب، التي تعد ذات جدوى اقتصادية متدنية، مؤكدا أن كثيرا من المزارعين لا يعرفون شيئا عن طرق زراعة أنواع الفاكهة الاستوائية ورعايتها، ما يستدعي من الجهات المعنية ضرورة تشجيعهم على هذه الأنواع من الزراعات الحديثة، وذلك بتوفير الدعم والمنح والغراس والعلاجات، وعقد الدورات لتعريفهم بالطرق المثلى لرعايتها، من حيث كميات المياه والظروف الجوية وأنواع الأسمدة والعلاجات وطرق القطاف وأوقاتها.
وقال رئيس قسم الثروة النباتية في مديرية زراعة عجلون، المهندس معاوية عناب، إن هناك توجها رسميا لدعم الأنواع من الزراعات الحديثة وذات الجدوى الاقتصادية، مؤكدا أن المديرية تعمل باستمرار على توجيه النصح والإرشاد للمزارعين، للتوجه الى هذه الأنواع من الزراعات التي تتلاءم وتنوع المناخ والبيئة في المحافظة، بين الباردة والمعتدلة والدافئة.
وبين أن المديرية وبمختلف أقسامها، تعمل على تدريب وتأهيل كوادرها لمعرفة أدق التفاصيل بمختلف أنواع الزراعات الحديثة والمشاريع الزراعية ذات الجدوى والفائدة للمزارعين.
ولفت إلى قصص نجاح في الزراعات الحديثة التي تتابعها كوادر مديرية الزراعة في مناطق مختلفة بالمحافظة، معربا عن أمله بأن تشهد المحافظة مستقبلا، عدة مدارس حقلية تختص بهذه الأنواع من الزراعات الحديثة، وأن تعم مختلف المناطق، لتنعكس إيجابا على توفير المردود الجيد للمزارعين وتوفير فرص العمل للشباب.
إلى ذلك، قال مدير زراعة محافظة عجلون المهندس حسين الخالدي، إن المديريّة تولي مشاريع المدارس الحقلية اهتماماً كبيراً كونها تستهدف صغار المزارعين والأسر الريفيّة ذات الدخل المحدود ومربي الثروة الحيوانيّة وغالبيتهم يحتاج الى الدعم الفني والتدريب العملي لإنجاح مشروعاتهم الخاصّة والمتعثرة في أغلب الأحيان.
وبين أن مشاريع المدارس الحقليّة في المحافظة تشمل مشروع التنمية الاقتصاديّة الريفيّة والتشغيل الذي تنفذه المؤسسة الاردنيّة لتطوير المشاريع الاقتصاديّة ( جيدكو ) بالشراكة مع مؤسسة نهر الأردن والمركز الوطني للبحوث الزراعيّة والجمعيّة الأردنيّة لمنتجي ومصدري الخضار والفاكهة الاردنيّة وبتمويل من الصندوق الدولي للتنمية الزراعيّة ومشروع الاستثمار في المجترّات الصغيرة وانتشال الأسر الريفيّة من الفقر الذي تنفذه وزارة الزراعة الاردنيّة بالتعاون مع مؤسسة نهر الأردن وبتمويل من الصندوق الدولي للتنمية الزراعيّة.
وبين الخالدي انه تم انشاء مدارس حقليّة في المحافظة تركزت على زراعة العنب والزيتون والرمان والتفاح والنباتات الطبيّة والعطريّة والزعتر الأخضر والباميا التصديريّة، والفلفل والخيار صغير الحجم والبندورة الكرزيّة، بحيث تنوعت أساليب التصنيع الغذائي بين التخليل والتجفيف والمربيات والعصائر والزعتر التصنيعي، وملبن الرمان وخبيصة العنب وخبيصة الرمان والكاتشاب والشطّة.
وبين أن المديرية تنفذ هذا العام 10 مدارس حقليّة وتصنيع غذائي توزعت على جمعيات تعاونيّة وخيريّة وتجمعات مزارعين لا يقل عددهم عن 300 مستفيد في مختلف مناطق المحافظة، معربا عن أمله بأن تتوسع هذه المدارس لتشمل دعم أنواع الزراعات الحديثة.

عامر خطاطبة/ عامر خطاطبة

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة