المقاومة تنتصر وتعيد قضية فلسطين لأجندة العالم

أعلنت حركة حماس “الانتصار” على الاحتلال الإسرائيلي في نزاعها معه على مدار 11 يوما.
وخلال احتفال للحركة شارك فيه الآلاف من أنصارها في مدينة غزة فجر أمس إثر دخول اتفاق لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ، احتشدوا رافعين رايات حماس ومرددين هتافات مؤيدة للحركة ومناهضة لدولة الاحتلال، قال القيادي الكبير في الحركة خليل الحية، إن “هذه نشوة النصر”.
وأضاف “نقول لأهلنا الذين دمرت بيوتهم والذين شردوا، سنبني البيوت التي دمرها الاحتلال وسنعيد البسمة”.
وتابع “نقول للعدو الذي يدعي الانتصار، أيها العدو لقد انتصرت على أشلاء الأطفال والنساء”.
من جهته أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أمس الاستعداد لما بعد المواجهة العسكرية الأخيرة مع إسرائيل.
وقال في كلمة متلفزة بثت عبر فضائية الأقصى التابعة لحماس “أوجه الشكر للذين قدموا المال والسلاح للمقاومة الباسلة، إيران، لم تبخل عن مد المقاومة بالمال والسلاح والتقنيات”.
وأضاف “ما بعد معركة سيف القدس ليس كما قبلها، سنحضر أنفسنا لمرحلة بعد سيف القدس بكل ما تعنيه الكلمة من معنى”.
وقال “نعتبر هذه المعركة قفزة نوعية بتاريخ “الصراع” ونقطة تحول كبيرة جدا، سيقرأها كل صناع القرار بداخل العدو”.
وقال هنية من الدوحة “أزف لكم هذا النصر العظيم الذي سجلته المقاومة الباسلة”.
وبين أن “المقاومة لن تتراجع ولن تتوقف في أي لحظة من اللحظات، وستواصل زحفها نحو القدس”.
وتعهد أن قيادة حركته “مع كل الخيرين في العالم، سنعيد بناء ما هدم الاحتلال وسنرمم القدرات، ولن نتخلى عن التزاماتنا وواجبنا تجاه أهالي الشهداء والجرحى والبيوت المدمرة”.
وقال الحية في كلمته في حين كانت الحشود تردد هتافات من مثل “ضربنا تل أبيب” و”حط السيف قبال السيف، نحن جنود محمد الضيف”، (القائد العام لكتائب القسام، الجناح العسكري للحركة).
وعلى وقع تكبير الحشود، أضاف القيادي في الحركة التي تسيطر على قطاع غزة “نحن نحتفل بهذا النصر، ونقول للاحتلال إن عدتم عدنا”.
وذكر الحية بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “قال “سيدمر الأنفاق على مقاومتنا”، وأنا أقول له اليوم إن “المجاهدين الآن يتبخترون في الأنفاق”. نعم مجاهدونا اليوم يسرحون ويمرحون في أنفاق العزة والكرامة”.
وفي الساعة الثانية من فجر أمس دخل حيز التنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار توصلت إليه بوساطة مصرية إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بعد 11 يوما من تصعيد عسكري هو الأعنف بينهما منذ 2014 وأوقع عددا كبيرا من القتلى، غالبيتهم فلسطينيون.
وفي الدقائق الأولى لبدء سريان الهدنة عمت الاحتفالات قطاع غزة حيث أطلقت الأعيرة النارية في الهواء ابتهاجا، في حين لم تسمع في الجانب الإسرائيلي أي من صافرات الإنذار التي ظلت على مدى 11 يوما تدوي لتحذير السكان من أكثر من 4300 صاروخ أطلقتها الفصائل الفلسطينية من القطاع المحاصر باتجاه دولة الاحتلال.
وبدأ القتال بين الجانبين في العاشر من الشهر الحالي بعد إطلاق حماس صواريخ على القدس المحتلة تضامنا مع الفلسطينيين الذين كانوا يخوضون منذ أيام مواجهات مع الاحتلال في القدس الشرقية وباحات المسجد الأقصى، ما تسبب بإصابة أكثر من 900 منهم بجروح. وجاءت تلك المواجهات على خلفية التهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية لصالح مستوطنين صهاينة.
وتسبب قصف الاحتلال العنيف على قطاع غزة بدمار هائل، إذ أسقطت أبنية بكاملها ولحقت أضرار جسيمة بأخرى وبالبنى التحتية. وأعلنت الحكومة التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة أن الخسائر الأولية جراء القصف الإسرائيلي الجوي والمدفعي بلغت 150 مليون دولار أميركي.
وقال جيش الإحتلال إنّ حماس وفصائل أخرى في غزة أطلقت أكثر من 4300 صاروخ باتجاه إسرائيل، اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية “غالبيتها”.
ومنذ العاشر من الشهر الحالي أستشهد جراء القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي على قطاع غزة 232 فلسطينيا بينهم 65 طفلا ومقاتلون نعتهم حماس، كما أصيب 1900 آخرين بجروح.
في المقابل، تسببت صواريخ أطلقتها حماس وغيرها من الفصائل المسلحة من قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية بمقتل 12 إسرائيليا، بينهم طفلان وجندي، وإصابة 336 آخرين بجروح.
وبحسب محللين نجحت حركة حماس ولو رمزياً، في إعادة النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني إلى صدارة الاهتمامات الدولية.
من جهتها رحبت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقالت في بيان أمس إن شعبنا بصموده واستبساله في الدفاع عن أرضه، سجل ملحمة أخرى من ملاحمه البطولية، التي لم تتوقف منذ حاول الغزاة سرقة البلاد.
وأضافت أن شعبنا في كافة أماكن تواجده، يقف وقفة واحدة في معركة الدفاع عن القدس والمقدسات وعن الأرض والبلاد، وسيواصل نضاله مهما كان الثمن حتى تحقيق تطلعاته بالحرية والعودة والاستقلال.
واعتبرت فتح أن الهبة الجماهيرية والفعاليات الكفاحية ومواجهة الاحتلال على كل الجبهات، اسناد لصمود أهلنا في القدس المحتلة بما فيها المسجد الأقصى المبارك وحي الشيخ جراح الذين يريد الاحتلال تهجيرهم مهمة.
وشددت على أن هذه الفعاليات ستتواصل حتى تنتصر إرادة شعبنا، لإجبار الاحتلال على التراجع عن إجراءاته الإجرامية في المسجد الأقصى، وبحق أهلنا في الشيخ جراح.
وتابعت: سنقف بقوة وصلابة أمام الاعتداءات على المسجد الأقصى، وكل الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية.
وأكدت أنه رغم توقف العدوان، إلا أن الاحتلال لن يفلت من العقاب لما ارتكبه بحق أبناء شعبنا في غزة من مجازر ومذابح وهدم وقتل.
من جهته هنأ حزب الله اللبناني أمس الفصائل الفلسطينية بما وصفه “الانتصار التاريخي” على إسرائيل بعد بدء سريان وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وقطاع غزة.
وقال الحزب الذي خاض مع إسرائيل في 2006 من جنوب لبنان حربا مدمرة، “يبارك حزب الله للشعب الفلسطيني البطل ومقاومته الباسلة الانتصار التاريخي الكبير الذي حققته معركة سيف القدس على العدو الصهيوني ويوجه التحية بالخصوص إلى المجاهدين المقاومين وإلى الشهداء والجرحى وعائلاتهم”.
كما بارك في بيان لـ”قيادة فصائل المقاومة الفلسطينية”، قائلا “لقد كسرت المقاومة في هذه الجولة البطولية من المواجهة معادلات قديمة عمل العدو على تثبيتها بالحديد والنار والمجازر وأنشأت قواعد جديدة سوف تمهد للانتصار الكبير القادم”.
واعتبر أن “المقاومة الفلسطينية” أعادت “الحياة إلى القضية مجددا”، و”سوف يكون لهذا الانتصار، انعكاسات استراتيجية وسياسية وثقافية بالغة الأهمية على مستقبل “الصراع” في المنطقة”.
ورحب الاتحاد الأوروبي أمس بوقف إطلاق النار بين الجانبين وتعهد بتعزيز الجهود من أجل “حل سياسي” طويل الأمد لحل الأزمة.
وقال وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل في بيان إن التكتل “يرحب بوقف إطلاق النار المعلن الذي ينهي العنف في غزة وما حولها”، معبرا عن “إشادته بمصر وقطر والأمم المتحدة والولايات المتحدة وغيرها ممن لعبوا دورا في تسهيل ذلك”.
وأضاف “نحن مصدومون ونشعر بالأسف للخسائر في الأرواح خلال الأيام الـ11 الماضية، كما يؤكد الاتحاد الأوروبي باستمرار الوضع في قطاع غزة غير قابل للاستمرار منذ فترة طويلة”.
وشدد البيان على أن “الحل السياسي وحده هو الذي سيحقق السلام الدائم وينهي النزاع الفلسطيني الإسرائيلي برمته”.
وقال بوريل إن “إعادة توجيه الأفق السياسي نحو حل الدولتين تبقى الآن ذات أهمية قصوى، والاتحاد الأوروبي على استعداد لتقديم الدعم الكامل للسلطات الإسرائيلية والفلسطينية في هذه الجهود”.
وأكد أن “الاتحاد الأوروبي يجدد التزامه مع الشركاء الدوليين الرئيسيين بما في ذلك الولايات المتحدة وشركاء آخرين في المنطقة وكذلك اللجنة الرباعية للشرق الأوسط التي أعيد تنشيطها لتحقيق هذه الغاية”.
كما رحبت ألمانيا على لسان وزير خارجيتها هايكو ماس أمس بوقف إطلاق النار.
وأعتبر ماس في تغريدة على تويتر “إنه لأمر جيد أن يطبق وقف لإطلاق النار، ولم يعد يسقط ضحايا”.
وأضاف “علينا الآن معالجة الأسباب وإعادة بناء الثقة والتوصل لحل للنزاع في الشرق الأوسط”.
كما رحبت فرنسا بوقف إطلاق النار، ودعت إلى استئناف “عملية سياسية حقيقية” لتسوية “الصراع” الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان “أرحب بوقف الأعمال العدائية الذي دخل حيز التنفيذ الليلة الماضية” مشيدا بـ”الدور الأساسي لمصر” في تحقيق ذلك.
وشدد على أن “التصعيد في الأيام القليلة الماضية يؤكد الحاجة إلى إعادة إطلاق عملية سياسية حقيقية بين الطرفين”.
وأضاف أنه يجب استمرار التهدئة الآن “من خلال ترتيبات مستدامة لوقف إطلاق النار” و”السماح بإعادة تدخل إنساني” خصوصا في غزة.
وتابع “التصعيد الذي حصل في الأيام القليلة الماضية، يؤكد الحاجة إلى إعادة إطلاق عملية سياسية حقيقية بين الطرفين بدعم دولي مناسب، مضيفا أنه بدون هذا الدعم فإن حلقات العنف ستتكرر”.
وجدد تأكيده أن “فرنسا عازمة على لعب دورها كاملا في هذه الجهود بالتنسيق مع شركائها الدوليين”.
وأعلنت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا “عن ارتياح موسكو لوقف اطلاق النار، مضيفة أنه “خطوة مهمة لكنها غير كافية.
وقالت علينا لتجنب تكرار المواجهة العنيفة، تركيز الجهود الدولية والإقليمية على استئناف مفاوضات سياسية مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.
المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان قال إن “بلاده ترحب بوقف إطلاق النار وتأمل أن يلتزم الطرفين بشكل جدي به ووقف العنف”.
وأضاف “على المجتمع الدولي أن يعمل على استئناف محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وأن يتوصل لحل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين”.
وكتب وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب في تغريدة على تويتر قبل أقلّ من ساعة من دخول الاتفاق حيّز التنفيذ إنّ “نبأ وقف إطلاق النار موضع ترحيب، ويجب على جميع الأطراف العمل على استدامته وإنهاء دورة العنف غير المقبولة وخسارة أرواح المدنيين”، مشدّداً على أنّ “المملكة المتّحدة تواصل دعم الجهود الرامية لإحلال السلام”.
كما رحب البابا فرنسيس باتفاق وقف اطلاق النار وحض الكنيسة الكاثوليكية باسرها على الصلاة من أجل السلام.
ودعا البابا إلى أن “تتضرع الجماعات كافة إلى الروح القدس كي يجد الإسرائيليون والفلسطينيون درب الحوار والمغفرة، ولكي يكونوا بناة صبورين للسلام والعدالة”.
من جهته نادى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بتحميل إسرائيل المسؤولية عن ما ارتكبته من “جرائم” في غزة.
وقال بيان إن “إعلان التهدئة في غزة لا يعني عدم المحاسبة على الجرائم التي ارتُكبت خلال هذه الجولة الدامية، والتي شكل الأطفال والنساء في غزة نصف ضحاياها، فضلا عن تعرض البنية الأساسية في القطاع لدمار مروع”.
ورحبت الكويت بوقف اطلاق النار مؤكدة في بيان لخارجيتها ان الاتفاق “يعد خطوة في طريق حقن دماء الأشقاء الفلسطينيين وإنهاء العنف” مضيفة ان “تحقيق سلام واستقرار دائمين في المنطقة يتطلب تضافر الجهود الدولية لاستئناف عملية السلام في الشرق الاوسط”.
واعلن في القطاع أنه تمّ انتشال جثث خمسة شهداء وعشرة ناجين أمس من تحت أنقاض نفق في منطقة خان يونس قصفه طيران الاحتلال خلال المواجهات.
وعم الهدوء أرجاء القطاع فيما بدأ العديد من السكان العودة لمنازلهم رغم العديد منها استحال انقاضا.-(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة