المكتبة الوطنية ندوة نقدية تتأمل «البناء الدرامي في أدب وليد سيف»
أقيم في المكتبة الوطنية، مساء يوم الاثنين الماضي، ندوة بعنوان «البناء الدرامي في أدب وليد سيف « نظمها رابطة الأدب الإسلامي العالمية وشارك فيها الأستاذ الدكتور عماد الضمور، الدكتور عمر ربيحات والباحثة شذى فاعور وأدار الندوة الدكتور عبدالله الخطيب في القاعة الرئيسية بالمكتبة الوطنية.
قال د. الضمور إن وليد سيف منح البناء الدرامي للأدب العربي قيمة فنية وجمالية وفكرية وإنسانية عميقة، فقد هدف في أعماله الدرامية إلى التأثير والإقناع معاً وأحكم بناء الشخصيات المركبة وأجاد تطورها وفق حبكات تربط أجزاء العمل الفني وتدفع به إلى تصاعد دائم بواسطة صراعات داخلية وخارجية ينبني عليها الحوار والوصف والاستدعاء للتاريخ.
وبين أن سيف قد نجح في بناء الشخصيات وعوالمها الداخلية ودوافعها ومسوغات سلوكها ومواقفها فضلاً عن الفضاء الاجتماعي الذي ترصده المدونات التاريخية بل ينبني من تجربة معاصرة ومن معاناة جمعية لجيل لا ينتهي ولا يهزم أيضاً.
كما بين أن أعماله الإبداعية لها صدى لكل الأحداث التي تحياها الأمة متجاوزة رؤيتها التاريخية إلى التنبؤ بما سيحدث، وكان لاستحضاره للشخصيات التاريخية والقومية في نصه الأدبي مادة معرفية مهمة ينعكس من خلالها الإنجاز السردي مما جعل من إبداعه مفتتحاً سردياً ذا طابع حكائي حواري وميراثاً وجدانياً ومعرفياً مشتركاً بينه وبين الجمهور وبشكل قادر على إيقاظ الذاكرة الوجدانية والجمالية للمتلقي.
واختتم ورقته بوصف أعمال سيف بأنها ليست مجرد سرد تسجيلي للوقائع وإنما هي أعمال أدبية درامية مرئية تتوسل المادة التاريخية لمخاطبة العقل والوجدان والذائقة دون إخلاء بالنسق التاريخي أو تحريف لمفاصلة الراجحة في معالجة درامية وأدبية وإنسانية مؤثرة.
وتحدث د. ربيحات عن التأثير الثقافي المجتمعي الذي خلقته تلك الأعمال في الوجدان العربي؛ إذ إن أعمال سيف عابرة للبحار متجاوزة حدود المكان لعوامل عدة ان النص الدرامي يقف على رأس الهرم إلى جانب الإخراج الفني المميز، فقد شكل سيف حالة فريدة من الإبداع الدرامي العربي؛ إذ لاقت أعماله الأدبية قبولاً واسعاً طولاً وعرضاً في الساحة الدرامية العربية. وأشار إلى أن سيف تمكن من اقتناص الفكرة التي يريد بثها في ثنايا أعماله بذكاء الى الجمهور لخلق حالة ثقافية في الوعي الجمعي العربي مستغلاً اللحظة الراهنة لهذا الوعي المتعطش دائماً لفهم واقع الأمة من خلال محاكاة التاريخ والإرث الثقافي الذي هو لبنة من لبنات الحاضر.
وتحدثت فاعور والتي أنتجت كتاباً رصيناً عن الدراما وعناصرها وبنائها في أعمال سيف وأثرها الدرامي من حيث الفكرة والحبكة والأحداث والشخصيات واللغة والحوار والزمان والمكان، لما للبناء من دور في إقناع المتلقي بالنص المقروء أو المشاهد ولما لعناصره من حبكة وحوار وشخصيات وزمان ولغة في دعم فلسفة الإقناع، فالحوار يهدف إلى إيصال الأفكار وله دور في صناعة الدراما وتكوين النص الدرامي، كما أن للشخصيات الرئيسية والفرعية دورا كبيرا في دعم بعضها بعضاً ورفد النص بما يلزمه ليكون نصاً إقناعياً.
وأضاقت إن من أهداف الكتاب بيان مفهوم البناء الدرامي وبيان دور الكاتب سيف في تحقيق عناصره في أعماله الأدبية، كما ناقش الكتاب بنية الصراع وأشكاله في الأعمال المختارة ويعرض للصراع السياسي، وأضافت أنها تناولت في كتابها ثلاثة أعمال لسيف ابتداءً بالتغريبة الفلسطينية، ومتلقى البحرين ومواعيد قرطبة.
نضال برقان/ الغد
التعليقات مغلقة.