النفايات.. فاتورة صيفية تدفع ثمنها أحراج عجلون

عجلون- مع عودة التنزه المتوقعة بقوة خلال الأيام القليلة القادمة بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، وتوقع تزايد واستمرار نشاطها طيلة أشهر الصيف، تجد الجهات المعنية نفسها مجددا أمام تحدي الطرح العشوائي لمخلفات المتنزهين.
وبدأت هذه الجهات، رغم محاولاتها بكل الطرق للقضاء عليها، بالإعراب عن قلقها من حدوث هذه الظاهر مجددا، محذرة من آثارها البيئية والصحية، وتأثيرها السلبي على التنمية السياحة التي تعول عليها المحافظة مع موعد تشغيل التلفريك في حزيران القادم، مؤكدة أن القضاء عليها يحتاج إلى تشاركية.
وتعاني المحافظة التي تتميز بتنوعها البيئي، وانتشار الغابات والمتنزهات الطبيعية على أراضيها، لتشكل رئة الأردن الخضراء، من مشكلة تتسبب بهدر قيمتها البيئية، وهي مخلفات المتنزهين، التي تتسبب بإيذاء البيئة العجلونية، بخاصة في فصلي الربيع والصيف، وتضاعف من أعباء بلديات المحافظة ومؤسساتها البيئية التطوعية.
الناشطة سهير القضاة تقول إنها تلاحظ أن مناطق التنزه باتت نظيفة من أي مخلفات متنزهين خلال شهر رمضان المبارك، وذلك لتوقف الرحلات، مؤكدة أن الحفاظ عليها نظيفة يتطلب وعيا من قبل المتنزهين، وزيادة الجهود التي تبذلها البلديات والسياحة، وتزويد مناطق التنزه بأعداد كبيرة من الحاويات، وتغليظ العقوبة على المخالفين.
الناشط البيئي خالد عنانزة، قال إن مناطق التنزه والغابات، تعاني أثناء فترات التنزه، من تراكم مخلفات الزوار، برغم تنفيذ حملات تطوعية عديدة لإزالتها، مؤكدا تخصيص مساحة مناسبة من أراضي الخزينة، لإقامة متنزهات سياحية عليها، ضمن أماكن محددة وسط الغابات، تتوافر فيها حاويات ومستوعبات، سيسهم بالحد من السياحة العشوائية في تلك المناطق ويحافظ عليها.
ويوضح مدير محمية غابات عجلون عثمان الطوالبة، التأثير السلبي للمخلفات على الأشجار الحرجية والمثمرة والزراعات المختلفة، لتعقد عملية تحللها، ولما تشكله من بيئة جاذبة للحشرات والآفات، تشوه المكان وتدمر البيئة، داعيا إلى تنظيم التنزه، وتحديد أماكنه، لتتمكن البلديات والجهات المعنية من متابعته والحفاظ على نظافته، مشيرا إلى أن مناطق سياحية عديدة، أصبحت عرضة للتلوث بسبب هذه المخلفات التي يتركها متنزهون في أماكن تنزههم، دون أن يدركوا خطورة ما يرتكبونه على البيئة.
يذكر أن الغابات في رأس منيف واشتفينا وعرجان، وغالبية مناطق التنزه، تتعرض للتشوه جراء هذه المخلفات، ما يدفع فرقا تطوعية عديدة لنشر الوعي بين المتنزهين، وعمل حملات نظافة جرت العادة أن يتم خلالها جمع أطنان من النفايات من وسط الغابات.
رئيسا بلدية عجلون الكبرى وكفرنجة الجديدة، حمزة الزغول وفوزات فريحات، أكدا أن بلدياتهما تعملان بأقصى طاقة للحفاظ على مواقع التنزه نظيفة من أي مخلفات من خلال وضع الحاويات والمستوعبات وجمعها على مدار الساعة من قبل الضاغطات، ودعم ومشاركة الفرق التطوعية في تنفيذ حملاتها.
وزادا أن بلديات المحافظة والبيئة والزراعة، تنظم دوريا حملات نظافة شاملة بالتعاون مع مختلف الفاعليات، تشمل مناطق التنزه والاصطياف والمواقع السياحية والأثرية، لحماية البيئة في المناطق السياحية التي يرتادها الزوار، وإدامة نظافتها ووضع مخلفات التنزه في مستوعبات ونقلها إلى المكبات.
وطالبا وزارة البيئة بضرورة اتخاذ سبيل الحفاظ على المناطق السياحية والموروث البيئي من خلال دعم البلديات لإقامة مشاريع صديقة للبيئة تعتمد على الطاقة المتجددة، وتفعيل الشراكة وتحمل جزء من الدور الحقيقي لوزارة البيئة من خلال الرقابة ومتابعة المناطق التي تقع خارج التنظيم أو خارج حدود البلديات في سبيل أن تبقى مناطق نظيفة بيئيا وجاذبة للسياحة.
وأكدا ضرورة قيام كافة الجهات والوزارات المعنية بدورها وممارسة واجباتها تجاه تنمية محافظة عجلون والتي تتميز بنشاط سياحي لافت خصوصا في فصلي الربيع والصيف وعدم السماح للمتنزهين بالممارسات السلبية من رمي النفايات ومخلفات التنزه بشكل عشوائي تحت الأشجار أو على جوانب الطرق من خلال ايجاد قوانين رادعة بهدف الحفاظ على الواقع البيئي والقيام بواجباتهم تجاه البيئة بهدف نشر الوعي البيئي في المجتمع.
وزير البيئة معاوية الردايدة وخلال مشاركتة مؤخرا بجلسة حوارية حول البيئة والصحة في محافظة عجلون، أقر بأن هذه الظاهرة موجودة في مواقع التنزه، مؤكدا أن القضاء عليها يتطلب جهودا تشاركية بين مختلف الأطراف، وزيادة الوعي لدى المتنزهين بخطورة هذه الممارسات على البيئة والصحة.
وزاد أن هناك عقوبات وغرامات مشددة سيتم تطبيقها بحزم على المخالفين والذين يلقون مخلفاتهم في مواقع التنزه، لافتا إلى أن الوزارة ستوزع قريبا وبالتعاون مع البلديات آلاف الحاويات لنشرها في مواقع التنزه.
وقال إن الحفاظ على المواقع السياحية، يحتاج لجهد وطني جماعي، لحماية الغابات والطبيعة الجميلة والأشجار الحرجية، ما يتطلب نشر ثقافة الوعي البيئي والتطوع من الجمعيات البيئية والتطوعية، والاستمرار بتنظيم حملات بيئية جماعية عند الحاجة.

عامر خطاطبة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة