انتشار للمسابح غير المرخصة بعجلون.. وتساؤلات عن التزامها بعناصر السلامة
يثير الانتشار اللافت مؤخرا لعشرات المسابح كمشاريع سياحية مدرة للدخل في محافظة عجلون، تساؤلات حول مدى جاهزيتها والتزامها باشتراطات السلامة والصحة العامة.
وتصنف هذه المسابح ما بين الواقعة كأحد المرافق ضمن المشاريع السياحية المرخصة، أو تلك المسابح غير المرخصة، كالمنتشرة في المزارع والمنازل الخاصة، في وقت توضح “السياحة” أن المسابح لا تصنف وحدها كمنشأة سياحية، ما لم تكن ضمن مرافق أخرى في المشروع السياحي المرخص له كالفنادق والمخيمات السياحية، مؤكدة أن قضايا السلامة العامة فيها تقع ضمن اختصاص جهات أخرى.
ويرى سكان وفاعليات أهلية مهتمة بأن انتشار المسابح والترويج لها يجب أن يخضع لعدة معايير وان يتوفر بالمسابح عناصر السلامة والصحة العامة، من تواجد منقذين ومسعفين، وأمور النظافة والتعقيم.
في المقابل، يؤكد أصحاب تلك البرك، أنها كلفتهم آلاف الدنانير، وأنشئت ضمن مواصفات هندسية تراعي اشتراطات الصحة والسلامة العامة، كما أنها باتت تشكل مصدر رزق للكثيرين.
مدير سياحة المحافظة محمد الديك، أوضح أنه لا يتم الترخيص لبرك السباحة منفصلة كمشروع سياحي، ما لم تكن مرفقا من بين عدة مرافق أخرى يستوجب وجودها، مشيرا إلى أن وجود بركة السباحة ضمن المشروع السياحي المتكامل ترفع من تصنيفه في حال تم ترخيصه.
وأكد أن السياحة ليس لديها أي علاقة ببرك السباحة المنتشرة في المزارع الخاصة، وإنما تقع مسؤولية متابعتها في هذه الحال على جهات أخرى كالبلديات والصحة ولجان السلامة العامة، لافتا إلى وجود 20 مشروعا سياحيا مرخصا في المحافظة و5 أخرى قيد استكمال اجراءات الترخيص.
ويقول الناشط سامي عبدالسلام إن تلك البرك أصبحت تشكل باب رزق للعديد من الشباب المتعطلين عن العمل، وتدر عليهم خلال الصيف مبالغ جيدة، ما يستدعي من أصحابها الالتزام بأمور السلامة والصحة العامة تفاديا لوقوع أي حوادث.
وأكدت رئيس مركز شابات كفرنجة مها عنانبة أهمية الدور الرقابي والمتابعة الذي يقوم به الدفاع المدني والصحة على المسابح خاصة خلال فصل الصيف نظرا لارتفاع درجات الحرارة، مشيرة لوجود عشرات المسابح في المحافظة ما يتطلب رقابة صارمة عليها حفاظا على سلامة مرتاديها من الأطفال والعائلات وغيرهم.
وأكدت أن المركز، ونظرا لأهمية الموضوع، نفذ مؤخرا ندوة توعوية لأعضاء المركز والمشاركات في معسكر المرشدات، وذلك بالتعاون مع لجنة عجلون المجتمعية ومديريتي الصحة والدفاع المدني في المحافظة.
وقال ضابط التدريب في الدفاع المدني الملازم أول احمد الغزو، أن توفر عوامل الأمن والسلامة في المسابح من الأمور المهمة لتجنب حالات الغرق والإصابات، موضحا أنه يجب التأكد من توافر عوامل الأمن والسلامة قبل الدخول إلى المسبح أو القيام بالنشاطات الرياضية المائية.
وبين أن لجنة السلامة وخلال جولاتها على تلك المسابح، تحدد عدة أمور يتم التأكد منها ومن توافرها، وهي تخص سلامة المكان وسلامة الأشخاص وسلامة المرافق، بحيث يفضل أن يكون المسبح مستطيل الشكل، وغير منفذة للمياه، وأن تتوفر في كل(25م) من محيط المسبح دشات ومغاسل للأقدام، ووضع لافتات تنبه بضرورة أخذ دش قبل السباحة.
وأشار إلى ضرورة أن لا تكون أرضية الدشات ومغاسل الأقدام ملساء حتى لا يتأذى أو يسقط الأشخاص ويجب أن لا توضع خزائن الصابون على الأرض ويجب التأكد من صنابير وعلب الصابون السائل التي يتم استخدامها في الحمام، كما يجب تطهير الممرات الخارجية والدشات والحمامات وأماكن وضع الأقدام تجنبا للعدوى وانتشار الأمراض، وكذلك توفير سلالم داخل المسبح في حال زاد عمق المسبح عن(60سم) لتكون سلما لكل(30متر) طولي على الأقل من محيط حوض السباحة، وأن تكون تلك السلالم غير قابلة للتآكل وغير ملساء، بحيث تتوفر مساحة (9سم) بعيداً عن الجدار، وأن تكون الدرجات الموجودة في التصاريف ذات تصريف صحي ذاتي وتكون سطوح الدرج غير زلقة وأن يكون أقل عرض لمكان وضع القدم (15سم) .
ودعا الغزو أولياء الأمور إلى اتباع عدة ارشادات لمساعدة أطفالهم على الاستمتاع بسباحة آمنة خلال فترة الصيف، منها ضرورة متابعة الابناء أثناء السباحة وعدم تركهم يسبحون وحدهم داخل الماء، مع أهمية توعية أبنائهم وأطفالهم أثناء السباحة في البرك بضرورة لبس ملابس السباحة وسترة النجاة.
وأشار إلى أن الدفاع المدني ينظم حملات توعوية بشكل مستمر حول متطلبات الأمن والسلامة في برك السباحة، وتوعية مرتاديها وأصحابها بأهمية الالتزام بإجراءات واشتراطات السلامة، وضرورة اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لتفادي وقوع حالات الغرق داخل أحواض السباحة، وأهمية توافر مستلزمات السلامة الضرورية للتعامل مع أي حادث طارئ.
وشدد على ضرورة توفير أدوات السلامة للأطفال أثناء السباحة من حيث وجود سترة أو طوق للنجاة، وضرورة وجود مرافق للطفل لمراقبته، مع التأكيد على وضع الطفل في بركة آمنة يتوفر فيها مستلزمات الأمان، سواء كانت بركة منزلية أو غيرها وكذلك يجب تأمين برك السباحة عبر وجود سور مرتفع و بوابة محكمة وغطاء مخصص وجهاز إنذار ضمانا لحماية الأطفال من حوادث الغرق والحفاظ على سلامتهم.
وأكد أن من وسائل السلامة المهمة في برك السباحة، توفير وسائل الإنقاذ والطفو والتأكد من صلاحيتها باستمرار، بالإضافة إلى ضرورة إحاطة برك السباحة بأرضيات مخصصة تجنبا للانزلاق وحوادث الغرق.
وزاد الغزو أن من أهم أسباب حوادث الغرق هو عدم الإلمام بقواعد وأصول المسابح والسباحة في الأماكن غير المخصصة وعدم التقيد بالإرشادات التحذيرية والارشادات والتعليمات وممارسة السباحة بشكل عشوائي والانقاذ العشوائي واستهانة البعض بمفهوم السلامة العامة.
رئيس قسم الصحة والسلامة العامة في مديرية صحة عجلون المهندس محمد الزغول أوضح الشروط الواجب توفرها في مرافق وبرك السباحة، إذ يستوجب أن تحصل الجهات ذات العلاقة صاحبة المشروع على الموافقات اللازمة من الصحة والداخلية والدفاع المدني، وأن يكون لديها سجل تجاري، لافتا لضرورة تطهير البرك، عبر توفر جهاز كلورة، وتوفر منقذين وتوفير صندوق إسعاف ولوحة تعليمات وارشادات وتوفر سجل معلومات يومي، وتحديد منافذ البركة وتوفير شهادات صحية وتوفر جهاز عكاره وتوفير خزائن لتغير وحفظ الملابس وحوض لتطهير الأقدام، وضرورة أن تكون المياه المستخدمة من مصدر مائي معتمد، وتوفير حبل عائم مع كرات لفصل الأماكن الضحلة عن العميقة، وتوفير كراس ثابتة للمنقذين وتوفير نظام تصريف المياه المتجمعة في الممرات.
عامر خطاطبة/ الغد
التعليقات مغلقة.