انتصارات أوكرانية في الجنوب.. أم إعادة تموضع للقوات الروسية؟

فيما أعلن الجيش الأوكراني إنه حقق اختراقات متكررة للدفاعات الروسية واستعاد ما مساحته 3 آلاف كيلومتر و30 قرية وبلدة في الجنوب كانت أحتلتها روسيا بما فيها مدينة إستراتيجية قرب الحدود الروسية، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها اتخذت قرارا بـ”إعادة تموضع” عبر إعادة نشر قواتها.
فقد أعلنت روسيا أول من أمس أن قواتها قامت بعملية إعادة تمركز شرق أوكرانيا وأنها بصدد الانسحاب من مناطق رئيسية بإقليم خاركيف.
من جانبه قال وزير الخارجية الأوكراني إن نجاح هجوم مضاد على القوات الروسية يؤكد أن بوسع أوكرانيا هزيمة هذه القوات، لكنها تحتاج إلى مزيد من الأسلحة من شركائها.
وزارة الدفاع الروسية قالت إنها اتخذت قرارا بإعادة نشر القوات الروسية من إزيوم وبالاكليا شرقي أوكرانيا لتدعيم وتقوية المواقع في محور دونيتسك.
وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إنه في غضون 3 أيام تم القضاء على أكثر من ألفي عسكري أوكراني وأجنبي خلال هذه العملية.
وأضاف كوناشينكوف أن القوات الروسية تنسحب أيضا من مناطق رئيسية بإقليم خاركيف وأنه من المنتظر سحب القوات الروسية من مدينة بالاكليا التي كان الأوكرانيون أعلنوا استعادتها الأسبوع الماضي.
وقالت الوزارة إن الغرض من إعادة تجميع القوات هو تعزيز الوحدات الموجودة في إقليم دونيتسك المجاور.
ميدانيا أيضا، قالت وسائل إعلام روسية إن 8 أشخاص على الأقل سقطوا بين قتيل وجريح في قصف أوكراني استهدف أحد الأسواق في مدينة دونيتسك.
كما أدى القصف إلى تدمير عدد من المحلات التجارية، ونشرت مواقع روسية صورا لما قالت إنها للسوق الذي استهدفته القذائف الأوكرانية.
بدوره، قال الجيش الأوكراني إن قواته استعادت السيطرة على مدينة كوبيانسك في خاركيف القريبة من الحدود الروسية شرق البلاد، بعد معارك مع القوات الروسية.
كما أعلن الجيش إعادة السيطرة على ألف كيلومتر مربع من الأراضي التي كانت تسيطر عليها القوات الروسية، مؤكدا أن قواته دمرت تجمعات لهذه القوات ومواقع قيادة وتحكم ودفاع جوي و20 مخزنا للذخيرة.
وفي تطور جديد أمس خرج الجنرال الأوكراني فاليري زالوجني ليؤكد أنه “منذ مطلع الشهر الماضي، اعيد أكثر من 3000 كيلومتر مربع إلى السيطرة الأوكرانية. وفي محيط خاركيف، مضيفا “بدأنا التقدّم ليس في الجنوب والشرق فحسب، بل أيضا باتّجاه الشمال. نحن على بعد 50 كلم عن الحدود”.
واتهمت قيادة الأركان الأوكرانية القوات الروسية بشن 13 ضربة صاروخية و23 غارة جوية على مناطق مختلفة من أوكرانيا خلال اليومين الماضيين.
وأعلنت وحدة الاستطلاع في الجيش الأوكراني أنها وصلت إلى تخوم مدينة “إزيوم” جنوبي خاركيف، وأن معارك تجري في مدنية “كوبيانسك” بمقاطعة خاركيف.
وبثت وسائل إعلام أوكرانية صورا قالت إنها لوصول القوات الأوكرانية إلى مدخل “إيزيوم” الخاضعة لسيطرة القوات الروسية.
وكان الجيش أعلن في وقت سابق أن وحداته رفعت العلم الأوكراني فوق مبنى الإدارة المحلية في مدينة بلاكليا القريبة من إزيوم.
وفي وقت سابق من أول من أمس كان المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو قد دعا في تغريدة على تويتر إلى استمرار إرسال الأسلحة لبلاده، مشيرا إلى أن هزيمة روسيا تعني تحقيق السلام في أوكرانيا، على حد قوله.
تعزيزات روسية
في المقابل، أعلن الجيش الروسي إرسال تعزيزات باتجاه خاركيف ردا على اختراق حققته القوات الأوكرانية في تلك المنطقة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها أرسلت تعزيزات باتجاه خاركيف وبثت صورا لمدرعات ومدافع وشاحنات قالت إنها متجهة إلى المنطقة الواقعة عند الحدود الروسية الأوكرانية.
وخلال الأيام الماضية أعلنت أوكرانيا أنها تشن هجوما مضادا في شرق وجنوب البلاد وفي محيط خاركيف التي سيطرت روسيا على مركزها خلال هجومها المستمر على جارتها منذ أكثر من 6 أشهر.
ومن بروكسل، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن نشر موسكو تعزيزات يظهر أن روسيا تدفع “ثمنا باهظا”.
في غضون ذلك أعلنت شركة “إنرجو أتوم” أمس توقف العمليات بالكامل في محطة زاباروجيا للطاقة النووية الأوكرانية التي تسيطر عليها القوات الروسية.
وتتولى هذه الشركة الحكومية الأوكرانية تشغيل محطة زاباروجيا والتي تعد أكبر محطة للطاقة النووية بالقارة الأوروبية. وأوضحت “إنرجو أتوم” أنها فصلت الوحدة السادسة بالمحطة عن شبكة الكهرباء.
وحثت الحكومة الأوكرانية السكان على مغادرة المناطق التي تحتلها روسيا حول المحطة النووية، من أجل سلامتهم.
وتتبادل موسكو وكييف الاتهامات بقصف المحطة النووية، مما ينذر بحدوث كارثة نووية.
وفي وقت سابق، حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش روسيا وأوكرانيا على الاتفاق على محيط منزوع السلاح حول هذه المحطة النووية.
وقال غوتيريش “في خطوة أولى، يجب على القوات الروسية والأوكرانية الالتزام بعدم الانخراط في أي نشاط عسكري تجاه موقع المحطة أو من موقعها”.
وأضاف “في خطوة ثانية، ينبغي إبرام اتفاق بشأن محيط منزوع السلاح، ويشمل ذلك على وجه الخصوص التزام القوات الروسية بسحب جميع الجنود والمعدات العسكرية من ذلك المحيط، والتزاما من القوات الأوكرانية بعدم الدخول إليه”.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن، ليل أول من أمس، أن قواته استعادت نحو 30 بلدة وقرية في منطقة خاركيف، شمال شرق البلاد، في إطار هجومها المضاد.
أتى ذلك، بعد أن تخلت القوات الروسية أمس بشكل مفاجئ عن كوبيانسك معقلها الرئيسي في شمال شرق أوكرانيا، في انهيار مفاجئ لواحد من الخطوط الأساسية المهمة لجبهات القتال.
ويعدّ إعلان موسكو هذا، وتأكيد كييف أن قواتها دخلت بلدة كوبيانسك، التحوّلين الميدانيين الأكثر أهمية في القتال في شرق أوكرانيا، حيث رجحت الكفة لصالح الروس على مدى شهور.
يذكر أن السيطرة على مراكز حضرية على غرار كوبيانسك وإيزيوم قد تشكل ضربة كبيرة لقدرة روسيا على إيصال إمدادات إلى مواقعها على خط المواجهة في الشرق، ما من شأنه أن يخفف إلى حد كبير السيطرة الروسية على الشرق الأوكراني، بعد تقدم مهم حققته موسكو خلال الربيع الماضي، قبل أن يتضاءل تقدمها خلال الصيف الحالي، وسط دعم دولي كبير لكييف بالعتاد والأسلحة المتطورة.-(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة