بلينكن في جولته الخامسة: الملفات عالقة.. والقرار بيد المقاومة

– في إطار حرب الإبادة المتواصلة التي يشنها الاحتلال ضد قطاع غزة؛ يبرز مخطط إسرائيلي لإنهاء عمل وكالة “الأونروا” في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومنع أي نشاط لها، توطئة لإلغاء وجودها بوصفها رمزاً ممثلاً للجوء الفلسطيني، بالتزامن مع استمرار حملة التحريض الشرسة ضدّها وتأليب المانحين عليها لوقف الدعم المالي عنها.

ويعتزم “الكنيست” الإسرائيلي مناقشة مشروع قانون قدمته الكتلة اليمينية المتطرفة “إسرائيل بيتنا” يطالب بإنهاء العلاقات مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” ومنع أي نشاط لها، وفرض عقوبات عليها، وفق ما أوردته وسائل إعلام الاحتلال.

وبغرض تطبيق المخطط الصهيوني؛ فإن الاحتلال يستهدف منع عمل الوكالة في غزة، كما في الضفة الغربية، واستبدالها بوكالة أممية أخرى، وذلك لاستكمال مزاعمه بشأن مشاركة موظفين تابعين لها في عملية “طوفان الأقصى”، في 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، في إطار حملتها الشرسة على المنظمة الأممية.
كما يدرس الاحتلال إدخال هيئات مدنية دولية أخرى في مجالي التعليم والصحة إلى قطاع غزة، أو ايجاد هيئات تشكلها دول وتمنح الرعاية الإنسانية، وذلك في إطار تنفيذ المخطط الذي يهدف لئلا تكون “الأونروا” جزءاً من “اليوم التالي” في غزة بعد الحرب.
وطبقاً لوسائل إعلام الاحتلال، فإن ما يسمى وزارة الخارجية الإسرائيلية أوعزت بتشكيل فريق عمل خاص لتنفيذ المخطط، الذي سيخضع بدوره لمصادقة حكومة الحرب و”الكابينت” السياسي – الأمني في الكيان المحتل، تمهيداً لإنهاء عمل “الأونروا” وصولاً لإلغاء وجودها كلياً، بدعوى أنها جزء من المشكلة وليس الحل، وفق مزاعم رئيس حكومة الاحتلال، “بنيامين نتنياهو”، الذي يرى أنه حان الوقت لاستبدالها بهيئات أخرى، وفق مزاعمه.
غير أن هذا المخطط الصهيوني لا يجد قبولاً دولياً؛ فإلى جانب معارضة الأمم المتحدة لوقف تمويل “الأونروا”، فإن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، “جوزيب بوريل”، أكد إن “وكالة الأونروا تمثل شريان حياة بالغ الأهمية لملايين الفلسطينيين الذين يعانون من الجوع الكارثي وتفشي الأمراض”.
وأضاف “بوريل”، في منشور له على منصة “إكس”، أن “هناك حاجة إلى إجراء تحقيق مستقل في الادعاءات، لكن وقف التمويل سيكون بمثابة عقاب جماعي”.
وكانت أكثر من 16 دولة مانحة، بما فيها الولايات المتحدة الأميركية، قد أوقفت تمويل وكالة “الأونروا”، بعدما قدم الكيان المُحتل ادعاءات بأن العديد من موظفي الوكالة الأممية شاركوا في عملية “طوفان الأقصى”.
وقد شكلت التبرعات المقدمة من ثلاث دول أعلنت تجميد تمويلها، وهي الولايات المتحدة وألمانيا واليابان، ما يقرب نصف إجمالي المساهمات للوكالة في عام 2022، وفقاً لـ”الأونروا”.
وحذرت وكالة “الأونروا” من جانبها، من أنها “قد تضطر إلى إيقاف خدماتها في قطاع غزة مع نهاية شباط (فبراير) الحالي، بسبب تعليق عدد من الدول مساعداتها”، محذرة من أن “الأزمة الإنسانية في القطاع تتفاقم، في الوقت الذي يُعرّض فيه تعليق التمويل عمليات الإغاثة للخطر”.
من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إنه حان الوقت للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وحصولها على العضوية الكاملة بقرار من مجلس الأمن الدولي، لأنه الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار للجميع.
وأضاف أبو ردينة، في تصريح له أمس، أنه لا بد من وضع آلية واضحة والالتزام بخطوات محددة، وبضمانات دولية ضمن إطار زمني محدد للاعتراف بالدولة الفلسطينية، لأن التصريحات الإيجابية لم تعد تكفي وحدها، وهذه هي اللحظة المناسبة والحاسمة لتجنيب المنطقة ويلات حروب لا تنتهي.
ورأى أنه “على الجانب الأميركي إجبار الاحتلال لوقف عدوانه وحربه ضد الشعب الفلسطيني، لأن البديل هو الفوضى واللعب بالنار، وتجاوز للخطوط الحمر في منطقة مضطربة أصلاً ومعرضة لانفجار شامل”.
وقال أبو ردينة، إن “دول العالم مطالبة باتخاذ خطوات عملية وسريعة للخروج من الأزمة الحالية التي تعصف بالشرق الأوسط والعالم، على أن تتم هذه الخطوات وفق قرارات الشرعية الدولية لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، وعدم تجزئة الأمور أو السماح بالتهجير”.
في الأثناء؛ يواصل الاحتلال عدوانه ضد قطاع غزة؛ بارتكاب 14 مجزرة وحشيّة جديدة راح ضحيتها 127 شهيداً و178 جريحاً خلال الـ24 ساعة الماضية، لترتفع بذلك حصيلة عدوانه إلى 27.365 شهيد و66.630 إصابة منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
واستمر اجتياح دبابات الاحتلال لجنوب وغرب مدينة غزة في إطار ما أسماها عملية جديدة للقضاء على محاولات حركة “حماس” بناء قدراتها العسكرية، مما أدى لارتقاء المزيد من الضحايا المدنيين.
ولم يهدأ القصف الجوي الكثيف ضد مختلف أحياء مدينة خان يونس، وشمال وشرق رفح، أسوة بوسط القطاع الذي تعرض لسلسلة غارات جوية عنيفة على دير البلح، ومخيم النصيرات، مما أدى لارتقاء عشرات الشهداء والجرحى الفلسطينيين.
في حين يتواصل تصعيد الاحتلال في الضفة الغربية؛ حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال عند مدخل مستوطنة “معاليه أدوميم” الإسرائيلية، شرقي القدس المحتلة، بزعم محاولة تنفيذ عملية طعن.
وتزعم شرطة الاحتلال أن الشاب الفلسطيني سحب سكيناً خلال تفتيشه وحاول طعن أحد عناصر الشرطة، ولم يحقق إصابات في صفوفها، فيما أطلقت الشرطة النار عليه قرب العيزرية وأصابته إصابة خطيرة وتُرك ينزف في المكان حتى أُعلن عن استشهاده.
في غزة تدور معارك محتدمة بأكثر من محور بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال، فيما انطلقت صفارات الإنذار في شمال القطاع ومناطق أخرى في الغلاف.
وجرت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة الثقيلة في جنوب مدينة غزة وأخرى في مناطق متفرقة من مدينة خان يونس، فيما ذكرت وسائل إعلام عبرية أن المقاومة استأنفت القتال شمالي غزة، في وقت تتعرض فيه منطقة خان يونس لقصف متواصل من المدفعية الإسرائيلية منذ فجر أمس.
بدورها، أعلنت كتائب عز الدين القسام استيلاءها على طائرة استطلاع إسرائيلية كانت في مهمة استخبارية غرب خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وفي حصيلة لعمليات كتائب القسام خلال الأيام الماضية، قال المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة إن مقاتلي القسام، أجهزوا، في 17 مهمة عسكرية مختلفة على 15 جنديا وضابطا إسرائيليا من نقطة الصفر، إضافة ايقاع عشرات الجنود.
من جهتها، أعلنت سرايا القدس استهداف جنود إسرائيليين بقذائف من نوع “برق” وقصف تمركز لجنود وآليات إسرائيلية بقذائف هاون في محور التقدم جنوب غرب خان يونس.
وقالت إنها قصفت أيضا تمركزا لجنود وآليات الاحتلال في المنطقة بقذائف هاون، وكانت السرايا بثت صورا لرشقات صاروخية استهدفت بها المواقع والحشود العسكرية لقوات الاحتلال شرق المحافظة الوسطى.
في المقابل، قال جيش الاحتلال إن قواته تخوض قتالا واسعا خلال منذ أيام في خان يونس الذي وصفه بأنه أحد معاقل حركة حماس.
في غضون ذلك، قالت مصادر عسكرية وإعلامية وسياسية إسرائيلية إن التقارير تزايدت في الأيام الأخيرة بشأن تجدد القتال في مدينة غزة والمناطق الشمالية للقطاع.
ونقلت صحيفة هآرتس عن هذه المصادر أن ذلك مؤشر إلى أن حركة حماس وباقي الفصائل الفلسطينية المقاومة قد جددت قدرتها على التحرك في هذه المناطق وخوض القتال.
ونقلت هآرتس عن مواطنين في غزة أن أشخاصا بلباس مدني ومسلحين ببنادق “آر بي جي” يهاجمون الجيش، ويطلقون عليه النيران.
وأضافت أن حماس تحاول تصعيد القتال في هذه المناطق التي يدعي الاحتلال أنه أحكم سيطرته عليها.

وكالات

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة