“بن غفير” يضرب عرض الحائط بالتحذيرات.. والمستوطنون يستفزون المصلين بالمسجد

دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين إقدام وزير الأمن القومي الإسرائيلي، صباح امس، على اقتحام المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، وحذرت من التبعات الخطيرة للسماح للمتطرفين باقتحام الأقصى وممارساتهم الاستفزازية تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلية.

وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي أن قيام وزير إسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف وانتهاك حرمته وممارسات المتطرفين تمثل خطوة استفزازية وخرقا فاضحا ومرفوضا للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها، مشددا على أنه لا سيادة لإسرائيل على القدس المحتلة.

وقال إن استمرار الإجراءات الأحادية الإسرائيلية والخروقات المتواصلة للوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها تهدد بتفجير دوامات جديدة من العنف.
وأعاد التأكيد على أن المسجد الأقصى المبارك /الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونمًا هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة جميع شؤون الحرم القدسي الشريف وتنظيم الدخول إليه.
وشدد على حق دولة فلسطين بالسيادة على مدينة القدس الشرقية المحتلة، وأنه ليس لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، أي حق أو سيادة على مدينة القدس المحتلة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
واقتحم مئات المستوطنين المتطرفين، بقيادة وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، صباح امس، المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، في ذكرى ما يسمى “خراب الهيكل” المزعوم.
واقتحم 1787 مستوطنا بينهم المتطرف بن غفير، وما يسمى وزير “النقب والجليل” يتسحاك فاسرلاوف المسجد الأقصى خلال الفترة الصباحية، وأدوا طقوسا تلمودية و”سجودا ملحميا” في الجهة الشرقية من المسجد.
وذكر أن مستوطنين تعمدوا الغناء والهتاف بعبارات يهودية بشكل جماعي، كما أدوا “السجود الملحمي” خلال اقتحام الأقصى، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، والتي أخرجتهم من باب الأسباط بدلًا من باب السلسلة.
وخلال الاقتحامات، قدم المتطرف “يهودا غليك” شروحات تلمودية مزيفة للمستوطنين مقابل باب القطانين- أحد أبواب الأقصى.
وتزامن الاقتحام، مع فرض شرطة الاحتلال تضييقات على دخول الفلسطينيين الوافدين من القدس والداخل المحتل للأقصى، والتدقيق في هوياتهم واحتجاز بعضها بعد بواباته الخارجية.
وأفاد أحد العاملين في المسجد الأقصى لوكالة “صفا”، بأن قوات الاحتلال فرضت منذ ساعات الفجر، تشديدات على دخول المصلين للمسجد، وأخرجت طفلين من باحاته، أثناء اقتحام المستوطنين.
وأوضح أن القوات اقتحمت مصلى قبة الصخرة المشرفة بالمسجد، واعتدت على حراس الأقصى، أثناء عملهم وتواجدهم على أحد أبواب المصلى.
ومنعت قوات الاحتلال المصلين من دخول المسجد من باب القطانين، بالتزامن مع اقتحام المستوطنين ساحاته، كما اعتقلت المرابط المقدسي نظام أبو رموز أثناء تواجده عند باب السلسلة أحد أبواب الأقصى، والناشطة المقدسية أسماء كبها من المسجد، وشابا آخر من محيطه.
وبعد أن منعن من دخول الأقصى، قامت فتيات مقدسيات بقراءة آيات من القرآن الكريم، في وجه المستوطنين المتطرفين الذين حاولوا التشويش عليهن بتلاوات تلمودية.
ودعت جماعات “الهيكل” المزعوم إلى تنظيم أوسع اقتحام للمسجد الأقصى صباح اليوم(امس)، في ذكرى ما يسمى “الخراب”.
وتتقاطع ذكرى “خراب الهيكل” مع الذكرى السادسة لانتصار المقدسيين في هبة “باب الأسباط”، والتي توافق امس.
ومنذ ساعات فجر امس، اقتحم آلاف المستوطنين ساحة البراق غربي الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية بأزقة القدس القديمة، فيما احتشد المئات منهم قبالة باب المغاربة قبيل اقتحام الأقصى، تلبية لدعوة الجمعيات الاستيطانية لتنفيذ اقتحامات جماعية للأقصى.
وبات عشرات المتطرفين من جماعة ما تسمى “العودة إلى جبل الهيكل” ليلتهم عند مدخل باب المغاربة لتنفيذ الاقتحامات الجماعية للأقصى.
ويشهد المسجد الأقصى يوميا عدا الجمعة والسبت، سلسلة انتهاكات واقتحامات من المستوطنين، بحماية شرطة الاحتلال، في محاولة لفرض السيطرة الكاملة على المسجد، وتقسيمه زمانيا ومكانيا.
الى ذلك، أكد خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري، أن اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى لن تمنحهم أي حق فيه، وأن ادعاءات الوزير المتطرف إيتمار بن غفير بأن هذا المكان لليهود باطلة.
وقال الشيخ صبري “لا حق للاحتلال بالأقصى مهما كان، بل هذا المكان المقدس للمسلمين في كل أنحاء العالم، بقرار رباني، وليس بقرار من مجلس الأمن الدولي وهيئة الأمم المتحدة”.
وأوضح أن سلطات الاحتلال تحاول مرارا، ومن خلال الحفريات التي تجريها أسفل الأقصى وفي محيطه إثبات أي وجود لليهود في المدينة المقدسة، لكنهم لم يعثروا على أي حجر واحد يثبت وجودهم.
وأضاف “نحن لا نعترف بالاحتلال ووجوده، وما يقوم به المستوطنون من اقتحامات واسعة واستفزازات في المسجد تمثل اعتداء على حرمته، وجزءا من الحرب المفتوحة وغير المسبوقة على الأقصى، بدعم رسمي من حكومة اليمين المتطرفة”.
وتابع أن “تبجح بن غفير خلال اقتحامه الأقصى مردود عليه، ولن يكسبه أي حق بالأقصى، بل نحن الحراس لهذا المكان”.
وبين أن الجماعات المتطرفة تستغل أعيادها ومناسباتها الدينية لأجل فرض واقع جديد بالأقصى، محملا في الوقت نفسه، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات ما يجري بحق المسجد.
وأدان الشيخ صبري فرض شرطة الاحتلال تشديدات على دخول المصلين الفلسطينيين للأقصى، قائلا: إن “هذه الإجراءات العنصرية وغير القانونية تمثل اعتداء ومحاولة لتفريغ المسجد من المسلمين، وتؤكد أيضا أن هذا المكان ليس لهم”.
وأكد على ضرورة استمرار شد الرحال والرباط الدائم بالمسجد الأقصى، لدرء الأخطار الإسرائيلية عنه، والدفاع عنه ونصرته.
من جهته، قال الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب، يوم امس، إن اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير برفقة مئات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، وإدلائه بتصريحات حول أهمية المسجد للشعب اليهودي يشكل استفزازا، ومحاولة لإظهار سيادة الاحتلال المنقوصة على المسجد.
وأوضح أبو دياب، أن المسجد المبارك يشهد منذ الصباح اقتحامات مكثفة للمستوطنين، وأعمال استفزازية وصلوات جماعية في باحاته، وخصوصا بالمنطقة الشرقية منه، مما يشكل انتهاكا صارخا، واستفزازا لمشاعر المسلمين.
وأضاف أن “بن غفير قال خلال اقتحامه إن هذا المكان يمثل أهم مكان للشعب اليهودي، ما يدلل على أن هذا المكان ليس للمسلمين، بل مقدس لليهود”.
وتابع: “رغم تواجد أعداد كبيرة من شرطة الاحتلال داخل الأقصى وفي محيطه لتأمين اقتحامات المستوطنين، إلا أن هذا يعني أن لا سيادة لهم على المسجد المبارك إطلاقا”.
ورأى أن بن غفير يريد تحقيق مكاسب سياسية، في ظل الأزمات الداخلية التي تعانيها حكومته اليمينية المتطرفة، وصرف النظر عما يجري بالشارع الإسرائيلي.
وأكد أبو دياب أن “جماعات الهيكل” تريد من حكومة الاحتلال البدء ببناء “الهيكل” المزعوم مكان الأقصى، لذلك رفعت شعار “لنتوقف عن البكاء ونبدأ بالبناء”، لأجل حث المتطرفين على اقتحام المسجد بذكرى “خراب الهيكل”.
وأشار إلى أن اقتحامات الأقصى لا يمكن فصلها عما يجري داخل الكيان، لأن الاحتلال دائمًا ما يحاول تصدير أزماته للقدس والفلسطينيين.
وشدد على أن التواجد والرباط بالأقصى حق شرعي وديني، للتصدي لاقتحامات المتطرفين ومخططاتهم التهويدية بحق المسجد، لكن “هناك تقصير واضح من أهل القدس وفلسطين إزاء الأقصى”.
ويتعمد المتطرف بن غفير اقتحام الأقصى في المناسبات والأعياد الدينية اليهودية، في محاولة لإظهار “السيادة الإسرائيلية” على المسجد، واستفزاز مشاعر المسلمين.-(وكالات)

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة