جداريات الفحيص.. الفن في خدمة التراث والحياة الاجتماعية

البلقاء- تتزين العديد من شوارع منطقة الفحيص بمحافظة البلقاء، بجداريات فنية تعكس مشهدا جماليا من جهة، وتحكي تراث وعادات وتقاليد أهل المنطقة.
وبشأن تلك الجداريات، تقول رئيسة جمعية بيت التراث والفنون، أليدا مضاعين لـ”الغد”، إنها “كانت من أهم برامج الجمعية مؤخرا لتزيين مدينة الفحيص بجداريات ولوحات فنية تتحدث عن المنطقة والحياة الاجتماعية التي كانت أيام زمان”.
وأضافت، أن “هناك جدارية عن العنب وكيف تجمعه مجموعة من السيدات في موسمه وصناعة مواد مونة، مثل الخبيصة والزبيب”، مضيفة أن “هناك لوحة الحصاد ولوحة القمح ولوحة المنسف وكل هذه اللوحات تحكي عن كرم وعمل أهل الفحيص”.
وتهدف تلك الجداريات، إلى تعريف الناس وتحديدا الشباب على حياة أهل الفحيص أيام زمان، وتعزيز الهوية الوطنية الثقافية، وتجميل المكان، لا سيما أنها طريقة سهلة وتلفت أنظار المارة لتوصيل رسالة للحفاظ على التراث في منطقة الفحيص والأردن.
ومن بين الأهداف بحسب مضاعين، “تغيير أجواء كورونا التي أثرت على حياة الناس نفسيا بشكل سلبي، وتجديد الأمل وتعزيز الحياة الإيجابية لديهم”.
وشارك في الجداريات بالإضافة إلى مضاعين، كل من الفنانين التشكيليين حازم النمراوي، جمال صويص، قاسم الحياري، كما شارك أيضا عيد الفار، وذلك بالتعاون مع بلدية الفحيص وبدعم من بنك الإسكان، والـ(CFI) ووزارة الثقافة ودهانات ناشونال وميران.
ولفتت مضاعين، إلى أن الجمعية تعمل على مشروع ما يزال قيد التنفيذ، بجعل شارع اسمه “عقبة الدولة” ليكون حديقة صغيرة، وأن يكون هذا المكان من النقاط المهمة لزيارة الفحيص.
كما تحدثت عن أن الجمعية بصدد إصدار كتاب وفلم يوثق الأطباق الشعبية التراثية الأردنية، مضيفة أن الجمعية ومنذ تأسيسها عام 2014 حرصت على تنفيذ أنشطة وفعاليات تخدم رؤية الجمعية وأهدافها المتمثلة في الحفاظ على التراث المادي وغير المادي وتوثيقه، لافتة إلى أن هذا المشروع جاء لتوثيق التراث الأردني وإعادة إحياء بعض الأكلات الشعبية.
والجمعية وفق مضاعين، هي عبارة عن مبــــادرة نخبة من المثقفين والمتخصصين في مجالات الفنون المختلفــة، لخدمة شرائح المجتمع على اختلاف فئاته العمرية والثقافيـة (والحالات الخاصة) من الجنسين على مستوى المملكة.
وأكدت أن الجمعية تتطلع للمشاركة العربية والعالمية لتحقيق مجموعة أهــداف كنشر الوعي وتعميم الفعاليات الثقافية ورعياتها وتنميتها، ورعاية ودعم الإبداع والمبدعين في مجالات الفنون التشكيليـة والموسيقا والدراما والمسرح والسينما، والحفاظ على الصناعات التقليدية والحرف اليدوية، والمحافظة على الأماكن الأثرية، والقصص والتراث الشعبي الأردني الإنساني، فضلا عن إقامة المشاريع التي تدر دخلا للجمعية.
وحول أبرز نشاطات الجمعية، تحدثت مضاعين عن عمل أيام ثقافية تحكي عن عمان وتاريخها بين الماضي والحاضر، وأمسيات موسيقية وشعرية ومعارض فنية وأكلات شعبية، بالإضافة لعمل مسرحي ضخم يحكي عن معاناة اللاجئين السوريين والعراقيين من الجانب الإنساني، وشارك فيه عدد من الفنانين داخل وخارج الأردن، حيث كانت مدة العمل ستة أشهر بين استقبال المشاركين من الخارج واللقاءات مع المهجرين في مخيم الزعتري ومدينة الفحيص والتدريب على العمل وإخراجه وعرضه على المسرح.
كما تحدثت مضاعين عن ابتكار مبادرة إعلامية شبابية تطوعية باسم “هوا الفحيص”، وهي عبارة عن صفحة “فيسبوك” تغطي جميع نشاطات مؤسسات المجتمع المدني في مدينة الفحيص، من خلال تصوير الفيديو مباشر وغير مباشر، وتم فصلها وتأسيس جمعية خاصة بها تقوم بتغطية جميع نشاطات جمعية بيت الترث والفنون.
وشاركت الجمعية كذلك بمدن الثقافة الطفيلة، جرش، العقبة، المفرق، وعين الباشا، وهي أحد برامج وزارة الثقافة على مدار أربع سنوات بعروض الأزياء الشعبية الأردنية ومهرجانات الأطفال، بالإضافة للمشاركة في مهرجان جدارا على مدار عامين بعروض أزياء شعبية أردنية تحكي عن كل محافظات المملكة، وكانت الجمعية من اللجنة التأسيسية للمهرجان.
وأشارت مضاعين، إلى أن الجمعية تعنى بتعليم التطريز الشعبي الأردني من ضمن مشروع الأزياء الأردنية واستفادت منه نحو خمسين سيدة من شمال الأردن، وعمل مبادرة للقراءة تحت عنوان “مؤلف وكتاب” وهي عبارة عن توزيع رواية وقراءتها ومناقشتها مع نفس كاتب الرواية، والهدف منها التشجيع على العودة إلى القراءة الورقية ودعم الكاتب، وتنفيذ مبادرة موهبتي للقصة القصيرة للفئة العمرية بين 14 إلى 16 سنة وطباعة كتاب يتكون من قصص قصيرة من إنتاج الطلاب.

محمد سمور/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة