جرش: القطاع السياحي يبدأ بالتعافي.. و500 زائر للمدينة الأثرية يوميا

مع بدء مرحلة التعافي من جائحة كورونا، وفتح ابواب العمل في القطاعات كافة، فإن القطاع السياحي الاكثر تضررا، بدأ يستعيد انفاسه بعد انقطاعها العامين الماضيين، ولكن على نحو تدريجي، اذ تشهد محافظة جرش حاليا، عودة السياحة الى موقعها الاثري، وهذا يدفع الى تنشيط الحركة الاقتصادية في المدينة التي عاشت أياما قاسية خلال الجائحة.
ويشكل الارتفاع المطرد للزوار والسياح الى الموقع الاثري والمدينة، مظهرا واضحا على تعافي القطاع السياحي في المحافظة، اذ يبلغ عدد من يؤمون المدينة وموقعها الاثري يوميا نحو 500، بينهم 350 سائحا اجنبيا و15 زائرا محليا، وهو رقم كبير مقارنة بما كان عليه العدد في الشهور الماضية، بالإضافة الى ان هذا الرقم ليس ثابتا بل قابلا للزيادة في بعض الايام.
ويؤم جرش سياح اجانب وزوار محليون، ضمن مجموعات أو برامج سياحية، الى جانب زوار فرديين في نهايات الاسبوع.
وإذ تعود جرش الى حيويتها السابقة تدريجيا، فإن تباشير استعادة ما كانت عليه سابقا،
ستسهم بتعافي قطاع السياحة في المحافظة، وتنشيط حركتها التجارية والاقتصادية، وعودة القطاعات الاخرى للعمل، على نحو يمكن غالبية التجار والمحال التجارية من رسم طريقها الى التعافي على نحو كامل في الفترة المقبلة.
وفي هذا النطاق، فإن عدد العاملين في القطاع بالمحافظة كبير جدا، وعودة نشاطه سينعكس عليهم، وسيسهم كذلك بإخراجهم وأسرهم من الضائقة التي مروا بها في الجائحة، الى جانب تشغيل المنشآت والمرافق السياحية.
وأكد عاملون في القطاع، أن نشاط الحركة السياحية في جرش، سيمكنهم من تغطية ديونهم وقروضهم وما لحق بهم من أضرار في الفترة الماضية، ويسهم بتحسين اوضاعهم، بل وسيدفعهم الى تطور أعمالهم، فهذه التجربة برغم صعوباتها، الا أنها حفزتهم على التفكير جديا بتطوير اعمالهم، للنهوض بأوضاعهم بسرعة، وخلق مناخات عمل متقدمة، وذات ديمومة.
مدير سياحة جرش فراس الخطاطبة، قال مع بدء القطاع السياحي بالتعافي، إن بوادر عودة الحركة السياحية الى موقع جرش الأثري تدريجيا، تكشف عن حيوية هذا القطاع وقدرته على تحقيق نمو جيد في المرحلة المقبلة.
وأوضح، أن أغلبية الزوار المحليين، يؤمون الموقع في نطاق برنامج “أردنا جنة”، الى جانب برامج سياحية أخرى، أو ضمن زيارات فردية، غالبا ما تكون في نهاية الأسبوع.
وأضاف الخطاطبة، أن نشاط الحركة السياحية في جرش، تنعكس على منشآت القطاع والعاملين فيه، بخاصة الأدلاء السياحيين الذين يصل عددهم الى 42 شخصا، الى جانب انعكاسه على مدينة جرش والمطاعم السياحية والسوق الحرفي، وغيرها من المرافق والمنشآت السياحية والعاملة في القطاعات الأخرى.
وأوضح أن كوادر مديرية السياحة في المحافظة، تعمل على تعزيز خدماتها لزوار الموقع، وتجهيز مختلف المرافق وفق البرتوكول الصحي المعمول به، متوقعا استمرار نشاط الحركة السياحية الأشهر المقبلة، استنادا إلى عدد الحجوزات في المكاتب السياحية، بالإضافة لاعتدال درجات الحرارة وتحسن الحالة الوبائية، ما سينعكس إيجابيا على القطاع.
رئيس جمعية الحرفيين في جرش صلاح العياصرة، أكد أن حركة البيع والشراء في سوق جرش الحرفي الذي لا يقل عدد محاله عن 48، تحسنت بشكل كبير، وهذا التحسن واضح، جراء زيادة كميات البضائع المعروضة في محاله.
وأوضح العياصرة، أن التجار زادوا عدد العاملين في محالهم، وبدأوا يطورون من اعمالهم، ساعين من وراء ذلك الى تعويض جزء من خسائرهم الماضية.
وقال إن الفترة المقبلة، ستشهد نشاطا سياحيا مميزا، لاعتدال درجات الحرارة في المحافظة وبدء موسم السياحية الخارجية في عشرات الدول الاوروبية التي تنخفض فيها درجات الحرارة في مثل هذا الوقت من العام.
وبين أن بدء تعافي القطاع بخاصة السياحة الخارجية، يتبلور في اهتمام السياح الاجانب بالتسوق من الاسواق الحرفية أكثر من الزوار الأردنيين، وهذا بدوره ينعكس على عمل أصحاب الحرف، في تغطية نفقات عملهم، وتسديد قروضهم وديونهم.
ويرى أن تعافي القطاع، يحتاج لتكاثف جهود عامليه في دعمه، فهو القطاع الأكثر تضررا، مقارنة بغيره من القطاعات، فضلا عن ضرورة تفعيل عمل المسارات السياحية في المحافظة، وزيادة التفويج إليها، وتشغيل مسار وادي الذهب الذي يربط الموقع الأثري بالمدينة الحضرية، ويتيح للسياح التجول فيها والتسوق منها.
وقال العياصرة، إن مشروع وادي الذهب من المشاريع السياحية الحيوية التي أنجزت كافة مراحلها، لكن الجائحة أخرت تشغيله، ومع بدء مرحلة التعافي منها، يجب أن يجري تفعيله وتفعيل المشاريع التي أوقفت.

صابرين الطعيمات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة