حديث الملك في جرش.. ثبات الموقف الأردني برفض الخطاب الصهيوني
– شدد جلالة الملك عبدالله الثاني أمس، على جاهزية الأردن للرد بحزم على أي محاولات للمساس بسيادته، سواء عبر تصفية الحسابات عبر الأردن أو بتفجير الأوضاع في الضفة الغربية والقدس.
وأكد خلال لقائه وجهاء وممثلين عن أبناء محافظة جرش، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، دعم الأردن لصمود الفلسطينيين والوقوف في وجه أي محاولات لتهجيرهم، لافتا إلى أن جلالته يشدد على استمرار الأردن بالوقوف مع الأشقاء الفلسطينيين في غزة والضفة، ومواصلة دوره التاريخي برعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
الخبير العسكري نضال أبوزيد قال، إن “التأكيدات الملكية تأتي في إطار تهديدات الكيان الصهيوني المتصاعدة والخطاب الإعلامي اليميني الصهيوني نحو الأردن بشأن التهجير، وفق ما يطلقه وزير خارجية الكيان يسرائيل كاتس، أو بشأن الوطن البديل الذي يتغنى به الوزيران اليمينيان المتطرفان: سموتريتش وإيتمار بن غفير.
وشدد أبو زيد، على أن تصريحات جلالة الملك تزامنت مع وصول جثمان الشهيد ماهر الجازي، لمواراته الثرى، وبالتالي فهذا رد طبيعي بطريقة دبلوماسية من رأس الدولة الأردنية على الخطاب الإعلامي الصهيوني التصعيدي، مبينا أننا “شاهدنا مؤخرا عمليات تصعيدية حول بناء جدار على الحدود مع الأردن، أو حول تهجير أهالي الضفة للأردن”.
وأوضح أبو زيد أن التصريحات الملكية بشأن الضفة، تتزامن مع ما يتردد على مواقع التواصل الاجتماعي في الكيان، وعلى مواقع عبرية محسوبة على اليمين الصهيوني المتطرف، بخاصة في القناة 14 العبرية، والتي منذ 48 ساعة تقريبا، وهي تروج لتهجير سكان الضفة، أو تغيير الواقع الديمغرافي والجغرافي فيها.
ولفت إلى أن هذا الترويج، يعتبر خرقا واضحا لاتفاقية السلام بين المملكة والكيان، موضحا أن جلالة الملك ألمح ولم يصرّح في حديثه، الى رفض أي تغيير للواقع المكاني أو الزماني للقدس، بخاصة في ظل الولاية الهاشمية على المقدسات، و”أعتقد أن هذا رفض مطلق من جلالته لأي تغيير على الواقع الحالي للوصاية الهاشمية على المقدسات”.
كما أكد أبو زيد، أن حديث جلالة الملك، كشف بأن الموقف الأردني ومن رأس الدولة، بات واضحاً برفض كل منهجية الخطاب والخطط الصهيونية التي تدفع باتجاه محاولة حلّ القضية الفلسطينية على حساب الأردن.
من جانبه، قال رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية د. خالد شنيكات، إن تصريح جلالة الملك، تأكيد لتصريحات سابقة تشدد على مواقف الأردن، بأن الأهم بالنسبة للمملكة هو الهواجس والتخوفات من حدوث التهجير، بخاصة وأن اليمين المتطرف الصهيوني يتحدث صراحة عن إجهاض أي فكرة لدولة فلسطينية.
ولفت شنيكات إلى أن اليمين المتطرف لدى الاحتلال، يتحدث أيضا عن بناء مستوطنات وانتهاكات للمسجد الأقصى، وعلى نحو خاص من بن غفير، وتفاقم اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين، مشددا على أن الضغط وزيادة التوتر، قد يؤديان للتهجير، ويشجع على ذلك الحدود الواسعة بين الأردن والكيان، فاحتمالية التهجير من أجندة اليمين المتطرف.
وقال، إن اليمين المتطرف يتحين الفرصة لتنفيذ ذلك، وهذا خط أحمر للأردن، ويمس أساسا بالأمن الوطني وثوابت المملكة، خصوصا وأن الأردن يدعو لتأسيس دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلت عام 1967، وهذا موقف معلن منذ أمد بعيد.
وأوضح أن الأردن يخشى صراحة من توسع الصراع على نحو يخرج عن نطاق السيطرة، بخاصة وأن اليمين الصهيوني، يجد في ذلك فرصة لمزيد من الحروب واستغلال الفرص، آملا تنفيذ أجندة توسعية تتطابق مع فكرة قومية الدولة الصهيونية، مؤكدا أن الأردن يستشعر خطر الحروب الإقليمية، وتطورات الصراع وامتداده لدول أخرى، تشمل إيران وحتى العراق وسورية.
وشدد على أن الخطاب الملكي، تأكيد على مواقف الأردن المستمرة، بأن المملكة تستعد لهذه الخيارات عبر تمتين الجبهة الداخلية، وبقاء الأجهزة الأمنية يقظة، أو التنسيق مع دول عربية ودول كبرى.