حشود عسكرية تستعد لساعة الصفر.. والاحتلال يتوعد بضرب “حماس” واستعادة أسراه

مع عشية انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي اليوم لبحث الوضع في غزة بعد ستة أيام من التصعيد؛ يحشد الاحتلال الإسرائيلي جنوده وآلياته العسكرية بكثافة بالقرب من الحدود مع القطاع، بانتظار قرار الهجوم البري، بينما يواصل مجازره الدموية بحق السكان المدنيين بالقصف الجوي المستمر والقتل والتدمير وقطع المياه والكهرباء، مما أدى إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.

وعلى وقع تحركات إقليمية نشطة ووساطات لتبادل الأسرى من النساء والأطفال ولتوفير ممر إنساني آمن؛ فإن الاحتلال يواصل الاستعداد لعمليته البرية، بدعم أميركي، من دون تحديد موعدها حتى الآن، حيث لم يستعد السيطرة بعد على بعض المستوطنات المحاذية للقطاع والواقعة بيد “حماس” وفصائل المقاومة الفلسطينية، في ظل التوتر بالجبهة الشمالية للكيان الإسرائيلي، وهو أمر يدخل بقوة في حساباته العدوانية.

ويزعم رئيس حكومة الاحتلال اليمينية، “بنيامين نتنياهو”، بأن القضاء على “حماس” يعتبر هدف عدوانه الأساس، بما يتنافى ذلك مع مشاهد الدماء والدمار والخراب المنتشرة في كل مكان من أنحاء قطاع غزة، مشترطا لإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين عند فصائل المقاومة الفلسطينية، تحت وطأة المزيد من استباحة الدم الفلسطيني.
فيما قال الاحتلال إنه لن تكون هناك هدنة إنسانية في حصارها لقطاع غزة قبل تحرير جميع رهائنها أكدت “حماس” أن لا تفاوض بشأن الأسرى قبل وقف العدوان على غزة، مؤكدة أن هناك أثمان على دولة الاحتلال دفعها في إشارة الى تحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال.
ويتعمد الاحتلال تدمير أحياء سكنية بأكملها في القطاع، ليغير ملامح المنطقة مع ضرب البنية التحتية بشكل يصعب معه لترميمها، وهو الأمر الذي يتجلى بالمجازر المروعة التي يرتكبها، والتي تؤدي لاستشهاد المزيد من المدنيين، غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ، مثل ما حدث في مجزرة الزيتون والصبرة والنفق وتل الهوى، والتي ارتقى خلالها 51 شهيدا وأكثر من 280 إصابة.
ويواصل الطيران الحربي للاحتلال الإسرائيلي قصف المناطق المأهولة في قطاع غزة، وتدمير المؤسسات المدنية ومشاريع البنى التحتية، فيما ردت المقاومة الفلسطينية بإطلاق الصواريخ باتجاه قلب الكيان المحتل، مثل “تل أبيب” وعسقلان وبئر السبع وحيفا المحتلة.
وتزداد معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مع استمرار عدوان الاحتلال المسنود بدعم واشنطن ودول غربية أخرى، والذي أدى لارتفاع عدد الشهداء إلى 1354 شهيدا وأكثر من 6 آلاف جريح، وتدمير أكثر من 2540 وحدة سكنية، وزهاء نصف مليون غزي تقريبا باتوا بلا مأوى، وفق الأمم المتحدة.
وبسبب القصف الإسرائيلي المتواصل ونقص الإمدادات ونفاد الوقود، فإن جميع المستشفيات الثلاثة عشر والمرافق الصحية الأخرى في غزة تعمل بشكل جزئي، بينما دخلت الخدمات الصحية مرحلة حرجة في ظل نقص الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود التي باتت على وشك النفاد، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.
ويشكل استمرار قطع الاحتلال الإسرائيلي للكهرباء والمياه والوقود خطرا على حياة الجرحى والمرضى ويتسبب في كارثة صحية وبيئية وخيمة، مثلما يترك العديد من القطاعات الحيوية أمام خطر محدق، وفي مقدمتها القطاع الصحي الذي لا يمكن أن تقوم خدماته من غير إمدادات الكهرباء.
في حين يزداد النقص الحاد في مياه الشرب بما يؤثر على 650 ألف شخص مع انقطاع إمدادات المياه من الكيان المحتل إلى غزة، وذلك بعدما ألحقت الغارات الجوية الإسرائيلية أضرارا بسبع منشآت كانت توفر خدمات المياه والصرف الصحي لأكثر من مليون شخص.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن العدد الكبير للجرحى يفوق حاليا القدرة الاستيعابية للمشافي في قطاع غزة، محذرة من انهيار الوضع الصحي في القطاع، نتيجة النقص الحاد في المستلزمات الطبية واللوازم الخاصة بغرف العمليات والأدوية وأكياس الدم.
ودعت المنظمات الصحية الدولية إلى المساعدة بفتح مشاف ميدانية في قطاع غزة للعمل على إنقاذ حياة المصابين، وخصوصا النساء والأطفال والشيوخ.
وجددت الدعوة وبشكل عاجل كافة المنظمات الصحية الدولية والأممية واللجنة الدولية للصليب الأحمر وكافة دول العالم إلى التدخل الفوري والعاجل لإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، خصوصا لغرف العمليات وأقسام الطوارئ ووحدات العناية المكثفة.
وفي ظل استمرار العدوان على قطاع غزة، وتعمد الاحتلال بإيقاع الأذى البليغ بالسكان المدنيين الآمنين، ووقف إمدادات الكهرباء والمياه، ومنع الإمدادات الطبية واستمرار ارتكاب المجازر؛ فإن قطاع غزة أمام كارثة إنسانية حقيقية، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وفي الأثناء؛ أعلن منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، “مارتن غريفيثس”، تخصيص 9 ملايين دولار من الصندوق المركزي للاستجابة للطوارئ لتمويل الجهود الإنسانية الفورية في الأرض الفلسطينية المحتلة، مشيرا إلى تدهور الوضع الإنساني فيها.
وتشترط سلطات الاحتلال، على لسان وزير الطاقة الإسرائيلي “إسرائيل كاتس”، لإدخال الموارد الأساسية أو المساعدات الإنسانية إلى غزة بإطلاق سراح أسراها، قائلا “لن يتم تشغيل مفتاح كهربائي ولن يفتح صنبور مياه ولن تدخل شاحنة وقود حتى عودة الأسرى “، وفق تعبيره.
في حين ارتفع عدد القتلى الإسرائيليين جراء عملية “طوفان الأقصى” إلى 1300، فيما أصيب نحو 3300 آخرين، من بينهم 28 في حالة حرجة ونحو 350 في حالة خطيرة، بحسب ما أفادت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية “كان”.

 نادية سعد الدين/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة