دبلوماسيون وصحفيون: مؤتمر الاستجابة الطارئة أكبر عمل إنساني ستنفذ نتائجه أرض الواقع لإغاثة غزة
أيام قليلة تفصلنا عن حدث هام يستضيفه الأردن، وهو المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية في غزة في 11 حزيران بالشراكة مع جمهورية مصر العربية، والأمم المتحدة،
ويـأتي المؤتمر امتدادا للدور الإنساني والإغاثي للأردن وفزعته تجاه الأشقاء في فلسطين، حيث قام الأردن بمبادرة حظت بتقدير من الجميع من خلال تنفيذ عدد من الانزالات الجوية على الأهل في القطاع التي نفذتها القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي والتي بلغ مجموعها 358 انزالا، منها 257 مع دول شقيقة وصديقة، و101 انزال من خلال القوات المسلحة الأردنية، فيما بلغ مجموع المساعدات المرسلة جوا عبر مطار العريش 53 طائرة، منها 13 طائرة من خلال الهيئة الخيرية الهاشمية، و 40 طائرة بالشراكة مع منظمات اغاثية، ولازال الأردن يبذل جهودا متواصلة ومستمرة مكثفة سواء بمساريها السياسي والإنساني لإغاثة شعب غزة وتخفيف آلامهم تحت وطأة الحرب الشعواء للاحتلال الإسرائيلي، والتي يرى دبلوماسيون وصحفيون مصريون، أن الجهود الأردنية المصرية ركيزة أساسية لصون الأمن القومي ليس للبلدين فحسب بل للأمن القومي العربي.
من جهته ثمن السفير منير زهران رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية السابق، التنسيق الأردني المصري لدعم القضية الفلسطينية ولوقف إطلاق النار في غزة، مشيرا إلى أن جهود قيادة البلدين لم تتوقف فالتنسيق بين البلدين تاريخي من قبل الحرب وتكثفت بعد حرب غزة من خلال اتصالات ولقاءات مستمرة مع الشركاء الدوليين الفاعليين لحشد أكبر جهد دولي ممكن لإنهاء الحرب الإسرائيلية الشعواء على غزة وخطورة تأثيرها على المنطقة.
وأكد “زهران”، في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن الموقف الأردني المصري الصلب والحازم كان له دور جلي في تغيير مواقف الغرب التي كانت منحازة وبشدة للاحتلال الإسرائيلي في حربه على غزة، لموقف أصبح منحازا للحق باعتراف بعض دول الغرب بدولة فلسطين مؤخرا وهو ما يعد انتصارا للجهود العربية المبذولة.
من جهته، أكد رئيس تحرير جريدة الأهرام المصرية علاء ثابت، أن ما يقوم به الأردن ومصر بحكم العلاقة الوثيقة للبلدين مع الشعب الفلسطيني، والإرتباط الوثيق بالقضية الفلسطينية يسير على عدة محاور سياسية وإغاثية لاحتواء تلك الأزمة الإنسانية غير المسبوقة، وإزالة كل العقبات التي تضعها إسرائيل في وجه كل أعمال الإنقاذ والإغاثة، مؤكدا أن ما يميز المبادرة الأردنية المصرية لهذا المؤتمر، أنها تدخل فورا إلى أرض الواقع، وتعمل على الإنقاذ العاجل للنازحين والمصابين والمضارين، وتخرج بعملية تنسيق واسعة، تضم مختلف القادرين والمستعدين على المشاركة في أوسع عمل إنساني، يلتف حوله كل أصحاب الضمائر في العالم
ولفت “ثابت”، إلى أن مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة لتكون المبادرة تحت علم إنساني جامع، يمنح فرصة المشاركة الدولية الواسعة، وأن تكون خطوة كبيرة نحو إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، تنطلق إلى إيجاد حل دائم وشامل، وممارسة أشد الضغوط على الحكومة اليمينية الإسرائيلية المتطرفة التي ترتكب أبشع الجرائم في حق المدنيين، وحتى يمكن التحرك السريع من أجل إنقاذ أطفال ونساء وشيوخ غزة، الذين دخلت معاناتهم شهرها الثامن في ظروف بالغة القسوة دون تحرك دولي جاد وفعال، وهو ما تحاوله الآن مصر والأردن، لتنظيم آليات فعالة وسريعة وقادرة على تخفيف المعاناة، وتوفير كل سبل الحياة والعلاج والإيواء والإنقاذ لهؤلاء الضحايا، وتحويل التعاطف إلى خطط إنقاذ سريعة، وأعمال عاجلة من أجل تأهيل غزة لعودة السكان إلى مناطقهم الأصلية، وتوفير أكبر عدد من المساكن سابقة التجهيز، ومعدات إزالة الركام وتطهير الأماكن وتأهيلها، وإنشاء مجتمعات عمرانية يتوافر فيها المرافق الأساسية من شبكات للمياه والكهرباء والمستشفيات والطرق وغيرذلك من المرافق الحيوية.
وأشار رئيس تحرير جريدة الأهرام المصرية، إلى أن الدعوة لهذا المؤتمر يأتي في توقيت بالغ الأهمية، فأولا يتوافق مع المبادرة الأميركية لوقف القتال، مع تنامي التأييد الدولي لإقامة دولة فلسطينية، مع إعتراف ثلاث دول أوروبية جديدة بالدولة الفلسطينية، بالإضافة إلى الأغلبية الكاسحة التي ظهرت في إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأظهرت عزلة إسرائيل دوليا، والتعاطف الشعبي الدولي الواسع مع غزة والقضية الفلسطينية، والتي ظهرت جليا في تواصل المظاهرات الداعمة لغزة وفلسطين داخل الولايات المتحدة وأوروبا، وهي الدول المعروفة تاريخيا بتأييد إسرائيل، بما يؤكد التحول الواسع في توجهات الرأي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية، خاصة بين الشباب وطلاب الجامعات والأجيال الجديدة التي لم تكن شهدت مأساة فلسطين التي بدأت عام 1948، بشن حرب تطهير عرقية ضد الفلسطينيين وطردهم من بيوتهم وأراضيهم، وتشريدهم في المخيمات خارج فلسطين وداخلها، وأدت إلى أكبر عمليات للتهجير العنصري في التاريخ الحديث.
وفي سياق متصل، أكد الكاتب الصحفي المصري جمال الكشكي، رئيس تحرير الأهرام العربي، على الدور الرائد للأردن ومصر في الحفاظ على الأمن القومي للبلدين كونه جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي العربي بموقف البلدين المتطابق بالرفض التام للتهجير القسري للشعب الفلسطيني من الضفة الغربية باتجاه الأردن ومن قطاع غزة باتجاه مصر واعتبار الأمر خطا أحمر لا يمكن المساس به، مشيرا للجهود الأردنية المصرية الكبيرة المبذولة والتنسيق المستمر بين قيادتي البلدين لجلالة الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتطابق الرؤى والمواقف.
كما أشار “الكشكي”، إلى أن التنسيق الثلاثي بين الأردن ومصر والأمم المتحدة في هذا المؤتمر الهام يعول على مخرجاته كثيرا لاسيما وأن الأطراف الثلاث بذلت ولازالت جهودا متواصلة لدعم وإغاثة الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني، مشيرا للزيارة التي قام بها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش لمعبر رفح والتي أكد خلاله موقفه برفض الحرب الإسرائيلية في كلمة غير مسبوقة انحازت للحق الفلسطيني وتحديد مصيره.
وشدد “رئيس تحرير الأهرام العربي”، على أهمية انعقاد المؤتمر من حيث التوقيت والمكان، حيث يأتي في ظل ظروف وتحديات صعبة يمر بها الإقليم ولما آلت إليه الأوضاع في غزة على يد الاحتلال الإسرائيلي بدمار وخراب وتشويه قطاع غزة.
–(بترا)
التعليقات مغلقة.