روسيا: لنا الحق باستخدام الأسلحة النووية والأمر ليس خدعة

موسكو – فيما اعتبرت موسكو أن لروسيا الحق في استخدام الأسلحة النووية إذا لزم الأمر، أكدت واشنطن أنها تأخذ التهديدات النووية الروسية على محمل الجد.
يأتي ذلك تزامنا مع انتهاء التصويت أمس على انفصال 4 مناطق أوكرانية، بينما تتواصل المعارك في خاركيف.
وقال ميدفيديف، وهو رئيس روسيا سابقا، إن بلاده ستبذل جهدها لمنع ظهور أسلحة نووية لدى جيرانها المعادين، مثل أوكرانيا التي يسيطر عليها حلف شمال الأطلسي (الناتو) حاليا، حسب قوله.
وأضاف “لروسيا الحق في استخدام الأسلحة النووية إذا لزم الأمر… وإذا تجاوز التهديد لروسيا الخط الأحمر فسيتعين علينا الرد والأمر ليس خدعة بالتأكيد”.
واعتبر ميدفيديف أن ” أمن واشنطن ولندن وبروكسل أهم بكثير لحلف شمال الأطلسي من مصير أوكرانيا الزائلة التي لا يحتاجها أحد”، حسب تعبيره.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد ألمح إلى احتمال استخدام السلاح النووي في الحرب، كما قال وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكاي إن كل الخيارات أمام بلاده (الحليفة لروسيا) متاحة، بما فيها تجهيز الطائرات بالأسلحة النووية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير إن واشنطن لم تر بعد أي سبب لتعديل الوضع الحالي لقواتها النووية، رغم تعامل بلادها بجدية مع التهديدات النووية الروسية.
واكتملت أمس عملية التصويت بشكل مباشر في آخر أيام استفتاء لانضمام 4 مناطق في جنوب وشرق أوكرانيا إلى روسيا.
وأعلنت السلطات الموالية لروسيا أن نسبة المشاركة في الاستفتاء بلغت 87 % حتى مساء أول من أمس في دونيتسك، و83 % في لوغانسك، و63 % في خيرسون، و66 % في زاباروجيا.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية أمس إنه من المرجح أن يعلن بوتين ضم مناطق أوكرانية محتلة إلى روسيا الاتحادية خلال خطابه أمام البرلمان يوم بعد غد الجمعة.
وأضافت في بيان أن “قادة روسيا يأملون بشكل شبه مؤكد في أن يُنظر إلى أي إعلان ضم على أنه إثبات لضرورة العملية العسكرية الخاصة وأن يعزز الدعم الوطني (داخل روسيا) للصراع”.
ورغم تنديد أوكرانيا وحلفائها بهذه الاستفتاءات “الزائفة”، وتعهد دول مجموعة السبع بعدم الاعتراف “مطلقا” بنتائج الانتخابات، فإن هذه الانتقادات والتهديدات لم تردع موسكو، ومن المتوقع أن يصوت البرلمان الروسي قريبا على قانون يشرع ضم المناطق الأربع إلى روسيا.
وما تزال روسيا تواجه أزمة داخلية بعد إصدار بوتين أمر استدعاء نحو 300 ألف جندي من قوات الاحتياط، حيث قدرت إحدى جهات المراقبة أنه تم اعتقال ألفي شخص على الأقل حتى الآن جراء الاحتجاجات الرافضة للاستدعاء.
وردا على سؤال عن احتمال إغلاق الحدود لمنع الرجال من الهرب، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين أمس “لا أعرف أي شيء عن هذا. في الوقت الحالي، لم تُتخذ أي قرارات في هذا الصدد”.
وأفاد إعلاميون روس يعملون خارج البلاد، نقلا عن مسؤولين، بأن السلطات تخطط لمنع جميع الرجال من المغادرة.
وعلى الأرض، تكثفت الهجمات الروسية بمسيرات إيرانية مؤخرا، حيث أعلن الجيش الأوكراني أول من أمس تسجيل عمليات قصف روسية لأكثر من 40 مدينة وبلدة، وصد هجمات في حوالي 10 اتجاهات من بينها سوليدار وباخموت في الشرق.
وتتواصل الاشتباكات في منطقة خاركيف في الشمال الشرقي، بينما قالت القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية اليوم إن هجومها المضاد في خيرسون كبد العدو خسائر بلغت 77 جنديا و6 دبابات و5 مدافع هاوتزر و3 أنظمة مضادة للطائرات و14 عربة مدرعة.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية مشاهد مصورة لقصف بمروحيات هجومية على أهداف عسكرية أوكرانية.
وفي وقت متأخر من مساء أول من أمس، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الوضع العسكري في دونيتسك بأنه “خطير للغاية”.
وقال “نبذل قصارى جهدنا لاحتواء نشاط العدو. هذا هو هدفنا الأول الآن، لأن دونباس ما تزال الهدف الأول للمحتلين”، في إشارة إلى المنطقة الأوسع التي تضم دونيتسك ولوغانسك.-
إلى ذلك قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إن إنتاج بلاده من الحبوب هذا العام يمكن أن يتجاوز 150 مليون طن، منها 100 مليون طن من القمح، وهو رقم قياسي على مدار تاريخ روسيا.
وأضاف بوتين خلال كلمته في اجتماع الحكومة الروسية المنعقد عبر تقنية الفيديو إن تصدير الحبوب والأسمدة الروسية ما يزال يواجه تعقيدات، وهو ما يهدد بحدوث أزمة غذاء عالمية.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن العقوبات المفروضة على روسيا يمكن أن تلحق الضرر بسوق الغذاء العالمي، ولا علاقة للعملية العسكرية بذلك، واتهم الدول الغربية بإذكاء أزمة الغذاء العالمية عبر الحصول على الحبوب الأوكرانية واستثناء الدول الفقيرة.
وذكر أن 203 سفن شحن محملة بالحبوب غادرت الموانئ الأوكرانية منذ بداية الشهر الحالي 4 منها فقط اتجهت إلى الدول الفقيرة.
وكان بوتين قد انتقد سياسات الغرب الاقتصادية، مشيرا إلى أن الدول الغربية تواصل التصرف بنهج استعماري فيما يخص موضوع تصدير الحبوب الأوكرانية.-(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة