سوق شعبي للنساء المنتجات بالسلط.. مشروع طموح ينتظر تحقيقه

تبرز بين الفترة والأخرى، مطالب نسائية بإنشاء سوق شعبي في مدينة السلط يخدم مختلف العاملات بمحافظة البلقاء، بحيث تُعرض فيه المنتجات بشكل دائم، مع ازدياد لافت في أعداد العاملات في مجال المنتجات المنزلية بالمحافظة، سواء مأكولات وحلويات تراثية أو أخرى لها صلة بالمواسم الزراعية والمناسبات والأعياد، بالإضافة إلى العديد من الحرف اليدوية كالهدايا والإكسسوارات، وأعمال الخزف والبسط ونحت خشب الزيتون والبلوط وتعبئة زجاجات والتطريز وغيرها.

حول ذلك، تؤكد عضو مجلس محافظة البلقاء “اللامركزية” شاهة النسور، أن لجنة تمكين المرأة في المجلس وهي جزء منها، تسعى بالفعل إلى إنشاء سوق شعبي في مدينة السلط بطابع وأجواء تراثية، ليكون مركزا لجميع النساء العاملات في مجال المنتجات اليدوية أو المنزلية بالمحافظة، مشيرة إلى أن اللجنة تبذل كل جهدها لكي ترى فكرة السوق النور، فيما تصطدم في الوقت الحالي بمعضلة عدم توفر مبنى مناسب ليتم تخصيصه لإقامة السوق، حيث تسعى اللجنة إلى توفيره من خلال جهة رسمية أو خاصة، وتمت مخاطبة بلدية السلط الكبرى بهذا الخصوص حول مبنى غير مستغل تملكه، على أمل أن توافق البلدية على تخصيصه.

وقالت النسور لـ”الغد”، إن اللجنة أعدت خطة متكاملة حول فكرة السوق، بحيث يكون مكانا دائما لعرض منتجات النساء، بدلا من أن يكون جهدهن مشتتا دون وجود حاضنة تحقق لهن فائدة أكبر، معتبرة أن مشاركة تلك النساء بـ”البازارات” والأيام التسويقية وما شابه، لها أهمية، لكنها غير كافية وغير مستدامة.
لكن السوق وفق النسور، من شأنه أن يضمن تحقيق دخل مستمر وأكثر جدوى للسيدات، كونه سيفتح أبوابه طيلة الأيام، بالتزامن مع إعداد خطة ترويجية له لاستقطاب زوار مدينة السلط ومحافظة البلقاء إليه، في الوقت ذاته يمكن بحث إمكانية إدراجه عبر المسارات السياحية.
وشددت على أن إقامة السوق من شأنه أن يوفر العديد من فرص العمل للسيدات والفتيات، خصوصا إذا تم الترويج للسوق بالشكل المطلوب، وأصبح مقصدا للكثير من الزوار والسياح الباحثين عن الأصالة والتراث، وهو الأمر الذي أكدت أنه سينعكس بشكل أو بآخر على النهوض بواقع المشاركة الاقتصادية للمرأة.
وتؤكد النسور، أنه من الممكن أن يضم المبنى طابقا يخصص كأكاديمية تدريب، بحيث تقوم العديد من النساء والفتيات المتطوعات على تدريب النساء المنتجات على كيفية تطوير أعمالهن ومنتجاتهن، بالإضافة إلى كيفية تسويقها وتحقيق أكبر قدر ممكن من الاستفادة، لا سيما الدخل المالي.
وتتفق الناشطة النسائية المعروفة ثائرة عربيات، وهي أول أردنية تدرب على تطريز “الهدب”، مع ما ذهبت إليه النسور في تأكيد أهمية إنشاء السوق الشعبي، وحجم انعكاساته الإيجابية على الواقع النسائي في مدينة السلط ومحافظة البلقاء ككل.
وتطرقت عربيات، إلى جزئية الحرفيين، قائلة إن عددهم في مدينة السلط وحدها يبلغ نحو 200 سواء من الذكور أو الإناث، مشيرة إلى أن نحو 70 منهم يشاركون بمشروع تابع لمؤسسة إعمار السلط في متحف السلط التاريخي، مشيرة إلى أهمية هذا الأمر، لكنها اعتبرت أنه غير كاف، لا سيما أن ساعات العمل محصورة بين الساعة 10 صباحا حتى 4 أو 5 مساءً، فيما يمكن في حال إنشاء السوق أن يتم استقبال الزوار والسياح الذين يأتي عدد منهم في وقت متأخر لزيارة المدينة، طيلة الأيام وفي مختلف الأوقات.
وقالت إن فكرة السوق ستحقق دعما لافتا وكبيرا للسيدات، خصوصا في ظل التكاتف والتشبيك بين المجتمع المحلي والجهات المسؤولة مثل محافظة البلقاء وبلدية السلط الكبرى ومجلس اللامركزية لدعمهن وتمكينهن من ترويج منتجاتهن بشكل أكبر وأكثر جدوى، في مقابل إبراز الوجه السياحي والتراثي لمدينة السلط، وإتاحة الفرصة للزوار والسياح ليشاهدوا ذلك على أرض الواقع.
كما شددت عربيات على أهمية تدريب السيدات وتطوير مهاراتهن وإدارة أعمالهن، بما ينعكس على مشاريعهن الصغيرة باتجاه توسيعها وجعلها أكثر تنظيما ومردودا، مجددة التأكيد على حاجة مدينة السلط لسوق شعبي حرفي يتوسط المدينة.

محمد سمور/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة