شعار”عجلون أكسجين الأردن”.. كيف يتحقق؟

يرى قائمون على مؤسسات أهلية وناشطون في مجال المحافظة على البيئة في عجلون، أن حماية البيئة بالمحافظة من جميع أشكال الإضرار بها، بات ضرورة تتعلق ليس فقط بالجانب الاستثماري والتنموي بل والأهم بالجانب الصحي، باعتبارها رئة وأكسجين الأردن، ما يتطلب المزيد من الاهتمام.

وأكدوا أن المحافظة ما تزال تنتظر إجراءات تخلصها من مشاكل وبؤر بيئية طالما عانت منها، وتبقى تطل برأسها من وقت لآخر، خصوصا تلك المتعلقة بالمقالع، ومخلفات التنزه والمعاصر، والطرح العشوائي للأنقاص، إضافة إلى ما يلحق بغاباتها من تقطيع وحرائق في غالبها مفتعلة.

رئيس ملتقى الشفا الدكتور حسين الربابعة، أكد أهمية التوعية والتثقيف في تعزيز وتعديل السلوك تجاه البيئة التي ترتبط ارتباطا وثيقا بصحة الإنسان ومصادر رزقه،  والمساهمة ببناء قاعدة معرفية نحو الواجب تجاه البيئة التي هي أساس الحياة والتنمية، مؤكدا أن أي اعتداء عليها اعتداء على الصحة والسلامة العامة والتنمية، خصوصا السياحية.
وأكد أن مهمة التخلص من جملة بؤر بيئية ساخنة بمحافظة عجلون لم تعد مسألة رفاهية، بقدر ما أصبحت حاجة أساسية وجب إنجازها، وبالتزامن مع النهضة التنموية والسياحية التي تنتظرها المحافظة، خصوصا بعد تشغيل مشروع التلفريك، وتضاعف أعداد زوارها.
المهتم بالقضايا البيئية والتنموية علي القضاة، شدد على أهمية زيادة الدعم للجهات الرقابية، ونشر الوعي المجتمعي، وتفعيل التشريعات التي تضمن إيجاد الحلول الجذرية لعدد من البؤر الساخنة الجاثمة على الساحة العجلونية منذ عقود.
ويؤكد المختص في الشأن البيئي المهندس خالد العنانزة، أن البؤر البيئية الساخنة، كالمقالع الحجرية، والطرح العشوائي للأنقاض، ومخلفات التنزه، ستبقى تؤثر سلبا على عموم التنمية خصوصا السياحية، ما يستدعي تضافر جميع الجهود الرسمية والأهلية والشعبية، وتكثيف الجوانب التثقيفية والتوعوية.
وفي هذا التوجه، أطلق رئيس جامعة عجلون الوطنية الدكتور فراس الهناندة مؤخرا مجسم بشعار “عجلون أوكسجين الأردن” ترجمة لرؤية الملكية في تعزيز هوية عجلون السياحية والزراعية وفي مختلف القطاعات ودعم المجتمع المحلي.
وأطلق الشعار خلال مؤتمر مستقبل قطاع الزراعة، الطاقة، البيئة والثروة الحيوانية الإنتاجية باستخدام التكنولوجيا الحديثة والمواد العضوية الذي عقد في الجامعة مطلع العام الحالي.
وأكد الهناندة على أهمية تعزيز التعاون مع القطاع العام والخاص للمساهمة في تعزيز هوية عجلون السياحية والزراعية ودعم المجتمع المحلي.
وأكد رئيس الجامعة الأردنية الأسبق الدكتور عبد الكريم القضاة خلال رعايته ندوة نظمها ملتقى الشفا الثقافي بالتعاون مع مديرية البيئة في عجلون حول أهمية البيئة في الحفاظ على صحة الإنسان ودعم التنمية، أن الارتباط الوثيق ببن البيئة والصحة والتنمية يعد من أهم الملفات الوطنية التي يجب العمل عليهما وتعزيز الوعي الثقافي والمجتمعي حيالهما، مشيرا إلى أن مشاكل البيئة عديدة وتحتاج إلى تعاون الجميع لأن الحفاظ على البيئة والصحة مسؤولية تشاركية.
وزاد أن عجلون الطبيعة والجمال هي أوكسجين الوطن، داعيا إلى دعم مؤسسات المجتمع المدني التي تتصدى لمثل هكذا برامج تساهم في بناء منظومة سلوكية إيجابية تجاه البيئة وصحتها وسلامتها وبالتالي حماية الإنسان وصحته.
وقال الناشط علي زيدان، إن أهمية البيئة تكمن بما توفره من آثار إيجابية كزيادة إيرادات المجتمع المحلي والحفاظ على المناطق الطبيعية وتحسين مستوى البيئة وتنمية البنى التحتية وتحسين وتطوير المزارات السياحية، مؤكدا أهمية اتخاذ كل السبل للحد من آثارها السلبية كتدمير جودة البيئة وتشويه المناطق السياحية وتلوث المياه والهواء.
وأكد رئيس فرع الإدارة الملكية لحماية البيئة النقيب مراد النمراوي أهمية المساهمة في تحقيق الأمن البيئي والمحافظة على النظم البيئية من خلال إنفاذ القانون وفق خطط وإستراتيجيات تنظم بالتنسيق مع مؤسسات الدولة ذات العلاقة بحماية البيئة، وبالتشارك مع جميع مؤسسات وأطياف المجتمع المدني وصولا إلى نشر الوعي والثقافة البيئية.
وأشار إلى واجبات الإدارة والمتمثلة بالمساهمة في تنفيذ الإستراتيجيات والخطط الوطنية ذات العلاقة بالبيئة في المملكة بالتعاون والتنسيق مع جميع الجهات المعنية بذلك، وتطبيق قانون حماية البيئة وجميع التشريعات ذات العلاقة بالبيئة، والاشتراك بتطوير هذه التشريعات وإبراز مفهوم الأمن البيئي وتطبيق معايير التطوير المؤسسي في العمل الشرطي البيئي، ومعاونة السلطات المختصة في مراقبة وضبط المخالفات التي تشكل انتهاكا لعناصر البيئة (المياه، الهواء، التربة، التنوع الحيوي) وتوفير الحماية اللازمة لموظفي الوزارات والدوائر الحكومية المختصة بحماية البيئة والطبيعة أثناء تأديتهم لواجباتهم وتنفيذ قرارات الوزارات المختصة في الأحوال التي تشكل خطرا على البيئة أو في الحالات الطارئة بإزالة المخالفات البيئية أو الإغلاق التحفظي للأماكن المحددة بتلك القرارات وبما ينسجم مع القوانين والأنظمة.
وأشار إلى إعداد برامج التوعية البيئية والمشاركة بتنفيذها لتعزيز مستوى الوعي البيئي لفئات المجتمع وبالتعاون مع الشركاء ووسائل الإعلام والمساعدة في مراقبة تصنيع وتخزين وتداول المواد الكيماوية غير المرخصة ومتابعتها وضبطها لإجراء المقتضى القانوني.
وبينت رئيس قسم التوعية في مديرية البيئة سوسن عنيزات، البؤر البيئية الساخنة في المحافظة التي تتعامل معها المديرية بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، وتشمل الانتشار العشوائي للمقالع والكسارات غير المرخصة وطرح النفايات الصلبة في مواقع التنزه وزيبار معاصر الزيتون والانتشار العشوائي لمعامل الطوب ومناشير الحجر وعدم شمول مناطق في المحافظة بشبكة الصرف الصحي وانتشار مزارع الثروة الحيوانية والانتشار العشوائي للطمم ومخلفات البناء والاعتداء على الثروة الحرجية بالتحطيب الجائر والحرائق.
وأشارت المهندسة رهام المومني من مديرية الزراعة لإجراءات وزارة الزراعة للحفاظ على الثروة الحرجية من خلال الدوريات المستمرة بالتشارك مع الجهات ذات العلاقة وإدامة أعمال التشجير وزراعة الأماكن التي تتعرض للتقطيع والحرائق.
بدوره، كشف مدير البيئة في المحافظة الدكتور مشعل الفواز، أن الكوادر الرقابية والمتابعة في المديرية أغلقت 5 مقالع مخالفة وحولت 3 قضايا للنائب العام فيما حررت العام الحالي  54 مخالفة بيئية مختلفة وفق القانون الإطاري، كما تعاملت مع 67 شكوى بيئية، مشيرا إلى أنه تمت الموافقة على ترخيص 10 منشآت مابين منشآت صناعية وزراعية وخدمية.
وفيما يتعلق بالتوعية والتثقيف بين الفواز أن قسم التوعية نظم 47 محاضرة ومعرضا بيئيا لطلبة المدارس والمراكز الشبابية والجمعيات والهيئات الشبابية والمشاركة بـ 16 فاعلية بيئية، وتنظيم 13 ورشة تدريبية، و 12 حملة للنظافة في مواقع التنزه بالتعاون مع الفعاليات الرسمية والشعبية والشبابية ومؤسسات المجتمع.

عامر خطاطبه/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة