شعراء أردنيون وعرب يحلقون في فضاءات الإبداع ضمن فعاليات جرش 37

حلق شعراء أردنيون وعرب في الفعالية الشعرية الثانية التي أقيمت مساء أمس في قاعة المؤتمرات بالمركز الثقافي الملكي بعمان بالتعاون مع رابطة الكتاب الأردنيين ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الـ37.
وفي أمسية الشعر التي أدارها عضو الهيئة الإدارية في الرابطة الناقد محمد المشايخ، وعبقت بفيض من المشاعر المرمزة التي تناولت موضوعات المرأة والوطن والوجدانيات، أعرب فيها المشايخ باسم الرابطة عن الاعتزاز بجرش التاريخ والأصالة والتي من خلال هذا المهرجان تحاكي الزمان والمكان والجمال والإنسان وتنفتح على العالم كمنارة ثقافية تمتد الى أعمق أعماق التاريخ وحضارته.
واستهلت معارج الأمسية الشعرية بالشاعرة والإعلامية اللبنانية ماجدة داغر التي القت قصيدة من شعر النثر مهداة الى ثلاث نساء بعنوان “ريحانة التي خالفت قواعد الموت” افتتحتها بالشطر (كوني قصيدة منحولة / عن ليل يستذئب قبيل الفجر / وقبل الفجر ) تخاطبهن بلغة مفعمة بالشاعرية والرمزية العاليتين صاغت مفرداتها بعناية فائقة لتعبر عن وجع مكنون إلا انه يأبى الانكسار .
وفي قصيدتها الثانية المعنونة “تضرعات فينوس” واصلت الشاعرة داغر دفقها الشعري الذي يحاكي آلام المرأة ويستنهض همتها في آن بخطاب توجهه للرجل هذه المرة مطلعه (أكثر سنابلك في دمي/ لتنصبغ الأرض بالقمح الأحمر / وتغني السناجب الجائعة)، إلا انها رغم الجراحات تبقى على تلك الروح المتوثبة للمرأة والملتحفة بمشاعر شفيفة.
ويصعد الى صهوة الشعر من بعدها الشاعر والإعلامي المصري سامح محجوب الذي يلقي ثلاث قصائد من شعر التفعيلة ذات الرمزية العالية والمفعمة بالوجدانية والأسئلة والوجودية، جاءت الأولى منها معنونة “ما في الجبة” بإحالاتها إلى قصة سيدنا يوسف عليه السلام، تحمل في ثناياها تعبيرات تشي بجوانية المثقل براهن الحال.
والشاعر محجوب الذي سارت قصيدته الثانية المعنونة “”واحد من أبطال الملاحم”، على نحو سابقتها في ترميزها العالي ووجدانيتها الشفيفة الا انها جاءت هذه المرة تخاطب المرأة بوصفها الحبيبة التي يتوق لها رغم اشتعالات آلامه من هول قسوة الحياة وحروبها وخراباتها، ليختتم صولته الشعرية بقصيدة “أَكتُبُ كي أَهزمَ مَوتِي” التي يكشف فيها عن شخصيته كشاعر يكتب بمداد ألم مما يلتقطه من جنون الحياة ومفارقاتها المعتمة.
وفي لغته المجازية العالية وبإيحائتها الدالة وإيقاعاتها الداخلية القى الشاعر الاردني ايسر رضوان الردايدة قصيدتين من شعر النثر بتنويعاتها اللغوية الأولى حملت عنوان يأتي القطار” في عمقها الوجداني الذي يحاكي تأملات الشاعر بأصوات داخلية ومحيطه، فيما حملت الثانية في إحالاتها تساؤلات مضمرة وإدانة للقبح المُجمل.
وتتواصل الأمسية الشعرية بقصائد من شعر التفعيلة مع الشاعر الاردني إيهاب الشلبي الذي استهل صولته الشعرية بقصيدته العاطفية “يا ندى” التي عبقت بجرعات عالية من الوله الانساني تجاه المحبوبة والمكان حيث تحضر اربد ودمشق ودرعا في القصيدة ذاكرة للعاطفة مكللة بجماليات المفردة والمشهدية الشعرية، لينتقل بعدها الى قصيدة “ضنون المرايا” الوجدانية ويختتم بقصيدة “ذات آب” التي يفرغ فيها الشاعر عصفا من مكنوناته الوجدانية المحملة بآلام لم تثنه عن مواصلة المسير.
ويختتم الأمسية الشعرية الثانية للرابطة ضمن برنامج المهرجان الثقافي الشاعر الاردني جمال قاسم بقصيدتين من شعر التفعيلة الوجداني يخاطب فيهما الحبية، ومقطع من قصيدة ملحمية طويلة بعنوان “سؤال الهوية”، جاءت الأولى معنونة بـ “ضالع بالتمني” استهلها بمقطع (لا أحيل المساء الى القمر/ عندما يتسلل طيف/ على سهري/ فالقصيدة راقصة في يدي) فيما القصيدة الثانية حملت عنوان “لا اكتب شعرا” ، أما المقطع الشعري فجاء من قصيدة محملة بهموم وطنية برمزية عالية.
وفي ختام الأمسية سلم الناقد المشايخ شهادات المشاركة والتقدير على الشعراء المشاركين .
–(بترا)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة