شهيد وعشرات الإصابات خلال مواجهات مع الاحتلال بالضفة الغربية المحتلة

استشهد شاب فلسطيني، فيما أصيب العشرات أمس، خلال نشاطات مناهضة للاستيطان والاحتلال في عدد من مناطق الضفة الغربية المحتلة.
فقد ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن فلسطينيا استشهد برصاصة حية في الرأس خلال مواجهات مع الاحتلال في قرية بيتا شمال الضفة الغربية المحتلة.
كما أصيب خمسة فلسطينيين برصاص الاحتلال الحي والمعدني، و52 آخرين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة بيتا جنوب نابلس.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال أغلقت الطرق في جبل صبيح، ما أعاق عمل طواقم الإسعاف وتم السير بالإصابات لمسافة كيلومتر لأقرب سيارة إسعاف، بما فيها الشاب الذي أصيب في رأسه وما لبث أن فارق الحياة عقب ساعات من وصوله لمستشفى رافيديا.
وخلال مسيرة كفر قدوم السلمية الأسبوعية، المناهضة للاستيطان، أصيب 6 فلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق، أمس، خلال قمع جيش الاحتلال الإسرائيلي المسيرة.
وانطلقت المسيرة هذا الأسبوع إحياء للذكرى السابعة لاستشهاد القائد زياد أبو عين، والذكرى الرابعة والثلاثين لانتفاضة الحجارة.
وذكر الناطق الاعلامي في إقليم قلقيلية مراد شتيوي، أن مواجهات عنيفة اندلعت بين الاحتلال والشبان الذين تصدوا لهم بالحجارة، فيما رد الجنود بإطلاق وابل كثيف من الرصاص المعدني، وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى لإصابة 6 فلسطينيين بالرصاص، والعشرات بالاختناق.
وأدى أهالي بلدة الطور شرق القدس المحتلة، صلاة جمعة أمس، أمام البناية السكنية التي يهدد الاحتلال بهدمها وتهجير ساكنيها، وهم حوالي 10 عائلات بحجة البناء دون ترخيص.
ودعت خطبة الجمعة لتوسيع دائرة الدعم والإسناد للعائلات المهددة بالتشريد، ومواجهة القرارات الاحتلالية التعسفية. وعقب الصلاة، اعتصم الأهالي وعدد من المتضامنين الأجانب، أمام البناية إسنادا للعائلات الساكنة.
وكانت محكمة الاحتلال، وافقت على قرار وقف هدم بناية الطور، لحين صدور قرار في طلب إلغاء الهدم المقدم باسم عائلة مصطفى أبو سبيتان، من قبل محامي العائلات.
وأوضح المقدسي فايز الخلفاوي المهدد منزله بالهدم “أن تجميد القرار لا يعني أن الأمر انتهى، وقامت العائلات بتقديم طلب لترخيص البناية نهاية شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، إلا أنه لم يتم الرد حتى اللحظة”.
ودعا خلفاوي، المقدسيين والمتضامنين، إلى تكثيف الحملات التضامنية مع العائلات المهددة بالتشريد لحمايتهم وكل المقدسيين من قرارات الاحتلال.
وفي نابلس هاجم مستوطنون، أمس، منازل الفلسطينيين في بلدة مادما ورشقوا مركبات الفلسطينيين على طريق بورين الالتفافي جنوب نابلس.
وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، إن مستوطني “يتسهار” هاجموا مركبات الفلسطينيين بالحجارة قرب شريق التفافي بورين، ما أدى إلى تضرر بعضها.
وأضاف أن المستوطنين هاجموا المنازل في المنطقة الجنوبية لقرية مادما، ما أدى لاندلاع مواجهات بين الشبان والمستوطنين، وأطلق عناصر حراسة المستوطنة النار صوب الفلسطينيين.
وفي الأغوار، شرع مستوطنون، أمس، بأعمال بناء وترميم قرب نبع خلة خضر في منطقة الفارسية، وفق الناشط الحقوقي عارف دراغمة.
وأكد أن المستوطنين يسيطرون على النبع ويشرعون بأعمال حفر وبناء في المكان منذ ساعات صباح أمس حيث قاموا ببناء بركة بجوار النبع.
يذكر أن المستوطنين ينتهجون خلال السنوات الأخيرة سياسة الاستيلاء على أراض وينابيع مياه من خلال القيام بأعمال ترميم وبناء في محيطها، ومن ثم حرمان الرعاة والفلسطينيين الفلسطينيين من الوصول لها واستغلالها.
وكان المستوطنون استولوا مطلع العام الحالي على نبع عين الحلوة في الأغوار الشمالية وقاموا بأعمال بناء وترميم في محيطها، ولاحقا أقاموا متنزها في المنطقة وحرموا الفلسطينيين من استغلال النبع، الذي يعد مصدر المياه الرئيس لعشرات العائلات.
وتتخذ حرب الاحتلال والمستوطنين على مصادر المياه في الأغوار الشمالية شكلا متصاعدا منذ سنوات، كما يتخذها الاحتلال وسيلة لمحاولة تهجير السكان من أراضيهم من خلال حرمانهم من مصادر مياههم.
ولا تقتصر انتهاكات الاحتلال في مجال المياه في الأغوار على ذلك، حيث يصعد من ملاحقة صهاريج نقل المياه والاستيلاء عليها، إضافة لتدمير خطوط المياه الزراعية، وتقليص كمية المياه التي تعطى لقرى الأغوار عبر شركة “ميكروت” الإسرائيلية، التي تتحكم بمصادر المياه في الأغوار، إضافة لمحاولة الاستيلاء على منابع المياه كافة التي بقيت متاحة للفلسطينيين.
ورغم أن “الأغوار الشمالية تقع ضمن الحوض المائي الشرقي الأكبر في فلسطين، إلا أن إسرائيل تسيطر على 85 % من مياهها، فيما يتحكم الفلسطينيون بالـ15 % المتبقية، وتشير الأرقام إلى أن معدل استهلاك المستوطن القاطن في الأغوار الشمالية يبلغ 8 أضعاف ما يستهلكه الفلسطيني”، وفقا لمركز عبد الله الحوراني للدراسات التابع لمنظمة التحرير. واعتقلت قوات الاحتلال، أمس، خمسة فلسطينيين بمناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة بعد مداهمة منازلهم، وتفتيشها.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة نعلين غربًا، وسلمت عددا من الفلسطينيين بلاغات لمراجعة مخابراتها، وسط اندلاع مواجهات في البلدة، دون وقوع إصابات.
وفي غزة، اعتقلت بحرية الاحتلال صباح أمس صيادين اثنين في بحر شمال القطاع، وفق مصادر محلية. وتتعمد بحرية الاحتلال استهداف الصيادين في بحر غزة يوميا، وتمنعهم من ممارسة مهنتهم بحرية.
وفي غضون ذلك، طالبت وزارة الخارجية والمغتربين، بفرض عقوبات دولية على سلطات الاحتلال لما ترتكبه من جرائم متواصلة بحق الوجود والتاريخ والحضارة والثقافة والإنسان والأرض الفلسطينية.
ودعت، في بيان أمس، المجتمع الدولي، لاتخاذ إجراءات دولية رادعة تجبر إسرائيل على الانخراط في عملية سلام حقيقية لإنهاء احتلالها وسرقتها للأرض والهوية الفلسطينية، مشددة على أهمية اعتماد العقوبات الدولية على الاحتلال الكولونيالي التوسعي الإسرائيلي.
وقالت الوزارة “ننتظر من المجتمع الدولي موقفا مسؤولا وجريئا، إذا أراد أن يحافظ على مصداقيته”، موضحة أن سياسة الإلغاء والإحلال التي تمارسها دولة الابرتهايد على أرض دولة فلسطين المحتلة يجب أن تواجه بكل أشكال الرفض والإدانة الدولية.
واعتبرت أن ما حصل في الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، من اعتماد خمسة قرارات متعلقة بالقضية الفلسطينية بأغلبية ساحقة، إنما يؤكد إمكانية فرض عقوبات على الاحتلال لجرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
وأدانت الخارجية عمليات سرقة الأرض والهوية الفلسطينية وتزويرها التي ترتكبها سلطات الاحتلال، واقتحام 15 عضو كنيست إسرائيلي برفقة ما يسمى “رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة”، بحجة زيارة مستوطنة “كفار تبواح” القامة على أراضي الفلسطينيين شرق سلفيت.
ونددت بالمواقف والدعوات التحريضية العنصرية التي أطلقوها لتعزيز الاستيطان وتعميقه، وسرقة المزيد من الأرض الفلسطينية، معتبرة أن هذا الاقتحام امتداد لسلسة الاعتداءات التي يمارسها الاحتلال والمستوطنون ومنظماتهم الإرهابية في عموم الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية ومقدساتها، وامتداد لاعتداءات المستوطنين ومسيراتهم الاستفزازية لتحقيق الهدف نفسه.
وأكدت الوزارة أن عمليات سرقة الأرض تترافق مع عمليات سرقة الهوية الفلسطينية، لأن سلطات الاحتلال لا تكتفي بالاستيلاء على الأرض وتغيير معالمها، وإنما أيضا سرقة الهوية والثقافة والتراث الفلسطيني، كما حصل بتعمد المنظمين لمسابقة ملكة الجمال وحرصهم على ارتداء المتسابقات الثوب الفلسطيني، ومشاركتهن في إعداد وجبات فلسطينية مشهورة، تحت شعار الثقافة الإسرائيلية، بما يعكس من جديد موقف سلطات الاحتلال السياسي الذي ينكر ويتنكر بطريقة تعسفية وغير قانونية بالوجود الفلسطيني في أرض وطنه فلسطين.-(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة