عجلون: “التدريب المهني” يمنح متعطلين بصيص أمل للخلاص من البطالة

يسعى شبان وشابات من محافظة عجلون، تخرجوا في الجامعات، إلى تغيير نمط تفكيرهم، بالقبض على بصيص أمل، يمكنهم من نيل فرص عمل، بعد تخرجهم في تخصصات راكدة، عبر الالتحاق بمعهد التدريب المهني في المحافظة ودوراته التي ما تزال مستمرة، برغم وقف مكافآت التنقل لهم.
ويصر هؤلاء على عدم البقاء منتظرين فرص عمل في تخصصاتهم، وبلا عمل، بالتدرب في المعهد على حرف ومهن مطلوبة في السوق، مسهمين بذلك في خلق أنماط تفكير حيوية، تدفعهم لان يكونوا عاملين منتجين، في ظل ارتفاع معدلات البطالة.
وعلى الرغم من توقف المكافآت التي كانوا يتقاضونها في المعهد، منذ مطلع العام الحالي، لكن هناك إصرارا من إدارته، على عقد دورات تدريبية لمهن وحرف يحتاجها سوق العمل.
ويقول خريجون في الجامعات؛ محمد نعيم المومني ومحمد هاشم سوالمة وأيهم ربابعة، إنهم التحقوا بالمعهد عقب تخرجهم، لمعرفتهم بندرة الحصول على وظائف في القطاعين الحكومي والخاص.
ولفتوا إلى أن قيامهم بهذه المهمة، أي التدرب على مهن بعيدة عن تخصصاتهم، تتيح لهم الخروج من صفوف العاطلين عن العمل، والعمل في مهن تحقق لهم دخولا جيدة، وتمنحهم فرص تأسيس مشاريع صغيرة بمهن تعلموها، ويحتاجها السوق.
ولفتوا إلى أن بعضهم، بعد تدربهم على الحلاقة، امتلكوا حاليا صالونات في مناطقهم، تمدهم بالدخل، وتبعدهم عن البطالة.
ويؤكد المتدرب الجامعي انس عقلة البطوش، أن التحاقه في دورة تدريب “حداد المنيوم ماهر”، مكنه بعد انهائها من الحصول على فرصة عمل جيدة، أخرجته من محنة التبطل، متمنيا أن يتمكن مستقبلا، وبعد تخرجه من فتح مشروعه الخاص.
المتدربات الجامعيات، شروق الزغول “تجميل مستوى ماهر”، وأنسام بني سلمان، “خياطة نسائية مستوى ماهر”، وهديل الصمادي “مدخل بيانات مستوى ماهر”، أوضحن إنهن التحقن ببرامج المعهد لتعلم مهن تتيح لهن الفرصة لان يكن منتجات، وتأسيس مشاريعهن الخاصة، وهو ما اخرجهن من قائمة البطالة، وأبعهدن عن انتظار فرص الحصول على وظائف في تخصصاتهن الراكدة والمشبعة.
وأشرن إلى أن أعمالهن الجديدة، تتيح لهن دخولا مناسبة، لكنهن في الوقت نفسه، طالبن بأن يتراجع المعهد عن قرار وقف مكافآت المتدربين الجدد، وقدرها 85 دينارا، إذ أنها توفر نفقات التنقل لهم.
مدير المعهد المهندس معتصم القضاة، قال إن الطاقة الاستيعابية للمعهد تصل إلى 200 متدرب ومتدربة، ويعقد دورات تتراوح مددها بين شهرين وعام، بحيث تنقسم إلى دورات نظرية وأخرى عملية، لافتا إلى أن 70 % من المتدربات في أقسام الحاسوب والخياطة والتجميل، جامعيات، أو يحملن شهادة الدبلوم.
وبين أنه ستعقد الشهر المقبل، دورات في مشاغل مستحدثة، منها مشغلا: السيارات الهجينة، ووحدات الطاقة الشمسية، مشيرا إلى تحديث وتجهيز قسمي الفندقة والتدريب السياحي والإيواء الفندقي أخيرا.
ويؤكد أن المعهد يخدم المحافظة، ويساند التجمعات البعيدة عن مركزها، والجمعيات، ومراكز ذوي الإعاقة بعمل دورات في مناطقهم.
ولفت إلى أن المركز يطمح بتخصيص 4 دونمات في جواره تعود إلى بلدية الجنيد، للتوسع في القاعات والبرامج والأنشطة التدريبية، مطالبا الجهات المعنية بتوسعة وتعبيد الطريق المهترئ المؤدي الى المركز، والذي يشكل معاناة للمتدربين الذين يضطرون للقدوم اليه راجلين.
وأكد القضاة، ان المعهد يشهد حاليا إقبالا من الشباب والشابات، على التسجيل في تخصصات موجودة وجديدة، سيتدربون عليها.
وبين أن المعهد، بدأ حملته الترويجية لاستقبال الطلبة (المتدربين الجدد) للعام الدراسي 2021 – 2022 منذ بداية الشهر الماضي، وما تزال الحملة الترويجية بالتعاون مع جهات حكومية وجمعيات ومنظمات مجتمع مدني ومراكز شبابية وأندية، مستمرة في مدن وبلدات المحافظة وتجمعاتها السكانية.
إلى ذلك، أوضح القضاة أنه يوجد في المعهد 25 تخصصا للاناث والذكور، يحتاجها سوق العمل، وتلقى اقبالا من المتدربين، مؤكدا وجود شراكات وتعاون بين المعهد وأصحاب العمل.
ويلفت إلى أن 75 % من خريجي المعهد، تمكنوا من العمل في القطاع الخاص أو العام، نظرا لجودة ونوعية البرامج التي يدربون عليها.
ويؤكد القضاة أن زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني للمعهد قبل سنتين، كان لها أكبر الأثر، إذ أوعز جلالته بتحديث المشاغل وتجهيزها وتوفير الآليات اللازمة للمعهد، بأكثر من 100 ألف دينار.
وثمن دعم مجلس المحافظة للمعهد، إذ قدم منذ العام 2018 وحتى الآن 450 ألف دينار، لإعادة تأهيل المبنى واستحداث مشاغل جديدة، تساعد في التدريب على دخول سوق العمل.
يشار إلى أنه في الوقت الذي تقدر فيه الجهات الرسمية معدل البطالة في المحافظة بـ25 %، إلا أن تقديرات المتابعين والناشطين والمشاركين في الندوات وورش العمل، تذهب إلى أن هذه النسبة، قد تتجاوز حاليا الـ35 %، لاسيما في ظل الظروف والتدابير التي تزامنت مع جائحة كورونا العامين الماضيين، في حين قد ترتفع هذه النسبة بين الإناث لتتجاوز 40 %.

عامر خطاطبة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة