عجلون: الشتاء يعيد خطورة الانهيارات إلى الواجهة

=

مع دخول الشتاء، تعود مشكلة الانحدارات الشديدة في محافظة عجلون نظرا لطبيعتها الطبوغرافية، الى الواجهة، منذرة بحدوث انهيارات وتصدعات، قد تؤدي لوقوع حوادث خطرة، تتضرر جراءها مصالح المواطنين وطرقاتهم، وأرواحهم.
وفي هذا النطاق، تصبح الحاجة ملحة لمزيد من الجهود والمخصصات الإضافية، لمعالجة الكثير من المواقع الخطرة، الواقعة على مناطق منحدرة، وما يستجد منها، إذ تشكل تحديا يتكرر كل شتاء، سيما خلال الهطولات المطرية الغزيرة، التي تكشف عيوب البنى التحتية، او عدم كفايتها، والحاجة لتحديثها وصيانتها باستمرار.
وتتلخص أبرز تلك القضايا، بفيضان قنوات تصريف مياه الأمطار، لعدم قدرتها على استيعاب كميات الأمطار الهاطلة، وارتفاع منسوب المياه على الطرق، إلى حدود يتعذر عليها مرور المركبات والمشاة، وحدوث انهيارات ترابية وانهدام الأسوار والسلاسل الحجرية، ومداهمة المياه لبعض المنازل، وتضرر مزارع وكروم مجاورة، جراء فيضان الأودية دائمة الجريان.
ويدفع هذا الحال السكان لتجديد مطالباتهم للجهات المعنية، ببذل مزيد من الجهود وتوفير المخصصات لمعالجة هذه المواقع الخطرة، ومحاولة الحد من آثارها السلبية على السلامة العامة، لتشمل مقترحاتهم بإنشاء قنوات تصريف مياه الأمطار، وصيانة المتوافر على نحو دائم، وإنشاء جدران استنادية في كثير من المواقع المعرضة للانهيار، وتشديد الرقابة لمنع طرح الأنقاض على جوانب الطرق.
ويرى ثابت المومني، أن طبيعة المحافظة الوعرة وشديدة الانحدار تحتم على مختلف الجهات المعنية، من أشغال وبلديات ولجان السلامة، تحديد البؤر الساخنة والمواقع الخطرة ونقاط الضعف، ومعالجتها مسبقا، لتفادي وقوع أضرار في البنى التحتية، لاسيما خلال هطل الأمطار الغزيرة وتشكل السيول.
وأوضح أن شدة ميل الطرق في مدنها وقراها، تحتاج لإعادة إنشاء قنوات تصريف مياه الأمطار، لتكون أكثر فاعلية وقادرة على استيعاب كميات الأمطار والسيول التي تتسبب بإتلاف الطرق وحدوث الانهيارات، إذ أن التجارب أثبتت، أن مجرد أعمال الصيانة الدورية للقنوات القائمة، حاليا بات غير كاف، ما يستدعي توفير الدعم والمخصصات الكافية، لإنشاء قنوات جديدة بمواصفات فنية.
وطالب منذر الزغول، الجهات المعنية من أشغال وبلديات بمعالجة الاختلالات والأضرار في البنى التحتية، والشوارع في المحافظة ووضع الخطط العملية، للتعامل مع السيول التي تفتك بالطرق خلال الشتاء، واتخاذ السبل الكفيلة لأي طارئ.
وأكد ان أعمال الصيانة للقنوات الحالية، لا تمنع تشكل السيول في الطرق وإلحاق الضرر في المركبات، ومداهمة المحال التجارية والمنازل غالبا، وحدوث انهيارت للجدران الاستنادية، سيما القديمة، وكما حدث سابقا من انهيار أجزاء من سور المقبرة الإسلامية في عنجرة، وحصول انهيارات على طريق عنجرة- عجلون، اذ نتج عنها انهيار سلسال حجري وانجراف الأتربة والحجارة.
إلى ذلك، اشتكى مواطنون يقطنون قرب الطريق المؤدي إلى المحطة التحويلية شرق بلدة عبين، من وجود كميات من الأنقاض التي وضعت على الطريق الرئيس المعبد.
وأكدوا أن كميات الأتربة والحجارة التي وضعت أغلقت مجرى الوادي الذي تسيل عليه مياه الأمطار، ما جعل المياه تسير في عرض الطريق الذي جرى تعبيده العام الماضي بقيمة 64 ألف دينار.
وأشار إلى أن بقاء الوضع على ما هو عليه دون اتخاذ اجراءات من الجهات ذات العلاقة بحق المتسببن، وإلزامهم بإزالة ما وضع من حجارة وأتربة، سيؤدي إلى تلف الطريق الذي طالما انتظره السكان.
ويؤكد مدير أشغال المحافظة الدكتور ماجد العلوان، أن الفرق الفنية وآليات المديرية المختصة، تعمل باستمرار على تنظيف قنوات تصريف مجاري مياه الأمطار في عرجان وباعون واشتفينا ومثلث عبين وكفرنجة وعين جنا وعنجره وطريق المستشفى العسكري، مشيرا الى تنفيذ عطاءات في مجال البنى التحتية، وتأهيل وصيانة الطرق الرئيسة.
وبين أن وزارة الأشغال العامة، بدأت بتنفيذ عطاء لتأهيل منطقة مثلث عبين حيث تتجمع مياه الأمطار، ما يعوق حركة المرور على منطقة المثلث، سواء للمغادرين من عجلون إلى محافظة اربد والمنطقة الشمالية من المحافظة، أو القادمين للمحافظة من الشمال.
وأوضح العلوان، أن العطاء الذي ينفذ حاليا على أرض الواقع، يتضمن تركيب مضختين اضافتين، وشراء صهريج كبير وعمل 4 مناهل جديدة، ومد ماسورة قطر 10 انش بطول 750 م، لضخ المياه عبرها، تضاف إلى ما هو موجود من مواسير أنشئت سابقا.
وزاد أنه يجري حاليا، التواصل مع الجهات المعنية بالخدمات والبنى التحتية من مياه وكهرباء واتصالات وغيرها، لايجاد حلول لتسريع انجاز العمل في الوقت المحدد، لافتا الى أن المضخات القديمة تعمل بصورة جيدة، مؤكدا حرص الوزارة على السرعة بتنفيذ العطاء وخدمة المواطنين وأصحاب المحال في المنطقة أو عابري الطريق.
يذكر أن وزير الأشغال المهندس يحيى الكسبي قد اطلع خلال زيارته، للمحافظة مطلع العام الحالي على واقع البركة وتجمع المياه على مثلث عبين، خصوصا بعد المطالبات المتكررة وشكاوى المواطنين بايجاد حل جذري لمشكلة تجمع المياه فيها، بخاصة عند التساقط الغزير للأمطار الذي يؤدي لإغلاق الطريق، بحيث وعد الوزير حينها بحل المشكلة جذريا.
كما أكد نائب رئيس لجنة بلدية عجلون محمد القضاة، أنه سبق وعقد أكثر من اجتماع لمديري الدوائر في مقر البلدية ومديري المناطق، اذ تم التأكيد على تحديد المواقع الخطرة ومعالجتها، لافتا إلى أن البلدية قامت في وقت مبكر بأعمال صيانة وإعادة تأهيل عبارات ومقاطع المياه في الشوارع والاحياء وأماكن جريان الأودية والسيول، واتخاذ الاجراءات اللازمة لمعالجة أماكن تجمعات المياه.

عامر خطاطبة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة