عجلون: المشاريع المائية.. وعود متكررة وغياب للتنفيذ
على وقع أزمة نقص المياه التي تتكرر في مناطق عديدة بمحافظة عجلون كل صيف، تتجدد تساؤلات سكان حول مصير مشاريع مائية وعدوا بها منذ عدة سنوات، من شأنها حل المشكلة، ولا يزال موعد البدء بتنفيذها غير محدد.
وعلى أمل الإسراع بإنجاز محطة التحلية والخط الناقل من سد كفرنجة، ستبقى مدن وقرى وأحياء واسعة في محافظة عجلون تعاني فقرا بمياه الشرب وتأخرا في الأدوار يمتد لأكثر من 3 أسابيع مع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد الطلب على مياه الشرب.
ويقول عضو مجلس المحافظة منذر الزغول، إنه ورغم تأكيدات مسؤولي المياه بقرب المباشرة بمشروع محطة التحلية والخط الناقل، إلا أن أحدا لا يعلم متى سيتم الانتهاء من المشروع بمراحله الأربع، ما يبقي مناطق مرشحة للاستفادة منه، كعنجرة ومناطق الصفا وعين البستان وعين جنا وعجلون في حالة ترقب ومعاناة قد تطول أو تقصر بالاعتماد على سير العمل حال البدء بالتنفيذ وعدم التعثر في أي من مراحله، لافتا إلى وجود الكثير من شكاوى المواطنين من تأخر الدور وعدم كفايته في تلك المناطق، ما يستدعي من الجهات المنفذة الإسراع بعملية طرح العطاء والبدء بالتنفيذ.
وأشار الزغول إلى أن دراسة سابقة أعدتها جمعية دارة عجلون للتراث والثقافة وجهات متعاونة، مستعينة بأرقام وحدة التنمية في المحافظة، أوضحت أن أسبابا أخرى تجعل المحافظة تعاني شحا في مياه الشرب صيفا، كحدوث التلوث والعكورة أحيانا، واهتراء شبكات المياه، وارتفاع نسبة الفاقد في الشبكات لتصل إلى
40 %، مبينا أن إدارة مياه المحافظة، عادة ما تعزو السبب بظهور هذه الأزمات إلى تراجع طاقة مصادر المياه في المحافظة صيفا إلى أكثر من النصف، وعدم حصولها على حصتها من محطات المياه بإربد والبالغة 150 مترا مكعبا في الساعة والتي يتم من خلالها تزويد العديد من قرى المحافظة.
ويرى سكان أن هذا المشروع سينقذهم من العطش وامتداد فترة الدور في الصيف لأكثر من 3 أسابيع في تلك المناطق.
ويقول أحمد عيد إنهم يعانون في منطقة عين البستان من أزمة في مياه الشرب طيلة أشهر الصيف، خصوصا مع تراجع طاقة ينابيع المحافظة المحلية صيفا، ووجود نسبة فاقد، وعدم وصول حصصها كاملة من مناطق أخرى، داعيا إلى استثمار سد كفرنجة لأغراض الشرب والإسراع بتنفيذ مشروع محطة التحلية والخط الناقل من السد.
ويقول أحمد القضاة إن التأخر بإنشاء محطة التحلية، والتي كثر الحديث عنها خلال الأعوام الثلاثة الماضية، سيبقي مناطق واسعة في محافظة عجلون مهددة بأزمة مياه خانقة صيفا، سيما مناطق الصفا وعين البستان وعنجرة وعين جنا وعجلون.
مؤكدا أن إنشاء محطة التحلية، سيوفر للمحافظة كميات كافية من مياه الشرب، بحيث يمكن لها تزويد عدة مدن كبيرة بحاجتها كاملة من دون الحاجة لتزويدها من المصادر الخارجية والمصادر الداخلية التي تتراجع طاقتها الإنتاجية خلال الصيف، ما سينهي مشكلة مياه الشرب في المحافظة بشكل جذري.
يشار إلى أن المحافظة تعتمد في مصادرها المائية حاليا على مصادر داخلية وهي (آبار زقيق 1 و2 و3 و4، ونبع عين القنطرة والتنور، آبار عين جنا، الصفصافة، نبع راسون، إشتفينا ومصادر مائية أخرى) وتشكل مجتمعة ما نسبته (80 %) من التزود المائي.
ووفق أرقام إدارة مياه المحافظة، فإنه يوجد زهاء 4600 عداد مياه مفصول في عجلون من أصل 27 ألف اشتراك بسبب الاستخدامات غير المشروعة للمياه ما رفع نسبة الفاقد بنسبة قد تصل إلى 50 % من التزويد المائي للمواطنين.
وكان مسؤولو إدارة المياه في المحافظة، وخلال مناقشة مجلس المحافظة لمخصصات المياه العام الماضي، أكدوا أن طرح عطاء نقل المياه من ما بعد سد كفرنجة إلى خزان في منطقة القاعدة في عنجرة أصبح قريبا بعد انتهاء دراسات المشروع الذي تبلغ تكلفته 6 ملايين دينار أردني وبمنحة من الوكالة الأميركية USAID.
وأكدوا حينها أن هذا المشروع الكبير يحظى باهتمام كبير من وزارة المياه والري لإيجاد الحلول المناسبة الطويلة الأمد لمشكلة المياه في عدد من مناطق المحافظة، لافتا إلى أن هذا المشروع الكبير يأتي من ضمن سلسلة مشاريع مائية مهمة جدا تقدر بزهاء 83 مليون دينار ستنفذها وزارة المياه والري في محافظة عجلون، ممولة من خلال منح عربية ودولية.
وأقروا أن المشروع سوف يسهم في تحسين التزويد المائي لمناطق عنجرة وعين جنا وكفرنجة ومناطق الصفا وعجلون حيث سيكون تزويد المواطنين بالمياه من الخزان بشكل انسيابي، مبينين أن المشروع قد يوفر 350 مترا مكعبا في الساعة، بحيث سينفذ على أربع مراحل، ستشمل المرحلة الأولى إنشاء محطة تحلية بعد سد كفرنجة، كما ستشمل المرحلة الثانية إنشاء محطات رفع والمرحلة الثالثة ستشمل إنشاء خزان تجميعي بمنطقة القاعدة في عنجرة بالقرب من متنزه عين جارا بسعة 6 آلاف م3 ، فيما ستشمل المرحلة الرابعة مد الخطوط الناقلة للمياه من بعد سد كفرنجة الى موقع الخزان التجميعي.
من جهته، أقر رئيس مجلس المحافظة عمر المومني أنه ومن خلال متابعاتهم للقضية مع الجهات المعنية تبين لهم أنها ما تزال في طور طرح العطاءات، لافتا إلى أن مجلس المحافظة السابق كان قد وقع قبل زهاء 4 أعوام اتفاقية تمويل مع USAD، لإنشاء مشروع لاستغلال مياه السد بمعدل 350 مترا بالساعة لغايات استخدامها لأغراض الشرب.
وأكد أن وفدا من المجلس سيقوم بزيارة وزارة المياه لمتابعة المشروع ومشروع الصرف الصحي لمنطقة الجنيد، كما سيتم البحث عن تمويل لتنفيذ شبكة مياه لأكثر من 80 منزلا في منطقة سوس راسون.
وزاد المومني أن منطقة الجنيد أصبحت من المناطق الجاذبة للاستثمار ومن المهم أن يتم توفير بيئة استثمارية جاذبة، وخاصة في مجال توفير البنية التحتية المناسبة في مجال شبكة الصرف الصحي التي كانت على مدار الوقت من القضايا والمعيقات التي تقف بوجه الاستثمار.
تصريحات المومني تطابقت مع ما أكده مصدر في وزارة المياه من أن مشاريع المياه الواعدة في مرحلة طرح العطاءات حاليا، مشيرا المصدر إلى أهمية هذه المشاريع وخاصة محطة التحلية التي ستسهم في الحد من مشاكل التزويد المائي التي تعاني منها مناطق بعجلون.
عامر خطاطبه/ الغد
التعليقات مغلقة.