عجلون.. تجدد المطالب بإنشاء مركز استشفائي والاهتمام بالسياحة العلاجية
جدد ناشطون واختصاصيون دعواتهم لاستثمار الطبيعة الجميلة والتأملية في محافظة عجلون بإنشاء مركز علاجي واستشفائي، مؤكدين أنه سيساهم في المزيد من انتعاش الحركة السياحية، ويشكل قيمة مضافة للمجتمع المحلي.
وقالوا، إن السياحة العلاجية في عجلون ما تزال دون المطلوب، رغم أنها تتناسب بشكل كبير مع طبيعة المحافظة الجميلة، ما يستدعي إنشاء مركز علاجي خاص للمدمنين، وتعزيز ذلك باعتماد قسم لزراعة الشبكات في مستشفى الإيمان الحكومي بمبناه الحديث والملائم، بحيث يخدم شمال المملكة.
ووصف الناشط والمختص بعلم النفس عبدالحميد بني نصر، إنشاء مركز علاجي للمدمنين وقسم مختص لزراعة الشبكات بمستشفى الإيمان بالمشروعين الحيويين اللذين سيساهمان بشكل كبير في زيادة أعداد القادمين للمحافظة، وإطالة مدة إقامتهم، وبالتالي إفادة المجتمع المحلي، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أهمية إدراجهما ضمن الفرص الاستثمارية المقترحة على المخطط الشمولي لعجلون.
وكان المشاركون في ندوة حوارية نظمتها مختبرات عجلون الطبية بعنوان “السياحة العلاجية في عجلون واقع وتحديات” في رمضان الماضي، أوصوا بضرورة عمل خريطة للسياحة العلاجية في المحافظة، والتوسع في المسارات السياحية نظرا للفوائد الصحية التي تقدمها، وتخصيص مساحات من الأراضي المملوكة للدولة لإقامة مشاريع السياحة العلاجية عليها من خلال عقد اتفاقيات مشروطة مع مستثمرين، وإنشاء حاضنة في المحافظة لتدريب خريجي الجامعات في التخصصات الطبية لإعدادهم لسوق العمل.
وقال الدكتور علي الفريحات، إنه لا بد من استحداث وحدة للقسطرة في مستشفى الإيمان لخدمة المحافظة وزوارها، مشيرا إلى أن طبيعة المحافظة الجميلة تؤهلها لإنشاء مركز علاجي متخصص لمعالجة المدمنين، مؤكدا أن الخدمات الصحية في المحافظة على درجة عالية من التميز بوجود مستشفى حديث ومتطور يضم مختلف التخصصات والمختبرات والعيادات. كما لفت إلى أهمية وجود مراكز طبية متخصصة يساهم فيها القطاع الخاص.
أما الناشط الدكتور علي المومني، فبين من جهته، أن حجم الإنفاق على السياحة العلاجية في محافظة عجلون بحسب إحصاءات عام 2022 على العيادات والمستشفيات والمختبرات الخاصة بلغ مليوناً و293 ألف دينار، مؤكدا أن الفرص الاستثمارية الأكبر للمشاريع الطبية تتمثل في إبرام عقود مع شركات التأمين في مجالات الرعاية الصحية والعلاجية والدوائية والرعاية الشخصية، لافتا إلى أن الأرباح من بيع الأدوية والمستلزمات الطبية أكبر من أي عوائد أخرى، وأن الرعاية الصحية من أهم الخدمات التي يحتاجها الإنسان حيث إنها الأقل تأثرا بالفقر.
وأكد الدكتور خالد الشلول، أهمية تسليط الضوء على جانب السياحة العلاجية في محافظة مثل عجلون، نظرا لما تتمتع به من ميزات قل نظيرها في محافظات أخرى، لافتا إلى الفرص التنموية المتاحة في المحافظة وشروط إقامة مستشفيات ومنتجعات علاجية، وداعيا كذلك، إلى تذليل أي عقبات أمام المستثمر في هذا القطاع نظرا للفرص والميزات الممكن توفيرها لمثل هذا النوع من السياحة، التي باتت تحتل أهمية كبيرة.
من جانبه، قال رئيس جامعة عجلون الوطنية الدكتور فراس الهناندة، إن إطلاق مبادرة “عجلون أكسجين الأردن” جاء بهدف استغلال ميزات عجلون السياحية والزراعية والحفاظ على البيئة لتبقى المتنفس الحقيقي للزوار، مؤكدا أن المبادرة التي أطلقتها الجامعة العام الماضي جاءت في نطاق تعزيز الوعي البيئي والتنموي والمحافظة على البيئة المستدامة من خلال تنفيذ مبادرات ومشاريع تهدف إلى المساعدة في التنمية الشاملة في محافظة عجلون والوطن بأكمله.
إلى ذلك، أشار مدير سياحة المحافظة فراس الخطاطبة إلى ميزات المحافظة السياحية والبيئية والطبيعية والتاريخية والتراثية، إضافة إلى أنماط السياحة المختلفة التي تشجع على إقامة مرافق ومنتجات سياحية علاجية وصحية وتأملية للاستمتاع بالطبيعة.
وأكد، أن عدد الزوار السنوي لعجلون يتجاوز 2.5 مليون زائر، مما يشجع على إقامة مرافق سياحية علاجية، مشيرا إلى الخطة التي تعمل عليها المديرية في مجال تطوير هذا القطاع ضمن رؤية واستراتيجية وزارة السياحة، مبينا أن هناك عشرات المنشآت السياحية المرخصة التي تعمل بشكل جيد.
كما أكد الخطاطبة، الاستعداد التام للتعاون مع أي جهة أو مستثمرين بهدف الاستفادة من طبيعة المحافظة وغاباتها الجميلة وإيجاد مشاريع استشفائية وعلاجية، تضاف إلى عشرات المبادرات الملكية في مختلف المجالات الخدمية والتنموية لتطوير المحافظة.
وأضاف، أن المحافظة مقبلة على نهضة تنموية غير مسبوقة، مما يتطلب من الجميع الإرادة والعزيمة والعمل بروح الفريق، لافتا إلى مشروع التلفريك الذي جاء تحقيقاً لرؤى جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في عجلون، وما صاحب تشغيله من زيادة إقبال الزوار على المحافظة محليا وإقليميا ودوليا للتمتع بميزاتها النسبية. وأكد أن مشروع التلفريك يعتبر نواة للتطوير السياحي في محافظة عجلون، وسيساهم في تنمية الواقع الاستثماري والاقتصادي، خصوصا وأن عجلون تتميز بميزات نسبية وتنافسية جاذبة للمستثمرين، خاصة في القطاع السياحي والغذائي والعلاجي.
يُشار إلى أن وزارة الاستثمار أطلقت 6 فرص استثمارية جديدة في عجلون عبر المنصة الإلكترونية (invest.jo) في القطاع السياحي والصناعات الغذائية، بحجم استثمار كلي يبلغ حوالي 61 مليون دولار. وستقوم الوزارة بالترويج لهذه الفرص من خلال استهداف مستثمرين محتملين لتوجيههم نحوها، مبينا أن الفرص الاستثمارية شملت مشروع إقامة القرية السياحية، ومشروع إعادة تأهيل واستخدام قرية دير الصمادية الجنوبي، ومشروع إقامة منتزه عجلون الوطني، ومشروع منتجع عجلون العلاجي، أما الفرص الاستثمارية الأخرى فكانت من نصيب قطاع الصناعات الغذائية لتشمل مشروع إقامة مزرعة نموذجية، ومشروع أكاديمية الطهي.
عامر خطاطبه/ الغد