عجلون: تدني أسعار الفاكهة الصيفية يدفع مزارعين لتجفيفها

دفع انخفاض أسعار أنواع من الفاكهة الصيفية في عجلون، بخاصة العنب، إلى محاولة المزارعين تجفيف كميات منها بطرق تقليدية، سعيا منهم لتسديد نفقات الاعتناء بكرومهم، وتحقيق هامش معقول من الربح.
وأكدوا أن إنتاج الموسم الحالي من العنب، انخفضت أسعاره على نحو لافت، بحيث بات التجار الذين يأتون إلى كرومهم للشراء، لا يدفعون أكثر من 40 قرشا للكيلو الواحد، وهو سعر لا يمكنهم من تسديد نفقاتهم.
ويقول المزارع محمد أبو أسامة، إنه يمتلك كرما في منطقة عين البستان، أنشأه قبل سنوات بدعم من وزارة الزراعة، لكن إنتاجه، رغم وفرته، لا يغطي نفقاته السنوية من مبيدات وحراثة وأجور عمال وغيرها.
وأشار إلى أن التجار لم يدفعوا سعرا للكيلو الواحد أكثر من 40 قرشا وأحيانا أقل، ما دفعه للتفكير بعدم بيعه ومحاولة تجربة تجفيفه كـ”زبيب” يباع بأسعار جيدة.
ودعا الوزارة للاهتمام بهذا الجانب ودعم المزارعين وتدريبهم على طرق حديثة وتجارية لتجفيف الثمار كالعنب والتين والمشمش، وإيجاد “برادات” في المحافظة لحفظ الفائض من الفاكهة.
ويرى المزارع محمد فريحات، أن موجات الطقس الحارة والمتعاقبة خلال الموسم الحالي أنضجت العنب بسرعة، ما تسبب بزيادة المعروض منه، وتراجع أسعاره، مؤكدا أن أسعار بيعه بـ”الجملة” تراجعت للنصف، إذ كان يباع الكيلو منه في مواسم سابقة بدينار، في حين انخفض حاليا لأقل من 40 قرشا، ما تسبب بخسائر لهم.
وتعد الكروم كنوزا موسمية لمزارعي المحافظة، وتشكل مصدرا جيدا لدخل كثير من أسرها، بخاصة وأنه يلقى رواجا في أسواق المحافظات، لتميزه بمواصفات وجودة عالية، إذ يستمر إنتاجه خلال 4 أشهر في العام لتدرج نضجه من المناطق الشفاغورية والحارة نسبيا إلى الأكثر ارتفاعا والأقل حرارة.
ويحمل الصيف خيرات كثيرة، تستمر لزهاء 4 أشهر بحيث يمتد موسمها من مطلع شهر حزيران (يونيو) وحتى نهاية أيلول (سبتبمر) من كل عام، وتشمل ثمار العنب والأسكدنيا والتوت والتفاح البري والتين والخوخيات والعناب.
ويؤكد المزارع راضي عوض، أن ثمار العنب تحافظ عادة على أسعار جيدة طيلة الموسم، ما يتيح فرصة للمزارعين باستثمار الموسم طيلة 3 أشهر من دون أن تكون هناك مشاكل تسويقية.
وأشار إلى أن تجار الجملة يجتمعون صباحا في الساحات والطرق وطيلة الموسم، لشراء أنواع الفاكهة من المزارعين، بحيث يبيعون بعضها على البسطات للأهالي، بينما ينقلون كميات منها لأسواق خارج المحافظة.
وزاد إن موسم الفاكهة، يشكل مصدر غذاء ودخل لأبناء المحافظة، خصوصا في ظل ارتفاع أسعار الفاكهة المستوردة، مبينا أنه يكتفي بأنواع عديدة طيلة الصيف، ويبيع الفائض منها لقضاء احتياجات الأسرة الأخرى.
ويؤكد أن ثمار العنب الأجدى للأهالي، فهي تتوافر بكثرة، كما أن تسويقها في مواسم سابقة أمر سهل عبر قدوم تجار لشرائها من البساتين، أو بمجرد نقلها لتجار جملة في المحافظة لتباع بأسعار جيدة، لكن انخفاص أثمانها جعل كثيرا من المزارعين، يفضلون عدم بيعها، ومحاولة تجفيفها.
ويؤكد المهندس الزراعي وعضو مجلس المحافظة سامي فريحات، أن بيئة المحافظة مثالية لزراعة التين والعنب، مبينا أن كثيرا من المزارعين استصلحوا منذ سنوات مساحات كانت صخرية وغير صالحة للزراعة، لتوفر لهم مردودا ماليا جيدا لزراعتها بأنواع عديدة مثمرة.
ويضيف أن بيئة المحافظة وطقسها المتباين في درجات الحرارة يجعلان موسم الفاكهة الصيفية تنضج في المناطق الشفاغورية كراجب وكفرنجة والوهادنة، والباردة كرأس منيف واشتفينا وصخرة.
وتؤكد مصادر في مديرية زراعة المحافظة، أن الأسعار مرتبطة بالعرض والطلب، مبينة أن الفاكهة الصيفية في عجلون تشهد رواجا جيدا في الأسواق المحلية، بخاصة العنب، التي تنتشر على مساحات لا بأس بها من الأراضي، مشيرة إلى أنها توفر باستمرار إرشادات للمزارعين وعلاجات ضرورية لمكافحة الآفات الزراعية.
إلى ذلك، عملت الوزارة في سنوات سابقة على إيجاد معرض دائم للمنتجات الشعبية العجلونية في إشتفينا لمساعدة المزارعين، خصوصا وأن هذه المنطقة يقصدها الزوار من المحافظات والسياح الأجانب، ما أسهم حينها بتسويق المنتجات العجلونية بيسر وسهولة.
وسعت الوزارة حينها لإيجاد سوق دائم للمنتجات الشعبية في المحافظات، وآخر للمنتجات الشعبية في العاصمة، بحيث يكونان بمنزلة الأسواق والمعارض الدائمة للمنتجات الشعبية للمساهمة في تسويق هذه المنتجات، وخلق فرص عمل للأسر والمساهمة في الحد من ظاهرتي الفقر والبطالة.
وأكد القائمون على هذه المعارض، حينها، حرص الوزارة على أن تكون ضمن أعلى المواصفات والمقاييس ليصار إلى استغلالها من الجمعيات والأسر العجلونية من دون مقابل، وليتاح للجمعيات والأسر التي تعمل في مجال المنتجات الشعبية، تقديم منتجات مطابقة للمواصفات وذات جودة عالية ومنافسة.
ويؤكد المزارعون أن هذه الأسواق، تسهم بفتح فرص عمل جديدة لأبناء وبنات المنطقة، إضافة لتشجيع الجمعيات والأسر على زيادة الاهتمام بمنتجاتها، وإنتاج مزيد منها بجودة عالية، مطالبين بإعادة فتح مثل هذه الأسواق بشكل دوري مع بدء كل موسم.

 

عامر خطاطبة/  الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة