عجلون : حوارية حول رواية عين التيس للشاعر المهندس سمير القضاة.

=

ضمن برنامج موسم أيار الثقافي الذي يعقد كل سبت خلال شهر أيار بالشراكة بين رابطة الكتاب الأردنيين/فرع عجلون ونقابة المهندسين الأردنيين/فرع عجلون عقدت في مقر النقابة مساء السبت (20أيار2023) حوارية حول رواية عين التيس للشاعر سمير القضاة شارك فيها الروائي مجدي دعيبس والدكتور سلطان الزغول والشاعر سمير القضاة.

في بداية الندوة رحّب المهندس ضرار العرود بالمشاركين، مؤكدا على فتح النقابة ذراعيها لأي فعل جاد ينهض بالحركة الثقافية في المحافظة، من جهته ثمّن الدكتور سلطان الزغول رئيس فرع الرابطة في عجلون الدور الثقافي الذي تقوم به نقابة المهندسين الأردنيين/فرع عجلون وشكر رئيس الفرع المهندس خالد عنانزة وأعضاء الهيئة الإدارية للنقابة على فتح أبوابها للفعل الثقافي، مشيرا إلى أهمية هذا الدور بعد جولة في مكتبة النقابة التي ضمّت أعمالا مهمة لأدباء عجلون ومثقفيها.

الروائي المهندس مجدي دعيبس أكد أن رواية عين التيس رواية واقعية تسجيلية تستحضر أحداثا عشناها وشخصيات عايشناها. ثم تحدث عن عناصر الرواية التي تعتمد على شخصية محورية لتتبع مرحلة زمنية محددة وبناء الحدث والتعاطي مع المتغيرات والمستجدات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهي شخصية سامي الفتى الريفي من إحدى قرى جبل عجلون.كما أن لغة الرواية جاءت رصينة وجارية دون مفردات صعبة أو تراكيب غريبة أو مغالاة، وقداعتمد الكاتب على لغة مسطّحة تؤدي المعنى بأقل عدد ممكن من الكلمات، وجاءت بعض العبارات باللهجة المحكية التي تناسبت مع بناء الشخصية.أما المكان فنراه في الرواية بوضوح، في عجلون وقراها وفي إربد والجامعة الأردنية، وبروز المكان يجعلنا نشعر بالاندماج والألفة. وحول عنصر الزمن قال دعيبس:في عين التيس جاء الخط الزمني متسلسلا، لأنّ الرواية مبنيّة في الأساس على تتبّع حوادث ومفاصل محلية وإقليمية مرت بها المنطقة، وأي خلل في الزمن قد يسبب إرباكا للقارئ.ثم أشار إلى أن مساحة الحدث في الرواية توزّعت بين العام والخاص، ربما تغوّل أحدهما على الآخر في لحظة ما، لكن ما يهم أنّ الحدثقد أخذ حقّه من الاهتمام والمعالجة والعرض. وحول الحوار في الرواية رأى دعيبس أنه كان قادرا على رصد وجهات النظر المختلفة دون تحيز لوجهة نظر على أخرى.

الدكتور سلطان الزغول تناول إشكالية السيرة الذاتية والرواية في “عين التيس” فقال:يرى فيليب لوجون أنالسيرة الذاتيةتناقض التخييل الروائي،لكنّ توماس كليرك يرى أن النوعين يتكاملان، ولعل “عين التيس” أحد الأعمال التي تدفع إلى الالتباس لكثرة العلامات المرجعية فيها، فهي رواية تتكئ على سيرة صاحبها الذي حاول التعمية على العلامات المرجعية ليقدم مقطعا مفصليا من سيرته الذاتية في قالب روائي. ثم خلص إلى أننا في عمل سمير القضاة هذا أمام سيرة ذاتية روائية تؤكد على تكامل النوعين الأدبيين لا تناقضهما.

وأضاف الزغول تمتدّ رواية “عين التيس” زمنيا بين عامي 1982 و1991، ومكانيا بين عجلون وإربد وعمان، وتحكي قصة الفتى العجلوني ساميمنذ بلوغه حتى مطلع عشرينيات عمره. وفي هذه السنوات القليلة، لكن الغنية بالأحداث على المستوى الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، يتفتّح عقل الفتى وينمو جسده وتتشكّل هويته الثقافية عبر محيط مضطرب متقلب. وأكد الناقد أن الرواية غنية بتفاصيلها، وتقدم صورة جلية صادقة عن الحياة في قرية من قرى عجلون في ثمانينيات القرن العشرين، وهي لا تحاول التغاضي عن الإشارة إلى أي حدث مهما بلغت إشكالياته، بل تتعامل معه بانفتاح محاولة تحليله وفهم تداعياته وخلفياته. وهي رواية تعبّر عن التعلّق بالمكان، وتتخذ من النبع الأكثر شهرة في جبل عجلون (عين التيس)عنوانا لها، في إشارة واضحة إلى هذا التعلّق، بل العشق الطاغي.

وخلص الزغول إلى القول: تشكل رواية “عين التيس” وثيقة اجتماعية لثمانينيات القرن العشرين في عجلون، كما أنها توثق مفاصل مهمة في تاريخ إربد والجامعة الأردنية، وهي الأماكن الأساسية التي تنقل بينها بطل الرواية. لكن عدّها بالوثيقة لا ينفي عنها توافر متعة البناء الفني الذي جاء تقليديا عبر لغة رشيقة قريبة إلى المتلقي مهما بلغت درجة ثقافته. وهي رواية يندمج فيها الخاص بالعام بعفوية وصدق، دون استعراض أو مبالغة.

الشاعر سمير القضاة قال إن روايته تعبّر عن حبّه للمكان الذي نشأ وترعرع فيه، مؤكدا على سعادته بخط روايته التي عبّرت عن جزء من وفائه لأرض الآباء والأجداد، شاكرا النقابة والرابطة على فتحهما الباب لمناقشة هذه الرواية في المكان الذي كتبت من أجله. كما قرأ القضاة مقطعا من روايته قبل أن يفتح باب النقاش الذي شارك فيه عدد من الحضور عبروا عن فرحتهم بخط رواية عين التيس، نبع الماء الذي يعد أيقونة عجلون ورمز الخير والعطاء فيها.

يذكر أن موسم أيار الثقافي الذي تتعاون في تنظيمه رابطة الكتاب الأردنيين/عجلون ونقابة المهندسين الأردنيين/عجلون بدأ يوم السبت الموافق 13 أيار بأمسية قصصية أحياها القاصان مسيد المومني ورامي الجنيدي، وسيختتم يوم السبت القادم 27 أيار بمعرض طبيعة عجلون ومحاضرة عن ثقافة الشجرة يقدمها الأديب رمزي الغزوي.

الشاعر الدكتور  سلطان الزغول

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة