عجلون.. شبح الجفاف يتهدد الزراعات الاستوائية على وقع وعود رسمية بإنقاذها
=
عجلون- يخشى مزارعون استجابوا على مدى سنوات سابقة لدعوات التوجه إلى الزراعات الاستوائية والحديثة في محافظة عجلون، خصوصا بمنطقة راجب، من دفع ثمن خطوتهم تلك، على وقع تحديات تتعاظم أمام أعينهم، وفي مقدمتها نقص مياه الري وجفاف زراعاتهم، إضافة إلى شبح التغيرات المناخية الذي ينذر بازدياد معاناتهم على المديين المتوسط والبعيد.
هذه التحديات، يرى مزارعون أن ما يفاقمها هو تراجع حصصهم المائية، وعدم كفاية مخصصات صيانة أقنية الري التي تعاني من تزايد نسب الفاقد، وعدم استغلال سد كفرنجة لأغراض الري، وكذلك افتقار وادي راجب لأي نوع من السدود المائية، ما يعني لهم أن تلك الزراعات التي باتت تنتشر على آلاف الدونمات، لن تصمد طويلا خصوصا في ظل الظروف المناخية المتغيرة وتأثيراتها السلبية على مزارعهم.
سليمان الغزاوي وهو مالك إحدى المزارع في منطقة راجب، يقول إن “الكثير من الزراعات شبه الاستوائية بمزرعته البالغ مساحتها زهاء 100 دونم، بدأت تتأثر كثيرا جراء نقص المياه، إلى حد خسارة كثير من الأشجار جراء جفافها”، داعيا إلى “زيادة الدعم الحكومي وتوفير مخصصات لتبطين وصيانة الأقنية بمنطقة راجب، والبحث عن حلول أخرى لتوفير مياه الري، كاستغلال سد كفرنجة، والتفكير جديا بعمل سد على وادي راجب الذي ترتفع طاقته خلال الشتاء”.
حول ذلك، يؤكد النائب السابق محمد فريحات، أن “موقع عجلون زراعيا وتنوع مناخها وتضاريسها شجع الكثير من المزارعين على تطوير وتحديث زراعاتهم”، مطالبا بـ”دعم الزراعات الحديثة خصوصا زراعة الفاكهة الاستوائية التي بدأت تعاني من شح المياه، وإنشاء مصانع أو معامل لاستيعاب الفائض من المنتجات الزراعية المختلفة، ومصانع أخرى لتصنيع النباتات الطبية والعطرية”.
كما أكد فريحات “ضرورة دعم المزارعين بمنح وقروض دون فائدة، ودعم صغار المزارعين، وزيادة المخصصات المالية المقدمة لعجلون من مؤسسة الإقراض الزراعي كونها محافظة زراعية بامتياز، والعمل على إيجاد محطة زراعية بحثية”.
أما المهندس الزراعي زكي الياسين، فيقول إن “مختلف أنواع الفاكهة الاستوائية الأصل والتي زرعت في منطقة راجب الدافئة نجحت، وأصبحت منتجة كالمانجو والأفوكادو والبابايا والمورينجا والكيوي والقشطة، إلا أن تراجع كميات المياه المخصصة للري، إضافة إلى التغيرات المناخية باتت تلقي بآثارها السلبية على تلك الأنواع”، في حين يقول المهندس الزراعي معاوية عنانبة إنه “ورغم طبيعة المحافظة وتنوع مناخها الذي يجعلها صالحة لمختلف أنواع الزراعات الحديثة وذات الجدوى الاقتصادية العالية، إلا أنها ما تزال محرومة من هذه الزراعات التي أثبت عدد محدود من المزارعين نجاحها في عدد من مناطق المحافظة”، مؤكدا أن “دعم وتعميم تجربة الزرعات الحديثة في المحافظة وغيرها من المناطق المناسبة بيئيا، سيكون لها آثار إيجابية على المزارعين والاقتصاد الوطني، ما يستدعي مزيد من الدعم لضمان ديمومتها”.
ويقول المزارع عامر بني فواز، إن “المزارعين بمحافظة عجلون باتوا يلجأون إلى وسائل عديدة في سبيل ري أشجارهم لحاجتها إلى المياه في هذا الوقت مع انخفاض منسوب مياه الأودية وارتفاع نسب الفاقد في الأقنية التي تحتاج إلى تبطين”.
المزارع عمر فريحات يشير إلى أنه “مع تراجع جريان المياه في وادي راجب والعيون السطحية، وتزايد الحاجة لمياه الري، فإن الأمر يستدعي خفض الفاقد في قنوات الري التي تنقل المياه من الأودية وتغذي آلاف الدونمات المروية”، مبينا أن “عشرات الأقنية المنتشرة في أودية محافظة عجلون لم تحظ بأي مخصصات لصيانتها منذ عدة أعوام، ما يستدعي الاهتمام بها لحفظ نسبة الفاقد”.
ووفق أرقام مديرية زراعة المحافظة، فإن المساحات الزراعية المستغلة في المحافظة تبلغ زهاء 100 ألف دونم، فيما يوجد 82 ألف دونم مزروعة بأشجار الزيتون، و21 ألف دونم بالحمضيات والكرمة والفاكهة وأنواع حديثة من الزراعات.
كما تشير الأرقام لدى المديرية، إلى وجود ما يزيد على 40 قناة منتشرة على أودية كفرنجة وراجب وعرجان.
يذكر أنه تم تخصيص مبلغ 100 ألف دينار في العام 2018، ومبلغ 90 ألف دينار للعام 2019، من مخصصات مجلس المحافظة لصيانة الأقنية إلا أنها لم تنفذ، فيما لم يتم خلال السنتين الماضيتين رصد أي مخصصات لصيانة وتبطين الأقنية.
من جهته، أكد مدير زراعة المحافظة المهندس حسين الخالدي، أن “مديرية الزراعة تدعم بكل إمكانيتها الزراعات الاستوائية والحديثة، خصوصا المزارع المنتشرة في منطقة راجب”، لافتا إلى أنه “سيتم إعداد خطة شاملة للحفاظ على هذه الزراعات والأشجار وضمان استمرارها، وستشمل موازنة العام المقبل مبلغ 100 ألف دينار لعمل صيانة وتبطين لعدد من الأقنية في المحافظة”.
وأقر الخالدي بـ”حاجة العديد من الأقنية في المحافظة لإعادة تأهيلها بشكل كامل، بحيث يتم بناء تلك الأقنية بالإسمنت وتدعيمها بشبكة حديد”، مشيرا إلى أنه “تم في سنوات سابقة دعم المزارعين وتمكينهم من إنشاء مئات الآبار التجميعية”.
عامر خطاطبه/ الغد
التعليقات مغلقة.