عجلون: شلالات زقيق والرشراش خارج الخريطة السياحية

تحتضن منطقة حلاوة الواقعة ضمن مناطق بلدية الشفا بمحافظة عجلون إرثا تاريخيا وجمالا طبيعيا لا يحظى بالرعاية الكافية، وتحتاج إلى المزيد من الاهتمام الرسمي والدعم لإبرازها وجعلها على الخريطة السياحية، خصوصا وأنها تضم أكبر شلالات في المحافظة، بحيث ما تزال بلا طريق، ولا يمكن الوصول إليها إلا على الأقدام وبصعوبة.
ويقول رئيس جمعية التنمية للإنسان والبيئة الأردنية الباحث الدكتور أحمد الشريدة، إن لمنطقة حلاوة من اسمها نصيب، وذلك لجمال المنطقة الطبيعي ولموقعها المهم، مبينا أن تسميتها مرتبطة بأن معظم الأسماء الموجودة في بلاد الشام هي أسماء سريانية تنتهي بالألف الممدودة والمقصورة ومنطقة حلاوة منها، بحيث تكتب (حلاوا).
وأكد أن تاريخ منطقة حلاوة يرتبط بوادي اليابس الذي يفصل بين محافظتي عجلون وإربد، وعندما مر الملك الراحل عبدالله الأول من الوادي أطلق عليه اسم وادي الريان، الذي يبدأ من عرجان وراسون، ويبدأ من عين التنور.
وبين الباحث الشريدة أهمية منطقة حلاوة بدليل وجود قطع الفسيفساء في منطقة زقيق، مؤكدا أن الاكتشافات في زقيق هي دليل على الحضارة التي كانت سائدة في المنطقة، وكذلك وجود الشلالات في منطقتي الرشراش وزقيق، إضافة لوجود منطقة كركمة التراثية.
وطالب بوضع المنطقة على الخريطة السياحية والمسار السياحي سواء على مستوى المملكة، أو المحافظة، وضرورة الاهتمام بها، خصوصا شلالات الرشراش.
وزاد أنه لا بد لأي موقع سياحي من وجود مرافق عامة لخدمة الزوار، وشبكة طرق، إلا أن الطرق في زقيق سيئة رغم وجود الماء الذي هو العنصر الجاذب للسياح، مستهجنا عدم وجود طريق لشلالات الرشراش، ما يجعلها مخفية وغير ظاهرة للزوار، رغم أنها تجذب حتى وإن كانت سيرا صعبا على الأقدام.
وتطالبت الناشطة الاجتماعية كوكب انجادات، بضرورة وضع منطقة حلاوة على الخريطة السياحية لأهميتها التاريخية، ووجود شلالات زقيق والرشراش، ومنطقة كركمة.
وأكد مدير ثقافة عجلون سامر فريحات، أنه لا بد من عمل مثلث ذهبي بين محافظتي عجلون وإربد، ولابد من توفر البنية التحتية المناسبة للزائر من منتزهات، ومرافق عامة، مبينا أننا وحتى الآن لا نملك المهارات لإدارة الطبيعة رغم وجود عناصر الجذب السياحي على مدار العام، وخاصة في منطقة حلاوة رغم وجود الماء في منطقتي الرشراش وزقيق، كما أن البعدين الأثري والسياحي في حلاوة جميل جدا، ما يتطلب الاهتمام به أكثر والسعي لإيحاد مشاريع سياحية حتى وإن كانت صغيرة.
ولفت إلى أهمية استغلال الطبيعة، غير أننا لا نملك المهارات لإدارة الطبيعة الخلابة في هذه المنطقة، كما أن ثقافتنا المعاصرة تبتعد كليا عن مثل هذا الأمر وتتجه للوظيفة.
ودعت عضو اللامركزية في منطقة حلاوة رحمة الزغول إلى ضرورة الإسراع بإجراءات التنظيم للمنطقة لخدمة المجتمع والمنطقة، إذ إن هذه الأمور تصب في مصلحة السياحة في حلاوة، وبخاصة طريق زقيق.
وبينت أنه في حال تم تنفيذ الطرق، فإن هذا الأمر سيسهم في إحياء المنطقة وإقامة المشاريع السياحية، والمتنزهات، والمطاعم، وبالتالي توفير فرص عمل لأهالي المنطقة والخدمات للزوار.
ومن جهته، أكد رئيس بلدية الشفا زهر الدين العرود، أن لدى البلدية مخططات ومشاريع ستشمل فتح الطرق، والتنظيم لمناطق حلاوة، وخاصة وادي زقيق الذي يعد خاصرة ورئة لمنطقة حلاوة لتنشيط السياحة الى شلالات زقيق، مقرا بأن الطريق الحالي متهالك ومليء بالحفر، ولا يصلح للسير عليه، ولم تتم أي أعمال صيانة له منذ زمن.
وأكد أن البلدية بدأت فعليا بالعمل للإسراع في تنفيذ هذا الطريق الحيوي، حيث تمت المخاطبات مع الجهات ذات العلاقة، وذلك لخدمة زوار المنطقة، وأصحاب الأراضي في منطقة زقيق.
وزاد العرود أنه تم البدء بتنفيذ طريق يربط منطقة كركمة وحلاوة بمناطق الأغوار، ما سيخفف على سكان المنطقة ويسهم في إنعاش المنطقة في فصلي الربيع والشتاء؛ حيث يرتادها الزوار من مختلف أنحاء المملكة والدول المجاورة، كما سيتم فتح طريق من كفر أبيل لإقامة متنزه سياحي في حلاوة.
وأشار إلى أن البلدية تسعى لتطوير حوض زقيق، ومنطقة حلاوة بشكل عام، وهناك مشروع استثماري في منطقة الشفا سيتم إنشاؤه لخدمة جميع مناطق البلدية وهي حلاوة، الهاشمية، والوهادنة.
وتوقع أن يكون هناك مسار سياحي بعد فتح طريق زقيق وكركمة، بحيث يبدأ من كركمة، مرورا بزقيق، مطالبا وزارة السياحة بضرورة تسويق وترويج المنطقة سياحيا، وتسليط الضوء على مواقعها لوجود شلالات زقيق والرشراش.

عامر خطاطبة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة